صحف أمريكية: أيدينا ملطخة بدماء اليمنيين وعلى حكومتنا وقف إمداد السعودية بالأسلحة

الثلاثاء 11 أكتوبر 2016 12:10 م

حملت افتتاحيات وتقارير الصحف الأمريكية اليوم الثلاثاء دعوات لإدارة الرئيس «باراك أوباما» لوقف إمداد السعودية بالأسلحة في حربها الدائرة باليمن، محملة واشنطن مسؤولية الهجمات التي يشنها التحالف العربي في اليمن، وآخرها الهجوم على مجلس العزاء بالعاصمة صنعاء والذي قتل فيه 140 شخصا.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها إن الضربات الجوية التي يشنها التحالف العربي بقيادة السعودية والتي تسببت في مقتل 140 كانوا في مجلس العزاء تشير إلى أن الولايات المتحدة يجب أن توقف تواطؤها في الحرب التي تسببت في كارثة إنسانية في واحدة من أفقر دول العالم، معتبرة أن الأمر في يد أوباما.

وتابعت أن السعودية وحلفاءها من دول الخليج يعتمدون على واشنطن في الأسلحة والمعدات والتدريب ، كما تساعد الولايات المتحدة السعودية في حماية حدودها.

وأشارت الافتتاحية إلى تأكيد الإدارة الأمريكية على أن دعمها للتحالف ليس شيكا على بياض، معتبرة أن الأمر حتى الآن مجرد كلمات صارمة، أمام قائمة من هجمات التحالف ضد المدنيين والمنشآت المدنية والتي تعد بموجب القانون الدولي ليست أهداف عسكرية مشروعة.

وقالت إنه إذا رفض السعوديون وقف المذبحة واستكمال المفاوضات بناء على تسوية سياسية، يجب على أوباما أن يوقف دعمه العسكري للمملكة وإلا ستتورط أمريكا أكثر في ما وصفته بجرائم الحرب.

واعتبرت الصحيفة أن السعودية يقع على عاتقها المسؤولية الأكبر في إشعال الصراع حيث بدأت الحملة العسكرية في 2015 لدعم الرئيس عبد ربه منصور هادي ضد الحوثيين المدعومين من إيران العدو اللدود للسعودية.

ونقلت عن مسؤول أمريكي قوله إنه لا يوجد دليل على تعمد التحالف ضرب المدنيين وأن السبب يرجع إلى ضعف في الاستخبارات وتحديد الأهداف وحتى لو ذلك صحيح، فإن هذه العوامل ترجح بشكل أكبر ضرورة وقف الضربات العسكرية فورا.

وأشارت إلى أن «أوباما» باع للسعودية أسلحة تقدر إجمالا ب110 مليارات دولار بينها مليار دولار للدبابات وأسلحة أخرى وذلك لتهدئة غضب السعودية جراء الاتفاق النووي الإيراني الأخير.

وختمت الافتتاحية بالقول إن اليمن على شفا الانهيار بينما يحتاج 80% من سكانها للمساعدات الإنسانية وتنظيم القاعدة أصبح أقوى من ذي قبل، وكلما طال أمد الحرب، أصبح من الصعب إنهائها، بحد قولها.

من جانبها، شنت صحيفة هافينغتون بوست في افتتاحيتها هجوما عنيفا على السعودية، وتساءلت في البداية كم تتكلف حياة الشباب اليمني؟ وأجابت ليس بالكثير بالنسبة للنظلم السعودي الذي يقصف ويجوع اليمنيين منذ مارس/آذار 2015، كما أنها ليست بالكثير أيضا بالنسبة لداعميه بريطانيا وأمريكا واللتين تمدانه بالأسلحة والدعم اللوجيستي والتدريب والغطاء الدبلوماسي لحربه التي وصفتها بالقذرة.

وأضافت أن القيم والمبادئ والمصالح الغربية أصبحت تشترى بالنفط السعودي الرخيص وتسجيل أرباح من خلال صفقات أسلحة لواحدة من أشد الدول القمعية في العالم.

وتابعت أن هناك تواطؤ غربي وسكون من جانب المجتمع الدولي فيما يطالب المئات الأمم المتحدة بتحقيق دولي، وتجمع آخرون على الحدود السعودية مطالبين بالانتقام وهو ما ينذر بصراع أوسع.

ونقلت عن السيناتور الديمقراطي «كريس مورفي» إن الهجوم الأخير جاء بعد شهور من الهجمات على المدارس والمنازل والمستشفيات، مضيفا أنه إذا كانت الولايات المتحدة جادة عندما تقول إن دعمها للسعودية ليس شيكا على بياض فقد حان الوقت لإثبات ذلك، على الإدارة الأمريكية وقف الدعم للحرب السعودية على اليمن لأنها تضر بالأمن القومي الأمريكي وتسمح للمنظمات الإرهابية بقتل الأبرياء.

وتابعت الصحيفة «علينا مطالبة حكومتنا بوقف تسليح النظام السعودي ودعم المدافعين عن حقوق الإنسان داخل المملكة والذين يحاولون إصلاح حكومتهم بوسائل سلمية، لقد انتهى زمن المراجعات وبيانات الإدانة».

ملطخة بالدماء

وقالت «أيدينا ملطخة بدماء اليمنيين فإذا كانت الدول الغربية تريد إظهار أنهم يقدرون حياة اليمنيين عن أرباح صفقات الأسلحة، يجب أن يوقفوا إمدادات الأسلحة والقنابل والدبابات والصواريخ وكل الدعم العسكري لها».

واعتبرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن قصف مجلس العزاء قد يدفع إدارة «أوباما» لإعادة التفكير في دعمه الحرب التي تقودها الرياض وقد تجعل الدول الغربية تعيد فحص صفقات الأسلحة للسعودية.

 ونقلت الصحيفة أيضا عن سيناتور ديمقراطي إن قصف مجلس العزاء لم يكن ليحدث لولا القنابل الأمريكية والتزود بالوقود من جانب أمريكا، كلنا مشاركون بشكل كامل وتام للحملة العسكرية ويبدو الأمر سخيفا عند محاولة تبرئة أنفسنا من هذه الخسائر.

فيما نقلت واشنطن بوست عن منظمة أوكسفام دعوتها لإنهاء الدعم الأمريكي للتحالف العربي في اليمن.

وقال «سكوت بول» أحد مستشاري المنظمة إن الولايات المتحدة يجب أن تدفع بقوة نحو تسوية سياسية فلا يمكن أن تكون وسيط للسلام وفي نفس الوقت وسيط للأسلحة.

واستبعد «آدم بارون» الباحث الأوروبي أن يؤثر القصف الأخير على العلاقات الأمريكية السعودية، وقال هذه ليست المرة الأولى التي نرى فيها مثل هذا القصف، وستظهر دعوات للتحقيق لكن العلاقات الاقتصادية والمالية بين السعودية وأمريكا وبريطانيا أقوى من حدوث أي شرخ في العلاقات.

وفي وقت سابق، أعلنت أمريكا أنها بدأت عملية «مراجعة فورية» للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.

إقرار بالمسؤولية

وكانت بي بي سي قد ذكرت الإثنين أن السعودية أقرت بشكل غير معلن بأن إحدى طائرات التحالف العربي الذي تقوده قصفت مجلس العزاء في صنعاء.

وقالت السعودية إنها فتحت تحقيقا في الحادث الذي أصيب فيه أيضا أكثر من 500 شخص.

وتضم المجموعة التي تجري التحقيق عددا من حلفاء السعودية بدول مجلس التعاون الخليجي.

ودعت جماعات حقوقية أيضا إلى إجراء تحقيق مستقل في الهجوم المروع.

ووافقت السعودية على طلب بريطانيا المشاركة في التحقيق، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة أيضا تشارك في التحقيق.

وطالب الأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون» بإجراء تحقيق دولي في احتمال وقوع جرائم حرب في اليمن.

وقال «كي مون» إن الأطراف المتحاربة في اليمن ينبغي أن تتحمل مسؤوليتها كاملة.

ويأتي ذلك بعد ساعات من مطالبة الأمير «زيد بن رعد الحسين المفوض» السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة باتخاذ نفس الإجراء.

وأكد «الحسين» أن هناك تزايدا في عدد الضحايا المدنيين خلال الأيام العشرة الماضية حيث قتل أكثر من 170 مدنيا في اليمن.

واستهدف قصف تضاربت التهم بشأن مصدره مجلس عزاء، وأسفر عن مقتل العشرات بينهم أمين عام العاصمة صنعاء «عبدالقادر هلال» وإصابة العشرات بينهم وزير الدفاع المعين من قبل «الحوثيين»، اللواء «حسين خيران»، ووزير الداخلية «جلال الرويشان» وقائد الأمن المركزي الموالي لـ«الحوثيين»، اللواء «عبدالرزاق المروني»، وقائد قوات الاحتياط اللواء «علي بن علي الجائفي».

ونفى التحالف العربي في البداية قيامه بغارة على مجلس عزاء في العاصمة اليمنية، مشيرا إلى أنه لم يقم بأي عمليات في موقع الحادث، وأن أسبابا أخرى للحادث يجب أن تؤخذ بنظر الاعتبار.

وكان تقرير لـ«الأمم المتحدة» أشار إلى أن يشتبه في أن نحو نصف القتلى من المدنيين في اليمن سقطوا جراء غارات التحالف بقيادة السعودية.

وطالب التقرير بهيئة دولية مستقلة للتحقيق في مجموعة الانتهاكات التي ارتكبتها كل أطراف الصراع بعد مقتل أكثر من 4000 من المدنيين.

ويتهم الحوثيون التحالف بقيادة السعودية بالتعمد في استهداف المدنيين في اليمن، بينما يقول مسؤولون في التحالف إنهم يستخدمون صواريخ بالغة الدقة موجهة بالليزر ويدققون أكثر من مرة في أهدافهم لتجنب إسقاط ضحايا بين المدنيين.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

اليمن السعودية أمريكا الأسلحة