وصلت عناصر من القوات المسلحة المصرية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة من أجل المشاركة في التدريب المشترك باسم «سهام الحق» قبل يومين. وذلك استمرارا لتوّجه كتائب من الجند المصريين إلى الإمارات للالتحاق بالتدريبات العسكرية على أراضيها، والتي بدأت منذ منتصف شهر أكتوبر/تشرين الثاني الماضي.
وذكرت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية المصرية، في متابعة وصول القوات يوم الثلاثاء الماضي، أن التدريب المشترك «المصري - الإماراتي»، يأتي تأكيداً على علاقات «الشراكة والتعاون الإستراتيجي بين مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة». حيث يُعد تدريب «سهام الحق» هو الثالث من نوعه بين دولتي مصر والإمارات خلال العام الجاري، وذلك بعد تدريبيّ «زايد 1» في الإمارات، و«خليفة 1» بمصر.
وأشارت الوكالة إلى أن هذا التدريب يأتي في إطار «خطة التدريبات المشتركة بين مصر والدولة الصديقة والتي تجري دورياً، بهدف نقل وتبادل الخبرات في مجالات التدريب والاستعداد القتالي في الكثير من الموضوعات العامة والتخصصية».
وكانت القوات المسلحة في البلدين قد أطلقتا أول تدريبات مشتركة في مارس/أذار الماضي باسم «زايد ١» والتي نفذت فعالياتها في الإمارات واشتملت على العديد من الأنشطة والفعاليات من بينها نقل وتبادل الخبرات التدريبية بين الجانبين في كل التخصصات، والتدريب على أعمال الدفاع والهجوم على النقاط والأهداف الحيوية، وتنفيذ مناورات تكتيكية بحرية وجوية لإدارة أعمال قتال مشترك بين العناصر المشاركة باستخدام الذخيرة الحية بمشاركة المقاتلات والطائرات متعددة المهام، وعدد من المدمرات والقطع البحرية وعناصر القوات الخاصة من الصاعقة والمظلات المشاركة في التدريب.
ثم بعدها نفذت القوات البحريه للبلدين تدريبا واسعا في مصر، أمام سواحل البحر الأحمر باسم «خليفة 1»، بمشاركة عناصر القوات الجوية والوحدات الخاصة أشتمل على أعمال الاستطلاع البحرى للأهداف المعادية وتنفيذ عدة تشكيلات بحرية أظهرت مدى قدرة الوحدات البحرية لكلا البلدين على إتخاذ أوضاعها بدقة وسرعة عالية ، والإستعداد القتالى المستمر لخوض المعارك البحرية والتعامل مع الأهداف البحرية المعادية بكفاءة عالية .
يأتي ذلك فيما قالت وكالة أنباء «الأسوشيتدبرس» في وقت سابق، إن مصر وعددا من دول الخليج يبحثون إنشاء تحالف عسكري لمواجهة المسلحين الإسلاميين، وأضافت الوكالة في تقرير مطول أن التحالف الجديد يستهدف التدخل في عدد من أماكن النزاع بالشرق الأوسط.
وكشفت الوكالة «الأسوشيتدبرس»، في تقرير موسع عن إرهاصات هذا التحالف العسكري بين مصر ودول خليجية الذي يهدف لمواجهة من وصفتهم بالمسلحين الإسلاميين. حيث نقلت عن مسؤولين وصفتهم برفيعي المستوى بالجيش المصري قولهم إن التحالف سيضم قوات مشتركة من مصر والسعودية والإمارات والكويت. وعن أماكن التدخل المحتمل قال تقرير للوكالة إن ليبيا واليمن سيكونان مسرحا لمهمات هذا التحالف، بعد التطورات الأخيرة في البلدين.
وقال مسؤول خليجي، وفق موقع «الجزائر تايمز» إنّ: «حكومات مصر والسعودية والإمارات والكويت، تنسق فيما بينها بشأن كيفية التعامل مع الملف الليبي، وأن المحادثات تتواصل حول كيفية التعاون لمواجهة المتشددين في المنطقة». فيما أوضح مسؤول مصري بدوره «تقدم المفاوضات حول تشكيل الحلف»، مشيرًا إلى «وجود خلاف بين هذه الدول، حول حجم القوة العسكرية وتمويلها ومقارها، وما إذا كان يجب الحصول على غطاء عربي أو من الأمم المتحدة لأي عملية».
وكانت «قوات ثوار فجر ليبيا»، قد أعلنت في وقت سابق أنها «اعتقلت عناصر من الجيش المصري، وهي تقدم الدعم لقوات اللواء المشنق حفتر». إضافة إلى إعلان السيطرة على طائرة إماراتية قبل أيام قال ثوار ليبيا أنها كانت محملة بالأسلحة والذخيرة لصالح قوات اللواء «حفتر» المتمردة. وذلك في وقت يؤكد فيه قائد الانقلاب العسكري في مصر «عبد الفتاح السيسي»، في أكثر من مناسبة، استعداده للتدخل في ليبيا لحمايتها من «إرهاب الجماعات المتطرفة».
يُذكر أن صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية كانت قد كشفت، نقلا عن أربعة مسؤولين أمريكيين بارزين، إن مصر والإمارات تعاونتا لتنفيذ جولتين من الضربات الجوية، خلال أغسطس/آب الماضي، ضد الثوار الإسلاميين في طرابلس. ووصفت الصحيفة تلك الادعاءات بأنها بمثابة تصعيد كبير خلال الصراع بين أنصار ومناهضي الإسلام السياسي.
ونقلت عن المسؤولين قولهم إن كلا من مصر والإمارات، نفذتا الهجمات دون إعلام الولايات المتحدة، ودون السعي للحصول على موافقتها.
