التحدي الثاني لـ«جوجل»: هل سينتصر الذكاء الاصطناعي على الإنسان؟

الأحد 6 نوفمبر 2016 08:11 ص

«ديب مايند» الشركة البريطانية لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي والتي اشترتها شركة جوجل، أدهشت العالم كله في مارس/أذار الماضي عندما استطاعت تطوير آل، أول حاسوب في التاريخ يتغلب على الإنسان في لعبة «جو»، اللعبة الصينية التي احتلت مركز اللعبة الأصعب والأكثر تعقيدًا على الإطلاق. اللعبة على الرغم من قواعدها البسيطة، إلا انها تحتاج إلى درجة متطورة جدًا من الحدس من أجل اللعب في مستويات متقدمة، لذلك لم يستطع مطورو الحواسيب اختراع واحد يترجم هذا الكم المذهل من البيانات ويحللها. إلا أن الحاسوب الذي طورته «ديب مايند» استطاع تحطيم هذه الأسطورة عندما هزم اللاعب الأفضل على مستوى العالم «لي سي دول» لثلاث جولات متتالية.

يعتبر حاسوب «ديب مايند» أعقد الحواسيب في العالم على الإطلاق. وقد طورت فيه الشركة نظاما أقل ما يوصف به أنه نظام ثوري، مبني على شبكات عصبية تستطيع من خلالها الآلة التعلم وتطوير نفسها.

«ديب مايند» بصدد الدخول في تحد جديد قد يكون أصعب بكثير من القديم، حول «ستاركرافت 2». لعبة التحدي الاستراتيجية التي تعتبر واحدة من أشهر الألعاب على مستوى العالم الآن. وقد أعلنت «ديب مايند» ذلك مؤخرًا، أنها تطور «ذكاءًا اصطناعيًا» كي ينافس في تلك اللعبة بشراسة، أو بمعنى أصح كي يصبح اللاعب الأول.

«ستاركرافت»، هي بيئة اختبار مثيرة للاهتمام للغاية في مجال أبحاث الذكاء الاصطناعي، حيث أنها تعتبر نموذجًا مصغرا للفوضى التي نعيشها في العالم الحقيقي، وفق ما يقوله «أوريول فينيالز»، أحد مطورى البرنامج، والحائز على جائزة اللاعب الأفضل لـ«ستاركرافت» في أسبانيا سابقًا.

يكمل «أوريول»:«المهارة التي يتعلمها اللاعب في بيئة اللعب المعقدة تلك، تكون بالفعل مفيدة له في العالم الواقعي»، كما أن اختراع ذكاء اصطناعي حاسوبي قادر على فهم اللعبة والتغلب عليها مثل ذلك الحاسوب سيكون من شأنه تطوير نظام التعليم في اللعبة، ليصبح أكثر صعوبة وتحديًا للاعبين البشر.

«ستاركرافت» هي لعبة استراتيجية معقدة، تعتمد على حسن إدارة الموارد، حس الاستطلاع، وتقنيات الهجوم والمراوغة. ولكن على عكس «جو» فاللاعب لا يستطيع أن يرى الملعب بأكمله مرة واحدة كما هو الحال في اللعبة الصينية القديمة، مما يعني أن اللاعب لديه معلومات أقل بكثير قبل التخطيط لحركاته في اللعبة، وبالتالي اللعبة تعتمد أكثر على حسن التخطيط على المدى البعيد.

النموذج في مراحل تطويره الحالية، قد يكون مختلفا قليلًا عن الإنسان، فهو يلعب بمبادئ مختلفة، بل إنه يستطيع الغش أو الاحتيال على اللعب، فمثلًا يكون قادر على تحريك جميع وحداته مرة واحدة، إذا لم يكونوا ظاهرين على الشاشة، مما يعطيه أفضلية زمنية على اللاعب البشري الذي يحتاج إلى تحريك الشاشة ليعطي الأوامر لوحداته.

ولكن «ديب مايند» تعتزم تطويره أكثر ليهزم الإنسان، بدون أن يكون هناك أي فروقات في الأفضلية بينهما.

تحدٍ غير مسبوق

واللعبة بلا شك تعتبر تحدٍ غير مسبوق لـ«ديب ماين»، فالشركة علمت حاسوبها سابقًا كيف يلعب بعض الألعاب المبسطة على الأتاري. ولكن أن يلعب لعبة بمثل هذا الحجم من البيانات والمعلومات والدقة، فهذا أمرٌ مختلف تماما.

يستبعد مصممو اللعبة أن يكون حاسوبهم قادر على هزيمة أفضل لاعب في العالم الآن، بل ويستبعدون أن يحدث هذا في فترة قريبة، ولكن مجرد التفكير في تطوير آلة تكون قادرة على تجميع وتحليل هذا الكم من البيانات، وفهم الدوافع والتكتيكات البشرية، قد يكون أمرًا مخيفًا ومثيرا للدهشة في آن واحد.

  كلمات مفتاحية

ذكاء اصطناعي جوجل ديب مايند الذكاء الآلي

أكبر مدير في جوجل يتعثر في إجابة سؤال تطرحه شركته على المتقدمين للعمل لديها

دراسة: الذكاء الاصطناعي يتفوق على الإنسان في توزيع الثروات

للمرة الأولى.. رواية بواسطة الذكاء الاصطناعي تحصل على ملكية فكرية