تجدد التراشق بين إعلاميين مصريين وسعوديين، على خلفية تصريحات الوزير السعودي السابق والأمين العام الحالي لـ«منظمة التعاون الإسلامي»، «إياد مدني» عن ثلاجة الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي».

وهاجم الإعلامي المصري «يوسف الحسيني» المذيع بقناة «أون تي في»، «مدني» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قائلا: «عندما تظن جرذان الصحراء أنها اسودا نرسل لهم  إبراهيم باشا (ابو إصبع)، في إشارة إلى قيام «إبراهيم» نجل «محمد علي» حاكم مصر في القرن الثامن عشر بهدم الدرعية والقضاء على الدولة السعودية الأولى في القرن التاسع عشر.

يشار هنا إلى أن تمثال «إبراهيم» باشا الشهير الذي يقع في ميدان الأوبرا يعرف باسم «أبو إصبع» لقيامه بالإشارة إلى الأمام بـ«السبابة»، لكن «الحسيني» استخدمها كإيحاء مسيء تجاه السعوديين .

من جانبه، قال الإعلامي المصري «أحمد موسى» مذيع برنامج «على مسؤوليتي» المذاع على قناة «صدى البلد»: «إن ما فعله المدعو مدني يتطلب الحساب من الأشقاء في المملكة العربية السعودية، لأنه ليس مواطنا عاديا ولكن هو في منصب رفيع المستوى، ننتظر تحرك سعودي رسمي نحو ذلك المخبول الذي تطاول على شعب مصر ممثلا في الرئيس عبدالفتاح السيسي».

وكتب المذيع والممثل المصري «تامر عبدالمنعم»، مقالا في صحيفة مصرية، ونشر مقتطفات منه عبر حسابه على «تويتر»، انتقد فيه تصريحات «مدني» بألفاظ حادة وصلت إلى حد السب بألفاظ خادشة، معتبرا أن «مصر الشقيقة الكبرى رغما عن أنف الجميع»، على حد قوله.

في المقابل، نشر الإعلامي السعودي «جمال خاشقجي»، عبر حسابه على «تويتر»، رابط مقال «عبدالمنعم»، معلقا بقوله: «هذا ليس إعلام مصر، كل شيء في مصر اليوم ليس مصر، إنها مرحلة عابرة وستمضي وتبقى مصر وتحيا مصر».

وأضاف في تغريدة أخرى: «لا يلام مدني، جاءته القفشة جاهزة فلم يستطع بطبعه الساخر أن يقاومها، الحل يرجع برنامج البرنامج (الذي كان يقدمه الإعلامي المصري الساخر باسم يوسف) قبل حصول أزمات دبلوماسية».

بدوره، نشر الكاتب والإعلامي السعودي «خالد المهاوش» عبر حسابه على «تويتر»، صورة لثلاجة ممتلئة، قائلا: «الله يستر لا يقولون ذكر الثلاجة خط أحمر، هذه الثلاجة تنسب للسبسي بالباء وليس السيسي».

في الوقت نفسه، نشر «عبدالله العذبة» رئيس تحرير صحيفة «العرب» القطرية، صورة متلاعب بها تظهر «السيسي» وهو يرتدي ملابس رجل دين، قائلا: «مدني امتدح زهد السيسي وأكد أن ثلاجة السبسي فيها ماء وأكثر بعكس ثلاجة السيسي، لماذا غضب البعض ولم يعجبهم مدح مدني لثلاجة عزيز النفس السيسي؟».

تجدر الإشارة إلى أن «مدني»، كان قد أخطأ، أول أمس الخميس، في نطق اسم الرئيس التونسي، «الباجي قايد السبسي»، بتحويله إلى «السيسي»، وتدارك الخطأ متندرا بتصريح للرئيس المصري «السيسي» قبل أيام ورد فيه «أن ثلاجته لم تكن تحتوي إلا على الماء طوال 10 سنوات».

وقال «مدني» آنذاك موجها كلامه للرئيس التونسي «السبسي»: «السيد الباجي قايد السيسي، رئيس الجمهورية التونسية.. السبسي آسف، هذا خطأ فاحش، أنا متأكد أن ثلاجتكم فيها أكثر من الماء فخامة الرئيس»، في تلميح إلى ما صرح به الرئيس المصري حول ثلاجته.

وكان الرئيس المصري قال خلال لقاءه مجموعة من الشباب في ندوة بعنوان «أزمة سعر الصرف»، على هامش المؤتمر الوطني الأول للشباب بشرم الشيخ، الثلاثاء الماضي: «إنه واحد من المصريين وإنه قضى 10 أعوام وثلاجته ليس فيها سوى الماء»، ما أثار زوبعة من الانتقادات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتشهد العلاقات السعودية المصرية في الوقت الراهن حالة من الترقب، بالتزامن مع طرح العديد من الأسئلة حول مستقبلها وتأثرها بتلك التطورات التي يؤكد أغلب المراقبين أنها ليست صدفة وتشير إلى تحول ما سيجرى في الفترة المقبلة.

وكان الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» قد حمل الإعلام في بلاده، مسؤولية توتر العلاقات بين القاهرة وعدة دول أخرى، لم يسمها.

جاء ذلك خلال حديثه، الأربعاء الماضي، في ثاني أيام «المؤتمر الوطني الأول للشباب» حيث قال موجها حديثه لـ«الإعلاميين: «أنتم تضرون مصر كثيرا بدون قصد، فأنتم مسؤولون معنا عن علاقتنا، كثير من الدول (لم يذكرها) توترت علاقتنا معهم نتيجة لأخبار غير مؤكدة».

وأضاف «السيسي»: «من يسيء إلينا يشجعنا على بذل جهد أكبر في العمل والنجاح».

ويعد انتقاد «السيسي» للإعلام المصري، الثاني من نوعه خلال أقل من 24 ساعة وذلك في المؤتمر ذاته؛ حيث انتقد، وسائل الإعلام في بلاده، واعتبرها منفصلة عن الواقع.

وعادة ما تحفل البرامج الحوارية على القنوات الفضائية الخاصة والحكومية في مصر، بآراء مؤيدة للنظام والحكومة و«السيسي»، وتنتقد كل من يعارضهم.

وفي أكثر من مناسبة، أعلن «السيسي»، الذي تولى الرئاسة في يونيو/حزيران 2014، أنه لن يستطيع أن يعالج أزمات مصر المزمنة إن لم يجد عونا من الشعب، ودعما من الإعلام المصري.

ومنذ عزل الجيش في 2013 للرئيس المصري «محمد مرسي» أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا بالبلاد، توترت العلاقات بين مصر وعدة دول اعتبرت عزل «مرسي» انقلابا عسكريا.

كما شهدت العلاقات بين مصر والسعودية توترا ملحوظا على خلفية تعارض موقف البلدين من الملفين السوري واليمني.