مع تصاعد احتمالات «إلغاء» القمة الخليجية .. ما خيارات قطر وخصومها بالمرحلة المقبلة؟

الاثنين 10 نوفمبر 2014 06:11 ص

اذا تأكد ما نشرته صحيفة «الحياة» بالأمس نقلا عن مصادر قطرية موثوقة، بأنه «تم تأجيل الاجتماع الوزاري الذي كان مقررا عقده في الدوحة الاثنين للتحضير للقمة الخليجية في 9 ديسمبر/كانون الأول المقبل»، وما أوردته صباح اليوم حول «مشاورات خليجية لنقل القمة الخليجية القادمة إلى السعودية أو الكويت»، فهذا يعني عدة أمور نوجزها في النقاط التالية:

ـ أولا: إن الجهود التي بذلها الشيخ «صباح الاحمد» أمير دولة الكويت وقادته الى زيارة كل من أبوظبي والدوحة والبحرين وقبلها الرياض من أجل المشاركة في اجتماع وزراء الخارجية المذكور قد اصطدمت بتمسك كل طرف في الازمة الخليجية بمواقفه مما أدى الى فشل هذه الجهود في نهاية المطاف.

ـ ثانيا: تأجيل اجتماع وزراء الخارجية المقرر للتحضير للقمة الخليجية في الشهر المقبل، ربما يؤدي الى تأجيل انعقاد القمة الخليجية نفسها، وربما إلى الغائها من الأساس، الأمر الذي سيسجل سابقة خطيرة في تاريخ مجلس التعاون الخليجي منذ إنشائه قبل أكثر من ثلاثين عاما.

ـ ثالثا: هذا التأجيل يؤكد أن الأزمة بين الدول الثلاث التي سحبت سفراءها من الدوحة وهي السعودية والامارات والبحرين مع دولة قطر تتفاقم وتزداد تعقيدا، وعلى عكس كل التقارير والتسريبات الإخبارية حول قرب عودة السفراء الثلاثة.

ـ رابعا: من الواضح ان الدول الثلاث لم تقتنع بالخطوات التي اتخذتها دولة قطر لتطبيق اتفاق الرياض وأبرز بنوده قطع العلاقات مع حركة الاخوان المسلمين، ولجم قناة «الجزيرة» ووقف عمليات التجنيس والإيواء لبعض النشطاء السياسيين الخليجيين المعارضين، وكانت دولة قطر أبعدت بعض الشخصيات الاخوانية التي كانت تقيم في الدوحة إلى تركيا، ولكن سياسة محطة «الجزيرة» في دعم حركة «الاخوان» لم تتغير، وكذلك عداء الأجهزة الاعلامية المحسوبة على قطر لنظام الرئيس «عبدالفتاح السيسي» في مصر لم يتوقف بل ازداد تصعيدا.

الشيخ «صباح الأحمد» أمير دولة الكويت لم يكشف مطلقا عن نتائج مباحثاته في العواصم الخليجية التي زارها، وخاصة في الدوحة التي التقى اميرها لما يقرب من الساعة، ولكن مصدر خليجي أبلغ هذه الصحيفة أن الدول الخليجية الثلاث التي سحبت سفراءها من الدوحة أعربت للامير القطري عن عدم تراجعها عن قرارها بعدم المشاركة في القمة الخليجية المقبلة او اي اجتماعات اخرى تنعقد في الدوحة طالما تستمر دولة قطر في سياساتها الحالية، وترفض الالتزام بتطبيق ما هو مطلوب منها في اتفاق الرياض.

دولة البحرين عبرت عن هذا الموقف المتصلب يوم الجمعة عندما قررت الانسحاب من بطولة العالم لكرة اليد المقرر إقامتها في الدوحة مطلع العام المقبل بسبب الخلاف السياسي بين البلدين، وأكد الاتحاد الدولي لكرة اليد أنه تلقى اخطارا من الاتحاد البحريني يوم الجمعة الماضي في هذا الخصوص.

فلو كانت البحرين، التي تمثل «ثرمومترا» لسخونة أو برودة الخلاف مع الدوحة، تريد المشاركة في القمة الخليجية المقبلة في الدوحة ولو على مستوى منخفض (وزير الخارجية مثلا) لما قررت مقاطعة دورة رياضية غير ذات شأن.

لا نعرف ما اذا كان الشيخ «صباح الأحمد» سيواصل جهوده لحل الازمة، وضمان عقد القمة في موعدها بالتالي، ولكن من الواضح أن تصريح المصدر القطري بأن اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون للتمهيد للقمة الخليجية قد تأجل إلى اجل غير مسمى، يوحي بن الوساطة وصلت إلى طريق مسدود، ولا يوجد أي أمل ولو ضئيل باستئنافها لاحقا.

الأمر المؤكد أن مجلس التعاون الخليجي الذي شكل إطارا اقليميا ناجحا في الحدود الدنيا على الأقل بدأ يتضعضع ويزداد ضعفا وفي وقت تبدو دول الخليج في أشد الحاجة إليه في ظل الأزمات والأخطار التي تحيط بها من كل جانب.

والأمر الآخر المؤكد أيضا أن عزلة الدوحة داخل المجلس ستزداد في الأسابيع والأشهر المقبلة، بالتزامن مع حرب إعلامية وسياسية ضدها سيزداد لهيبها أيضا ليس على الصعيد الاقليمي فقط وانما على الصعيد العالمي حيث يتم رصد ميزانيات بمئات الملايين للوبيات ضخمة في أمريكا وأوروبا، وهذا لا يعني أن قطر رفعت الراية البيضاء وتتصرف كحمل وديع، فامبراطوريتها الاعلامية الضخمة في الخارج تتوسع، والملايين توظف، والأيام القادمة حافلة بالمفاجآت الاعلامية والسياسية.

المصدر | رأي اليوم

  كلمات مفتاحية

قطر دول الخليج حرب إعلامية وسياسية القمة الخليجية وساطة أمير الكويت

الرياض تتأهب لاستضافة القمة الخليجية نهاية الشهر الحالي بدلا من الدوحة

مشاورات لنقل القمة الخليجية من قطر إلى الكويت أو السعودية

صحيفة كويتية: توقعات بحل أزمة السفراء قبل انعقاد القمة الخليجية الشهر المقبل

«العقدة الإماراتية» تهدّد المصالحة الخليجية

أنس محمود يكتب: قطر .. مسافر في صحراء العاصفة الخليجية

مشاورات لنقل القمة الخليجية من قطر إلى الكويت أو السعودية

الرياض تتأهب لاستضافة القمة الخليجية نهاية الشهر الحالي بدلا من الدوحة

أزمة العلاقات الخليجية .. إلي أين؟

أمير قطر: نرحب بأشقائنا في القمة الخليجية الشهر المقبل فى الدوحة

هل يُلغي «مجلس التعاون الخليجي» ويحل محله «الاتحاد الخليجي» بدون قطر؟