اكتشاف مذهل لحطام سفن تعود إلى العصور الوسطى

الثلاثاء 15 نوفمبر 2016 11:11 ص

ظل حطام تلك السفن قابعًا في أعماق البحر الأسود، بينما سقطت من حوله امبراطوريات وظهرت أخرى، واندلعت حروب وعقدت اتفاقيات للسلام، بعد عدة قرون أُعيد استكشاف الحطام من قبل العلماء الذين استطاعوا تكوين نماذج تفصيلية لها باستخدام تقنيات التصوير الحديثة.

تم البحث تحت قيادة جامعة (ساوثامبتون) بالمملكة المتحدة ومشروع الآثار البحرية بالبحر الأسود، واللذين اكتشفا حطام أكثر من 40 سفينة تعود إلى الامبراطوريات البيزنطية والفينيسية والعثمانية في الفترة بين القرنين التاسع والتاسع عشر.

لم يتم بعد سبر أغوار الحطامات ومعرفة أصولها والتواريخ المؤكدة التي تعود إليها، ومع ذلك يأمل الفريق بأن توصله الاكتشافات إلى معلومات حول خطوط التجارة والثقافة، وحول المعارك المتعلقة بالمبراطوريات البيزنطية والعثمانية.

الأمر الذي لا يصدق هو أن علماء الآثار البحرية الذين بدأوا الرحلة لم يكن العثور على حطام سفن أمرًا يخطر لبالهم، فقد كان هذف الرحلة هو دراسة ارتفاع منسوب مياه البحر الأسود إبان انتهاء العصر الجليدي الأخير. حيث علق البروفسور «جون آدامز» الباحث في علوم الآثار في الجامعة قائلًا:«الحطام الذي تم العثور عليه كان مكافأة غير متوقعة بشكل كامل، ولكنها رائعة».

الحطام تم العثور عليه في حالة جيدة جدًا، ويرجع السبب في هذا إلى ظروف نقص الأكسجين في المياه التي يزداد عمقها عن 150 مترًا بالبحر الأسود. المياه العميقة لا تختلط بالمياه السطحية التي تتبادل الأكسجين مع الغلاف الجوي، الأمر الذي يجعل المياه العميقة تحتفظ بتركيز منخفض للأكسجين، الأمر الذي ساعد الحطام الخشبي على الصمود وعدم التدهور سريعًا.

وأرسل الفريق معدتين يتم التحكم بهم عن بعد إلى أعماق وصلت إلى 1800 متر.

متحدثًا عن التكنولوجيا أضاف «آدامز»: «مكننا استخدام التقنيات الحديثة للتسجيل ثلاثي الأبعاد على الهياكل الموجودة تحت سطح الماء من الحصول على مجموعة من الصور الرائعة دون إزعاج قاع البحر». وأضاف:«إننا نستخدم التكنولوجيا الأحدث في العالم في مجال النمذجة عن طريق الصور، ومن المؤكد أنه لم يسبق وقد تم الحصول على نماذج بهذه الجودة لحطامات سفن على مثل هذه الأعماق».

تظهر مجموعة من النماذج رقمية التي تم رسمها باستخدام الصور، التقنية التي تستخدم برمجيات خاصة تقوم بتحديد إحداثيات ثلاثية الأبعاد لملايين النقط والتي يتم تجميعها بعد ذلك في شكل نموذج ثلاثي الأبعاد. تقوم البرمجيات بتحديد إحداثيات النقط عن طريق تحليل آلاف الصور التي تم أخذها للحطام. استغرقت تلك الأداة 6 أيام متواصلة من المعالجة للبيانات )باستخدام حاسوب حديث جدًا( لتخلق النماذج ثلاثية الأبعاد، الوقت الذي رأى الفريق أنه كان وقتًا مثمرًا.

  كلمات مفتاحية

حطام سفينة اكتشاف بحري العصور الوسطى