«ستراتفور»: النظام السوري يقترب من إحكام السيطرة على حلب تزامنا مع انتصار «ترامب»

الأربعاء 16 نوفمبر 2016 11:11 ص

وعلى الرغم من إمضائهم أشهر في عملية التحضير، فإن المحاولة الأخيرة للثوار السوريين لكسر الحصار على حلب تبدو على وشك الفشل. الهجوم الذي بدأ في 28 أكتوبر/تشرين الأول، انطوى على مستوى غير مسبوق من التعاون بين مجموعة من الجماعات المتمردة بالرغم من الأيديولوجيات المتباينة. وقد جاء الثوار لمساعدة أقرانهم المحاصرين في شرق حلب. حققت العمليات تقدما سريعا على الأقل في البداية. وبعد ثلاثة أيام من التقدم المطرد للثوار توقفت العمليات قبل أن يجد الثوار أنفسهم مرة أخرى في مواجهة وابل هجمات من الموالين للنظام.

تحليل

خلال أول محاولة لصد تقدم الموالين على حلب في أوائل أغسطس/آب، حاول الثوار الاقتراب من المدينة من خلال مناطق أكثر انفتاحا مثل تلك المؤدية إلى أكاديمية مدفعية الراموسة. وهذه المرة، ركزوا جهودهم على التحرك مباشرة في المناطق الحضرية الأكثر كثافة من حلب الجديدة. تعلم الثوار من المعارك السابقة أنهم يكونون أقل عرضة للضربات جوية في المناطق المبنية في المدينة، بسبب قربها من الموالين للنظام وانخفاض قدرة الطائرات الروسية والسورية على استخدام الذخائر الموجهة. ومع ذلك، فإن المتمردين لا يزالون يواجهون احتمالات صعبة: حيث أن القوات الموالية للحكومة في حلب وحولها تتباهى بالأرقام العالية وقوة النيران.

بعد تحقيق مكاسب في منيان وضاحية الأسد خلال الأيام القليلة الأولى من الهجوم، توقف تقدم الثوار وسط سلسلة من الهجمات المضادة الثقيلة. بقيادة نخبة الرضوان التابعة لحزب الله وبدعم من القوات الجوية الروسية، حيث اجتاحت القوات الموالية عدة مواقع حاسمة للثوار ، بما في ذلك تل مؤتة، ومنطقة الشقق والمنطقة المحيطة بمدرسة الحكمة. وعكست الخسائر زخم المعركة وأجبرت الثوار على التراجع إلى موقف دفاعي.

إن عدم قدرة الثوار على كسر حصار الموالين للنظام،على الرغم من تحضير موارد كبيرة لهذا الجهد، لا يبشر بالخير بالنسبة لنظرائهم العالقين في المدينة. بعد أن نجح الموالون في صد قوة إغاثة الثوار، فإنهم أحدثوا منطقة عازلة هائلة في جميع أنحاء حلب، والتي من شأنها تعقيد أي هجمات للثوار في المستقبل. الآن، لا لم تعد مسالة سقوط حلب بيد الموالين سوى مسألة وقت. والجواب يعتمد كليا على مدى قدرة المتمردين تحت الحصار الطويل على تحمل الظروف القاسية مع القليل من الموارد المتاحة.

رغم ذلك لا تزال هناك فرصة للثوار. طالما لديهم وحدة كبيرة داخل المدينة، فسوف تستمر القوات الموالية في تطويقهم. ولن تكون هذه القوات قادرة على المشاركة في عمليات في أماكن أخرى، ربما لعدة شهور، مما يوفر للثوار المساحة اللازمة لتنظيم صفوفهم بعد عام من النكسات في ساحة المعركة السورية.

من هنا، فإن الأولوية للثوار هي إعداد أنفسهم ضد عملية تقدم الموالين المستقبلية التي يمكن أن تشمل حتى هجوما مباشرا على أراضي أساسية في محافظة إدلب. العاصمة الإقليمية (إدلب) يمكن أن تواجه نفس المصير المحتمل الذي ينتظر حلب، ويكاد يكون من المؤكد أن وضع الثوار لن يتعافى. وسوف يكونون خارج المعاقل الحضرية المتبقية، نحو المناطق الريفية التي لن تشكل تهديدا وجوديا للحكومة في دمشق.

مع المواجهة الصعبة على نحو متزايد، فإن الثوار في حاجة إلى كل المساعدات الخارجية التي يمكن أن يحصلوا عليها. لكن انتخاب «دونالد ترامب» كرئيس للولايات المتحدة المقبل قد يكون مؤشرا على ضعف في التزام واشنطن تجاههم في الأشهر المقبلة (ترامب عارض تسليح المعارضة السورية في العديد من تصريحاته السابقة). ومع سياسة اللامبالاة من الولايات المتحدة لم تتوقف تركيا والمملكة العربية السعودية وقطر وغيرها من القوى في الشرق الأوسط عن تكثيف دعمها للثوار. ولكن على الرغم من ذلك، فإن الثوار قد هزموا من قبل القوة الكبيرة للموالين. وحتى لو لم ينجح النظام في إنهاء سيطرتهم، فمن المؤكد أن الثوار سيكونون في موقف دفاعي في سوريا في الأشهر المقبلة.

المصدر | ستراتفور

  كلمات مفتاحية

حلب إدلب معارك حلب المعارضة السورية دونالد ترامب