أعلن التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، أنه وثق 125 خرقا من قبل الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع «علي عبدالله صالح» في 8 محافظات في الساعات العشر الأولى من الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ منتصف ليل الأربعاء/ الخميس.

وقال التحالف في تقرير نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، مساء الخميس، إن الخروقات أسفرت عن سقوط قتيلين و12جريحا معظمهم من المدنيين وتحديدا في مدينتي مأرب وتعز بالإضافة لتدمير العديد من المنازل والمنشآت العامة والخاصة.

وأشار التقرير إلى أن الهدنة «سرعان ما انهارت هي الأخرى مع بدء الدقائق الأولى لسريانها».

وقال التقرير إنه «رغم حدوث مواجهات وتبادل لإطلاق النار بين الأطراف المتحاربة إلا أن جميع المعطيات والوقائع الموثقة تشير إلى أن جماعة الحوثي والقوات الموالية لصالح هي أول من اخترقت الهدنة في الدقائق الأولى لسريانها مما دفع قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية إلى التصدي لتلك الخروقات ـ طبقا لمشاهدات الفريق والاستدلالات التي استطاع جمعها».

وأشار التقرير إلى أنه «بعد إعلان سريان الهدنة تم رصد خروقات مليشيا الحوثي وصالح منذ الدقيقة الأولى في عدد من محافظات الجمهورية كان أبرزها محافظة تعز التي شهدت أكبر نسبة من تلك الخروقات».

وبين أنه «تم استهداف عدد من الأحياء السكنية مما أسفر عن سقوط إصابات بين أوساط المدنيين وتدمير جزئي لبعض المنازل وأحداث حالات من الفزع والخوف بين الأطفال والنساء كما هو موثق في إفادات بعض المواطنين».

ويعرف التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، نفسه على موقعه الإلكتروني، بأنه عبارة عن تحالف لعشر من أكبر المنظمات اليمنية المتخصصة غير الحكومية العاملة في مجال رصد وتوثيق إنتهاكات حقوق الإنسان في البلاد، وتأسس التحالف في يناير/كانون ثان 2015.

وفي وقت سابق من يوم الخميس، قال اللواء «أحمد عسيري»، المتحدث باسم قوات التحالف العربي إن خروقات الهدنة في اليمن، التي دخلت حيز النفاذ منتصف ليل الأربعاء/الخميس بالتوقيت المحلي، تتم على مدار الساعة وأصبح الإحصاء لها غير ذي جدوى.

وشدد على أن «المواطنين السعوديين خط أحمر، وأن أي عمل على الحدود والتعدي على المواطنين سينال العقوبة الفورية».

جاء هذا في تصريح لقناة «الإخبارية» السعودية الرسمية بعد ساعات من إعلان «التحالف العربي» والحكومة اليمنية تسجيل أكثر من 143 خرقا للهدنة منذ دخولها حيز التنفيذ.

وأكد أنه رغم الخروقات المتواصلة، فإن التحالف يبذل ما في وسعه لإنجاح الهدنة، وقال في هذا الصدد: «التحالف يسعى لضبط النفس والتعامل بمسؤولية لإنجاح الهدنة لمساعدة الأطراف الدولية والحكومة الشرعية لإعادة العمل السياسي».

وحذر الحوثيين من أنهم سينالون الرد الشافي والكافي إذا حاولوا خداع التحالف، قائلا في هذا الصدد: «هدنة الـ3 أيام ، ليست هدف هي مرحلة، يجب أن يكون هناك بعد نظر لعمل سياسي التزامي وفيه مصداقية، أما عمل سياسي لخداع التحالف والمجتمع الدولي، هذا الأمور لن تُقبل، وسينالون الرد الشافي والكافي على تحركاتهم».

والهدنة أعلنها المبعوث الأممي إلى اليمن، «إسماعيل ولد الشيخ»، فجر الثلاثاء الماضي، وأعلنت الحكومة اليمنية والتحالف العربي، بقيادة السعودية، الداعم لها، الالتزام بها، وعلى نفس المنوال جاء إعلان الحوثيين.

وإذا ما نجحت الهدنة في الحد من الأعمال القتالية، سيتم تمديدها لمدة 72 ساعة أخرى، على أن يعقبها إعلان المبعوث الأممي عن دعوة طرفي النزاع اليمني (الحكومة من جهة، والحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام جناح الرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة أخرى) للالئتام مجددًا على طاولة مشاورات جديدة، وفق مصادر حكومية.

ويشهد اليمن حربًا منذ قرابة عامين بين القوات الموالية للحكومة من جهة، ومسلحي الحوثي وقوات صالح من جهة أخرى، مخلفة أوضاعاً إنسانية صعبة، فيما تشير التقديرات إلى أن 21 مليون يمني (80% من السكان) بحاجة إلى مساعدات، وأسفر النزاع عن مقتل 6 آلاف و600 شخص، وإصابة نحو 35 ألف، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فضلا عن نزوح أكثر من ثلاثة ملايين يمني في الداخل.