انتشار بحري روسي وألمانيا وفرنسا تضغطان على موسكو لتمديد وقف الضربات الجوية بسوريا

الخميس 20 أكتوبر 2016 03:10 ص

قال دبلوماسي كبير في حلف شمال الأطلسي (الناتو) يوم الأربعاء نقلا عن معلومات لأجهزة مخابرات غربية إن سفنا حربية روسية قبالة ساحل النرويج تحمل قاذفات مقاتلة من المرجح استخدامها لتعزيز هجوم نهائي على مدينة حلب المحاصرة في سوريا خلال أسبوعين.

وقال الدبلوماسي إن الأسطول مر بمدينة بيرجن يوم الأربعاء في حين ذكرت وسائل إعلام روسية أنه سيمر في القنال الإنجليزي ويعبر مضيق جبل طارق إلى البحر المتوسط ومنه إلى الساحل السوري.

وقال الدبلوماسي مشترطا عدم الكشف عن اسمه «ينشرون كل أسطول الشمال وجزءا كبيرا من أسطول البلطيق في أكبر انتشار بحري على السطح منذ نهاية الحرب الباردة».

وأضاف قائلا «هذه ليست زيارة ودية للميناء. في خلال أسبوعين سنرى تصعيدا في الهجمات الجوية على حلب في إطار إستراتيجية روسيا لإعلان النصر هناك».

ونشر الجيش النرويجي صورا للسفن التقطها يوم الاثنين.

ونقلت صحيفة نرويجية عن رئيس المخابرات العسكرية النرويجية قوله إن السفن المعنية ستلعب دورا على الأرجح في معركة حلب الحاسمة.

وقالت روسيا التي تساعد رئيس النظام السوري «بشار الأسد» بحملة جوية ضد المعارضين المدعومين من الغرب إن الانتشار العسكري سيستهدف مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا.

لكن الدبلوماسي قال إن القوة العسكرية الإضافية مخصصة لطرد أو القضاء على ثمانية آلاف مقاتل من المعارضة في حلب المدينة الكبيرة الوحيدة التي لا تزال تحت سيطرة المعارضة وإتاحة الفرصة أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبدء الانسحاب.

ومن المتوقع أن يزيد تكثيف الحملة الجوية في شرق حلب -التي يعاني فيها نحو 275 ألف شخص من الحصار- التوتر في العلاقات بين موسكو والغرب الذي يقول إن الكرملين ربما يكون مسؤولا عن جرائم حرب.

ويقول مسؤولون في حلف الأطلسي أيضا إن الضربات الجوية الروسية تؤمن من الناحية الإستراتيجية مصالح روسيا عن طريق حماية «الأسد» وميناء طرطوس السوري الذي تستغله القوات الروسية ويدعم وصولها إلى البحر الأسود الذي تسيطر عليه بعد استيلائها على شبه جزيرة القرم.

وقال الدبلوماسي «هذا الهجوم سيكون كافيا للسماح بإستراتيجية خروج روسية إذا أيقنت موسكو أن الأسد» مستقر الآن بدرجة تكفي لتأمين بقائه».

ويضم الأسطول قبالة سواحل النرويج حاملة الطائرات الروسية الوحيدة الاميرال كوزنتسوف التي تحمل طائرات مقاتلة والسفينة الحربية بيوتر فيليكي أو بطرس العظيم التي تعمل بالطاقة النووية وتعود للحقبة السوفيتية.

وقالت وسائل إعلام روسية إن الأسطول يضم أيضا اثنتين من السفن المضادة للغواصات وهما سيفيرومورسك وفايس أميرال كولاكوف علاوة على سفن للدعم.

جرائم ضد المدنيين

جاء ذلك فيما نقلت وكالات أنباء روسية عن متحدث باسم الكرملين قوله يوم الأربعاء إن «بوتين» و«بشار الأسد» بحثا هدنة إنسانية في مدينة حلب.

وضغطت ألمانيا وفرنسا على بوتين لتمديد وقف الضربات الجوية في سوريا خلال محادثات جرت حتى وقت متأخر من الأربعاء في برلين وصفتها المستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل» بأنها كانت صعبة.

وقال الرئيس الفرنسي «فرانسوا أولوند» في مؤتمر صحفي مشترك مع ميركل بعد المحادثات «وقف (الضربات الجوية) لساعات قليلة غير منطقي..النقطة الأساسية هي أنه لا يمكن لسكان حلب..الاستمرار في العيش في ظروف لا تحتمل».

وقالت «ميركل» و«أولوند» إنهما واجها روسيا بشأن دورها في قصف المدنيين في حلب.

وأضافت «نتحدث هنا عن أنشطة إجرامية عن جرائم ضد المدنيين» رغم أنها لم تردد استخدام أولوند» لعبارة جرائم حرب.

محادثات جنيف

من جانبه، هون وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» من شأن التوقعات بالتوصل إلى اتفاق جديد مع روسيا لوقف إطلاق النار في سوريا في أعقاب محادثات في جنيف استهدفت الاتفاق على كيفية فصل المتشددين المرتبطين بالقاعدة عن مقاتلي المعارضة في مدينة حلب المحاصرة.

وقال دبلوماسي غربي إنه بعد اتفاقين فاشلين لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة وروسيا لإنهاء القتال في حلب ضمت جولة المحادثات الجديدة السعودية وقطر اللتين تدعمان فصائل المعارضة السورية في حين لم يتم دعوة إيران حليفة سوريا.

وقال «كيري» في مؤتمر صحفي في واشنطن في أعقاب اجتماعات مع وزراء من كوريا الجنوبية "لا أقبل على هذه (المحادثات) بإحساس عال من التوقعات ولا شيء مبنيا على الثقة».

وأضاف «أدعو روسيا للجلوس إلى هذه الطاولة في جنيف بجدية من أجل إيجاد وسيلة بسيطة -وهي ما نقدمها- للتأكد من أن الإرهابيين المعروفين باتوا في واقع الأمر منعزلين».

وتأتي محادثات جنيف بعد اجتماع بين الولايات المتحدة وحلفائها يوم الثلاثاء استهدف تنسيق الجهود للتوصل إلى وقف جديد لإطلاق النار بعد أن أعلنت روسيا على نحو غير متوقع وقف ضرباتها الجوية على حلب.

ورأس «مايكل راتني» المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا وفد واشنطن في حين أرسلت روسيا خبراء عسكريين لم يكشف عن أسمائهم.

وتؤيد روسيا اقتراحا من الأمم المتحدة لاجلاء المقاتلين المتشددين من أعضاء جبهة فتح الشام من القطاع الشرقي المحاصر في حلب في مقابل وقف لاطلاق النار.

وقال «ستيفان دي ميستورا» مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا لصحيفة سفينسكا داجبلات السويدية "دول مهمة مثل السعودية وتركيا وقطر التي لها نفوذ لدى التيار الرئيسي لجماعات مقاتلي المعارضة في موقف يجعلها تقترح على تلك الجماعات أن تبلغ مقاتلي النصرة أنه حان الوقت للذهاب إلى إدلب وبالتالي نزع أي مبرر مزعوم -أو حجة- للقصف الشديد للمناطق المدنية في شرق حلب."

وتقع إدلب في شمال غرب سوريا ويسيطر مقاتلو المعارضة على معظمها.

وقالت روسيا إن وقفا مزمعا لإطلاق النار لمدة ثماني ساعات يوم الخميس سيجري تمديده إذا نأى معارضون آخرون بأنفسهم بشكل واضح عن جبهة فتح الشام لكنها لن تمد وقف إطلاق النار من جانب واحد.

وقال «دي ميستورا» «الروس ليست لهم أي مصلحة في الوصول إلى نقطة يجدون عندها أن عليهم أن يشاركوا في تدمير مدينة من أجل قتال جماعة صغيرة من المقاتلين تضعهم الامم المتحدة في قائمة الارهابيين وأن يكون ذلك سببا يستحضره التاريخ لهم».

وانهار وقف إطلاق النار السابق في سبتمبر/ أيلول ومنذ ذلك الحين تشن روسيا وسوريا حملة قصف مكثفة على شرق حلب دمرت خلالها مستشفيات وقتل مئات من المدنيين.

تحقيق في الجرائم

ودعت بريطانيا إلى جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة. وتدعو مسودة قرار اطلعت عليها رويترز إلى فتح تحقيق خاص مستقل يحدد المسؤولين عن انتهاك القانون الدولي بما في ذلك جرائم محتملة ضد الإنسانية.

ويقول «الأسد» إن قواته من واجبها وفقا للدستور حماية المدنيين وتخليص المدينة من «الإرهابيين».

وفصل المعارضين المعتدلين عن مقاتلي جبهة فتح الشام -التي كانت تعرف في السابق باسم جبهة النصرة والتي تصنفها الأمم المتحدة على انها جماعة إرهابية- مهمة معقدة لأن الطرفين يحاربان جنبا إلى جنب منذ فترة طويلة ولا يوجد اتفاق يذكر على عدد مقاتلي جبهة فتح الشام في المدينة.

وتقول الأمم المتحدة إنه يوجد نحو 900 من مقاتلي جبهة فتح الشام بين نحو ثمانية آلاف مقاتل للمعارضة إجمالا في حلب لكن مصادر دبلوماسية أبلغت رويترز أن عدد مقاتلي الجبهة أقل كثيرا وربما لا يتجاوز 200 مقاتل.

المصدر | الخليج الجديد + رويترز

  كلمات مفتاحية

سوريا الأسد أمريكا روسيا انتشار بحري