«أسماء الأسد»: رفضت كافة العروض للهروب من سوريا بضمانات مالية

الثلاثاء 18 أكتوبر 2016 12:10 م

في أول حديث لها خلال 8 سنوات، أدلت عقيلة رئيس النظام السوري «أسماء الأسد» بحديث لقناة روسيا 24 في إطار فيلم وثائقي أعدته القناة الروسية عنها أجابت فيه عن جملة من الأسئلة والاستفسارات.

وفي الفيلم الذي أعدته القناة الروسية تحت عنوان (أسماء الأسد بين الحرب والسلام)، وسوف تبثه في 22 أكتوبر/تشرين أول، كشفت «الأسد» عن السبب الذي منعها من مغادرة سوريا، وعما إذا تلقت توصيات بالرحيل لقاء الحفاظ على حياتها وحياة أطفالها قالت: كنت هنا منذ البداية ولم أفكر أبدا في أن أكون في أي مكان آخر».

وأضافت «لقد عرضوا علي مغادرة سوريا، بل بالأحرى الهرب منها مع ضمانات بالسلامة والحماية لأطفالي، إضافة إلى ضمانات مالية كذلك. الأمر لا يحتاج إلى العبقرية لفهم حقيقة ما كان يريدونه هؤلاء. الأمر لم يكن يقتصر على رفاهيتي ورفاه أبنائي، بل كان محاولة متعمدة لزعزعة ثقة الشعب السوري برئيسه».

وفي التعليق على دور الغرب في تأجيج الأزمة في بلادها، تساءلت «الأسد» عن السبب من وراء إجحاف وسائل الإعلام في تغطية مأساة أطفال قرية الزارة وتركيزها على تغطية مأساة الطفلين «إيلان» و«عمران».

وأضافت: «لقد قررت وسائل الإعلام الغربية التركيز على هذه المآسي نظرا لأنها اتسقت مع أجندتها، فالغرب لا غيره هو الذي فرق أطفالنا المنخرطين في هذا النزاع وفقا لمواقف ذويهم».

وتابعت «إيلان، كان طفلا سوريا بغض النظر عن الموقف الذي كان يتبناه والداه، وشأن إيلان في ذلك شأن عمران وباقي الأطفال الأبرياء في مذبحة قرية الزارة. أنا سورية وهؤلاء الأطفال أبرياء جميعا ومقتلهم خسارة لسوريا بأسرها».

«عمران» (خمسة أعوام) ظهر في تسجيل فيديو شهر أغسطس/آب الماضي وهو في سيارة إسعاف بعد انتشاله من تحت الأنقاض وبدت علامات الذهول على وجهه الملطخ بالتراب والدماء.

وكان الطفل «إيلان» ضمن مهاجرين لقوا مصرعهم في مارس/آذار الماضي وانتشرت صور جثته الذي عثر عليها بعد ساعات على شاطئ، في كل مكان مما أثار موجة من الاستياء العالمي.

حلب

وعلى صعيد ما تشهده حلب (شمال)، أشارت «الأسد» إلى أن حلب تعاني حالات نزوح وفقر وأمراض غير مسبوقة، معتبرة أن من سخرية القدر أن تركز وسائل الإعلام الغربية على وضع النازحين والسكان المأساوي القابعين في المناطق الخاضعة للمسلحين، وتهمل معاناة النازحين إلى المناطق الأخرى في سوريا.

ولفتت النظر إلى برنامج عام لتقديم العلاج النفسي للأطفال، ومنح القروض الميسرة للمهجرين بهدف التخفيف من معاناتهم، وشددت على ضرورة تسخير جميع الجهود من أجل ذلك.

وأعلن جيش النظام السوري بدعم من فصائل مسلحة تساندها إيران وقوة جوية روسية هجوماً كبيراً للسيطرة على شرق حلب، في 22 سبتمبر/ أيلول الماي مطلقا العنان لقوة نيرانية لم تشهدها من قبل الحرب التي بدأت قبل خمسة أعوام ونصف.

وأودى الهجوم بحياة مئات الأشخاص وسوى بالأرض الكثير من المباني، كما استهدفت المستشفيات مما دفع الولايات المتحدة وفرنسا إلى اتهام روسيا والحكومة السورية بارتكاب جرائم حرب.

وعلى صعيد العقوبات التي فرضتها (مجموعة أصدقاء سوريا) وأثرها على سوريا، وعليها شخصيا، أعادت «الأسد» إلى الأذهان العقوبات التي فرضت على العراق في التسعينيات، مشيرة إلى أن أثرها على سوريا اليوم لا يختلف عمّا شهده العراق.

وتساءلت «الأسد»، «كيف لهم تفسير منع الغذاء والدواء والأجهزة الطبية عن المدنيين في سوريا، وذكرت على سبيل المثال كيف شكا لها أحد المسنين حاجته للعلاج وهو يعاني مرض السرطان ويعجز عن تلقي الرعاية الطبية الكاملة والخضوع للجرعات العلاجية المطلوبة، مشيرة إلى أن سبب معاناة هذا المواطن السوري وغيره، العقوبات التي فرضها ولسخرية القدر، من يسمون أنفسهم أصدقاء سوريا، بحد قولها.

أصدقاء سوريا الحقيقيون

وزعمت أنه «لكان الوضع في سوريا أسوأ بكثير مما هو عليه الآن لولا أصدقاء سوريا الحقيقيون وفي مقدمتهم روسيا الاتحادية المستمرة في تقديم سائر أشكال الدعم لسوريا».

وبصدد أثر العقوبات عليها شخصيا، اعتبرت «الأسد» أنها لا تلمس لها أي أهمية في ظل الوضع العام في سوريا وأثر هذه العقوبات على بلادها.

وأضافت: «بعد هذا الحوار سوف يظهر من سينهالون علي بالانتقادات، كما ستتناقل حديثي بعض وسائل الاعلام وسأتعرض للانتقادات لا محالة، إلى أن هذا أمر مفروض علي بصفتي عقيلة الرئيس السوري».

 ومضت تقول: «لقد لقبوني في السابق بوردة الصحراء وبغير ذلك من أوصاف، لم تؤد إلى غروري، وهذا يعني أنني وكما لم أتأثر بالمديح، فإن الانتقادات هي الأخرى لن تهزني».

وختمت بالقول: «شهدت سوريا الحروب عبر آلاف السنين ودمرت ودثرت الحروب الكثير من مناطقها، فيما كانت تحيا من جديد وهي قادرة على الانبعاث مجددا وعلينا فعل كل ما في وسعنا من أجل أجيال المستقبل. كلمة سوريا تعني شروق الشمس، وأنا على ثقة تامة بأن شمس السوريين سوف تشرق في نهاية المطاف لا محالة».

وأودت الحرب الأهلية السورية بحياة 300 ألف شخص وشردت الملايين، وجرت إليها قوى إقليمية وعالمية وسمحت بتوسع الجماعات المتشددة – ومنها تنظيم الدولة الإسلامية – الذي يسيطر على مساحات واسعة من شرق البلاد.

و«الأسد» مدعوم من روسيا وإيران ومجموعة من الفصائل الشيعية المسلحة من دول عربية، في حين تلقى المعارضة السنية التي تسعى للإطاحة به دعما من تركيا والولايات المتحدة ودول خليجية عربية.

المصدر | الخليج الجديد + روسيا اليوم

  كلمات مفتاحية

سوريا أسماء الأسد حلب روسيا