الهواتف والحواسيب المحمولة تحتل الفصول.. هل آذت التكنولوجيا الرقمية تعليم طلابنا؟

الخميس 8 ديسمبر 2016 07:12 ص

هناك أستاذ لفتت انتباهه فكرة تأثير التكنولوجيا الرقمية على الدراسة في الفصول، وقرر حينذاك أن يقوم بمسح إحصائي على المدارس ليرى ذلك، بحسب ما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» في 2013.

جاءت الدراسة بالنتائج التالية:

نحو 90 في المائة من المعلمين أجمعوا أن التكنولوجيا أنتجت جيلاً مشتتا وذا فترات قصيرة من التركيز.

قرابة 60 في المائة من المعلمين يشعرون أنها أعاقت الكتابة والتواصل وجهاً لوجه؛ أي أن التواصل الطويل بجمل كاملة قد خسر في مواجهة القصاصات القصيرة في الكتابة أو وسائل الإعلام.

نحو 50 في المائة يرون أنها تؤذي التفكير النقدي للطلاب ويؤثر على قدرتهم أداء الواجبات المنزلية.

76 في المائة يرون أنها تجعل الطلبة يميلون للبحث عن إجابات سريعة

باختصار؛ التكنولوجيا تغير الطريقة التي يتعلم بها طلابنا، وهو ما ليس الأفضل بالضرورة.

في مسح آخر؛ طُلِب من طلاب جامعة أن يجيبوا على بعض الأسئلة؛ الأول بخصوص معدل استخدامهم لهواتفهم المحمولة في الفصل لاستخدامات غير الدراسة، ووجد الدارسون أن الطالب الجامعي المتوسط يستخدمه 11 مرة في اليوم، وأن 15 في المائة من الطلاب استخدموا هواتفهم أكثر من ثلاثين مرة أثناء الدرس.

هذا يؤثر سلباً على عملية التعلم بالطبع؛ فالطلبة الذين قاموا بإرسال رسائل نصية أثناء المحاضرة، تبين أن نتائج امتحاناتهم أقل بـ19% من أولئك الذين لم يقوموا بذلك.

عندما قام الدارسون بسؤال الطلبة أنفسهم بخصوص تبادل الرسائل النصية في وقت الدراسة، فإن النسب التالية وافقت أو وافقت بشدة:

77 في المائة شعروا أن تلقي رسائل نصية يضر قدرتهم على التعلم أثناء المحاضرة.

72 في المائة أكدوا أن إرسال الرسائل النصية يضر قدرتهم على التعلم في المحاضرة.

37 في المائة قالوا إنهم يشعرون بالتشتت عندما يتلقى أحد آخر رسالة أثناء الدرس.

31 في المائة قالوا إنهم يشعرون بالتشتت عندما يرسل أحد آخر رسالة أثناء الدرس.

وهكذا؛ فإن الطلاب أنفسهم يعترفون بأن تلقي أو إرسال الرسائل النصية أثناء الدرس لا يعوّق فقط قدرتهم على التعلم شخصياً، وإنما يشتت انتباه الطلاب الآخرين؛ لكن في نفس الوقت هناك 49 في المائة من الطلاب ما يزالون يشعرون بأنه لا مشكلة لديهم في ذلك.

لن نستغرب حين نعرف أن تأثير تصفح الإنترنت مقارب لاستخدام الهاتف في الرسائل النصية؛ فقد كانت هناك دراسة سمحت لمجموعة من الطلاب بأن يتصفحوا الإنترنت أثناء الدرس، أما المجموعة الأخرى فقد أبقت حواسيبها المحمولة مغلقة، ومع إن الطلاب كانوا ينظرون إلى المواقع المرتبطة بالمحاضرة؛ إلا إنهم استخدموا الإنترنت في التسوق أو مشاهدة الفيديوهات أو تفقدوا بريدهم الإلكتروني أثناء ذلك. حتى الطلاب الذين تصفحوا موضوعات مرتبطة بالمحاضرة فقط أظهروا تذكراً أقل بكثير للمحاضرة مقارنة بأولئك الذين أبقوا حواسيبهم مغلقة.

بالرغم من هذه النتائج؛ فقد كشفت عدة دراسات أن معظم الطلاب قالوا إنهم يستخدمون أجهزتهم الإلكترونية أثناء الدرس لتبادل الرسائل النصية، أو التصفح أو مشاهدة وسائل الإعلام لأجل أهداف غير تعليمية، حتى أولئك الذين لم يستخدموا الإنترنت، أو كانوا في مكان يقنّن دخول الإنترنت، فإنهم يستخدمون حواسيبهم المحمولة لتلك الألعاب التي لا تحتاج اتصالاً بالإنترنت، وإذا اقترب منهم معلم أو شخص كبير، فإنهم يضغطون بسرعة على الزر الذي يفتح النشاط المسموح به.

المدارس التي تريد التحول الكامل إلى التعليم الرقمي يتوجب عليها أن تسأل نفسها قبل هذه الخطوة بجدية: هل مزايا هذه التجربة تستحق المخاطرة؟

  كلمات مفتاحية

تكنولوجيا تعليم أجهزة لوحية تشتيت