الكويت تخفض بدلات إيجار المدرس الوافد وجمعية المعلمين: «قرار مخجل»

الأربعاء 2 نوفمبر 2016 07:11 ص

أصدرت الكويت قرار يقضي بتخفيض قيمة بدلات إيجار السكن التي يحصل عليها المدرسون الوافدون، ما اعتبره مراقبون سيؤثر سلباً على العمليّة التعليميّة كلّها.

ففي مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلن مجلس الخدمة المدنية في الكويت قرار خفض قيمة بدل السكن الممنوحة للمدرّسين الوافدين من 150 ديناراً كويتياً (نحو 500 دولار أمريكي) إلى 60 ديناراً (نحو 200 دولار)،  ما دفع المدرّسون الوافدون يشكون من هذا التمييز الذي يعانونه، في ظلّ صعوبات اقتصادية يعانونها نتيجة التضخّم وارتفاع أسعار السلع وقرار الحكومة الأخير برفع أسعار المحروقات، ضمن محاولاتها للقضاء على العجز في الموازنة العامة للبلاد على خلفية انخفاض أسعار النفط.

ففيما برّرت وزارة التربية الأمر، موضحة أنّ هذا القرار الذي يطاول أكثر من 40 ألف مدرّس وافد، سوف يساهم في توفير أكثر من 42 مليون دينار (نحو 140 مليون دولار) سنوياً على الدولة، أصدرت جمعية المعلمين الكويتية على الأثر بياناً دانت فيه القرار ووصفته بالمخجل. ورأت أنّ القرار بني على نظرة ضيقة جداً وستكون له تبعاته المؤثرة سلباً في واقع العملية التعليمية بشكل عام، وفي تأمين الاستقرار الوظيفي والنفسي والمادي للعاملين فيها من جموع المعلمين والمعلمات.

في هذا السياق، قال «أحمد الراشد» وهو رئيس قسم مادة التربية الإسلامية في إحدى المدارس إنّ «القرار يمثّل إجحافاً لدور إخوتنا المدرسين الوافدين، وسوف يؤثّر بطريقة كبيرة جداً على معيشتهم ويدفعهم أكثر إلى القلق، الأمر الذي ينتج عنه عدم تركيز في الدروس. أمّا المحصّلة النهائية فليست في صالح التلميذ الكويتي».

 وأضاف أنّ «ثمّة أشياء أولى بالخصم من رواتب المدرّسين الذين هم عماد هذه الأمّة ومحور تقدّمها وتطوّرها. لكنّ العقلية التي أصدرت هذا القرار لا تقدّر قيمة المدرّس ولا تعبه ولا جهده، وتتعامل بعنصرية مع المدرّسين وتحاول التفرقة بينهم».

إلى ذلك، وقّع مئات المدرّسين الوافدين عرائض شكوى ورفعوها عبر قنصلياتهم في الكويت، مؤكّدين أنّ القرار سوف يتسبّب في ضرر كبير جداً لهم.

وفي تصريح إعلامي، قالت القنصل المصري العام في الكويت «هويدا عصام»: «التقينا بمجموعة من المدرّسين المصريين الذين أكّدوا أنّ القرار مجحف وغير عادل، وطالبونا باتخاذ الخطوات اللازمة. لكنّنا أبلغناهم بأنّ هذا عمل سياديّ لأنّ التعاقد جرى بين وزارة التربية الكويتية وبين المدرّسين أنفسهم، بينما يقتصر دورنا على توجيه وإرشاد هؤلاء المدرّسين إلى الطرق الصحيحة للتظلّم عبر القضاء الكويتي النزيه».

وفي حين تفيد مصادر تربوية بأنّ مئات المدرّسين الوافدين يخططون لعدم تجديد عقودهم مع الوزارة والاتجاه إلى دول خليجية مجاورة للبحث عن فرص عمل أفضل، تشير وزارة التربية إلى أنّها قادرة على العثور على مدرّسين جدد في غضون أسابيع.

يُذكر أنّ القرار لن يكون على الأرجح مقتصراً على المدرّسين العاملين مع وزارة التربية، بل قد يمتد إلى المدرّسين في الهيئة العامة للتدريب التطبيقي وكذلك إلى أساتذة جامعة الكويت. الأمر الذي يعني اتساع شريحة المتضررين بصورة كبيرة جداً.

إلى ذلك قال أستاذ القانون في جامعة الكويت الدكتور «سامي الدريعي»: «‏أظنّ أنّ تخفيض بدلات الإيجار الخاصة بالمدرّسين الوافدين لا يتماشى مع الرغبة في تحقيق تنمية بشرية. كيف نقول للمدرّس إنّ ميزانية الدولة‏ تتوقف على جزء من راتبه، في حين ينبغي أن نشعره بالأمان الوظيفي ليؤدّي عمله بكل أمانة وإتقان. نحن نسلّمهم عقول أبنائنا ومستقبل‏ بلادنا ونبخل عليهم ببضع دنانير لا تساوي قيمة بخور مكاتب الوزراء أو البرلمان، وبعد ذلك نرغب في تكوين جيل متعلّم وواعٍ».

الكاتب والسياسي الكويتي «فاضل الطالب» انتقد كذلك قرار تخفيض قيمة بدلات الإيجار للمدرّسين الوافدين، قائلاً إنّه «غير مدروس تماماً كما هو الحال مع القرارات الأخرى التي صدرت في الفترة الأخيرة، والتأثير، للأسف، لن يكون على المدرّس الوافد وحده بل على العمليّة التعليمية بأكملها».

  كلمات مفتاحية

الكويت المدرس الوافد عجز موازنة الكويت

الخارجية الكويتية: لم تخاطبنا أي دولة بخصوص خفض رواتب المعلمين الوافدين

الكويت تسمح للوافدين بإدارة أكثر من شركة تجارية