قال مسؤول بالبنك المركزي، طلب عدم نشر اسمه، إن مصر استلمت من المملكة العربية السعودية وديعة بقيمة ملياري دولار ستساهم في زيادة احتياطياته من النقد الأجنبي، لتيسيير الحصول على قرض صندوق النقد الدولي.

ولم يوضح المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه في تصريحات لوكالة الأنباء المصرية الرسمية (أ ش أ) متى حصلت مصر على الوديعة، خاصة بعد التوترات التي شهدتها العلاقات بين القاهرة والرياض على خلفية توقف شركة أرامكو للنفط في إمداد مصر باحتياجاتها الشهرية من الوقود.

ولم يتسن الحصول على تعليق من مصادر سعودية رسمية بخصوص هذه الوديعة.

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، أعلنت وزارة البترول المصرية أن أرامكو أبلغت الهيئة العامة للبترول المصرية، بالتوقف عن إمدادها بالمواد البترولية، خلال شهر أكتوبر/تشرين أول.

وكانت السعودية وافقت على إمداد مصر بمنتجات بترولية مكررة بواقع 700 ألف طن شهريا لمدة خمس سنوات، بموجب اتفاق بقيمة 23 مليار دولار بين شركة أرامكو والهيئة المصرية العامة للبترول، جرى توقيعه خلال زيارة رسمية قام بها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر هذا العام.

مغادرة السفير السعودي للقاهرة

في الوقت نفسه، غادر السفير السعودي لدى القاهرة «أحمد قطان» إلى المملكة العربية السعودية، الأربعاء، في زيارة تستغرق عدة أيام.

وقال مصدر دبلوماسي، لفضائية العربية، إن السفير السعودي غادر إلى المملكة حتى يرتب مع قيادات سعودية لزيارة وفد مصري إلى الرياض قريبا.

وسادت حالة من التوتر مؤخرا بين البلدين بسبب تأييد مصر لقرار روسيا في مجلس الأمن بشأن الأزمة السورية، حيث انتقدت السعودية موقف مصر ووصفته بأنه مؤلم.

وتضمن قرار روسيا استبعاد المطالبة بإنهاء الضربات الجوية على حلب، وإعادة التركيز على الاتفاق الأمريكي الروسي لوقف إطلاق النار الذي انهار بعد أسبوع من سريانه.

ويختلف موقف مصر مع الموقف السعودي في التعامل مع الأزمة السورية التي بدأت قبل خمس سنوات، حيث تعطي مصر الأولوية للحل الدبلوماسي، فيما تطالب المملكة برحيل بشار الأسد».

وضخت المملكة العربية السعودية مليارات الدولارات لدعم الاقتصاد المصري منذ الانقلاب على «محمد مرسي» أول رئيس منتخب ديمقراطيا في البلاد، في 3 يوليو/تموز 2013 .

وكان البنك المركزي قد أعلن الأسبوع الماضي عن زيادة صافي احتياطي النقد الأجنبي لديه بنحو 3 مليارات دولار في نهاية شهر سبتمبر/أيلول مقارنة بأغسطس/آب، ليصل إلى 19.59 مليار دولار، ولم يفصح المركزي وقتها عن مصدر هذه الزيادة.

ومن المعروف أن صندوق النقد الدولي طلب من مصر تأمين مساعدات خارجية بقيمة 6 مليارات دولار، قبل الموافقة على منحها قرضا بقيمة 12 مليار دولار على 3 سنوات، ومازالت المفاوضات جارية على القرض.

وتواجه مصر أزمة نقد أجنبي منذ شهور نتيجة لقلة الموارد، وقفز سعر الدولار أكثر من 50 قرشا دفعة واحدة خلال التعاملات الصباحية أمس، ليسجل مستوى قياسي جديد عند 14.80 جنيه للشراء و15.15 جنيه للبيع مقابل 14.50 و14.60 جنيها للشراء، بينما يبلغ السعر الرسمي للعملة الخضراء 8.88 جنيه.