«طائرات الأبابيل» ليست السبب الوحيد لاغتيال «الزواري»

الأحد 18 ديسمبر 2016 09:12 ص

كشفت مصادر صحفية أن اغتيال المهندس التونسي «محمد الزواري» لم يكن فقط بسبب إشرافه على صناعة وتطوير ما عرف بـ«طائرات الأبابيل» التي استخدمتها «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، في حربها الأخيرة مع الكيان الإسرائيلي عام 2014.

وذكر موقع «نون بوست» أنه حصل على نسخة خاصة من مشروع شهادة الدكتوراة التي كان يعمل عليها «الزواري» بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس قبل اغتياله، حيث كان موضوع رسالته عن صناعة الغواصات والتحكم بها عن بعد.

وبحسب الموقع، فإن هذه النسخة من مشروع الدكتوراة كان «الزواري» قد شارف على إنهائها، بعد العمل عليها لسنوات.

ونقل الموقع عن القناة العاشرة الإسرائيلية، أن السبب الحقيقي لاغتيال «الزواري» هو الخطر القادم مما كان ينوي على فعله وصنعه بالمستقبل، وليس فقط لريادته في صناعة وتطوير ما «طائرات الأبابيل» التي استخدمتها «كتائب القسام» في حربها الأخيرة مع الكيان الإسرائيلي عام 2014.

وبحسب مقربين من «الزواري»، فإن المهندس كان بالفعل مهتما بدراسة تطوير الغواصات الحربية وكيفية التحكم بها عن بعد، حيث أكد المقربون منه أن سبب اغتياله لم يكن طائرات الاستطلاع فقط، لكن ما كان ينوي فعله والوصول له في مشروع الدكتوراة هو السبب.

وأكد أحد تلاميذ «الزواري»، في تصريح للموقع أنه كان يعمل على تطوير الشباب والقيام بهم، من خلال تعليمهم هذه التقنيات وكيفية صناعة الطائرات الصغيرة والتحكم بها عن بعد، في جمعيته التي كان يديرها، حيث كان هذا الشاب هو مساعده الأول، والذي أكد أيضا أن الجمعية مغلقة الآن حتى إشعار آخر، لأن جميع الطلاب وذويهم باتوا خائفين على أنفسهم، بعد حادثة اغتيال «الزواري»، وما خرج حولها من معلومات عن سبب اغتياله وتصفيته على يد «الموساد» الإسرائيلي، حسبما تشير به أصابع الاتهام، واتهامات «كتائب القسام» التي حملت الكيان الإسرائيلي مسؤولية قتله، متوعدة برد على ذلك، في بيان نشر لها أمس السبت.

من جهة أخرى، قالت مصادر إعلامية تونسية، إنه سيتم تنظيم مسيرات في عدة مدن تونسية اليوم الأحد، وذلك للتنديد باغتيال «الزواري»، والصمت الحكومي المطبق بشأن القضية، حيث يقول صحفيون تونسيون إن هناك حالة من التكتم الرسمي بخصوص قضية «الزواري»، ورفض للتواصل أو التعاطي مع الإعلام، متهمين بذلك الحكومة التونسية بمحاولة دفن القضية أو قتلها.

وتصر السلطات التونسية حتى اللحظة على أن العملية هي عملية قتل وليست اغتيال، وأن من قام بها هي عصابات مسلحة، وقامت السلطات المحلية التونسية بإلقاء القبض على بعض المتورطين في قتل «الزواري» في مدينة جربة، كما قامت بحجز بعض السيارات وأسلحة كلاشينكوف وأسلحة من نوع كاتم صوت.

صمت رسمي في «إسرائيل»

واهتمت الصحافة الإسرائيلية الصادرة اليوم الأحد، باغتيال جهاز «الموساد» للمهندس التونسي «محمد الزواري» الذي عمل في صفوف حركة المقاومة الإسلامية «حماس».

ووصف الخبير العسكري لصحيفة «هآرتس»، «عاموس هارئيل»، «الزواري» بأنه مهندس الطائرات المسيرة التابعة لـ«حماس».

وقال إنه انضم أخيرا إلى قائمة الاغتيالات الطويلة حول الشرق الأوسط المنسوبة لـ«إسرائيل»، بزعم أن هذه السياسة الإسرائيلية لملاحقة المسلحين تسعى لإحباط أهدافهم المستقبلية للمس بأمنها.

وقدر بأن اتهامات «حماس» لـ«إسرائيل» بالوقوف خلف عملية الاغتيال قبل يومين في تونس لن تؤدي لاندلاع حرب جديدة في غزة، لكن «إسرائيل» مطالبة بالاستعداد جيدا خشية تنفيذ الحركة لعملية انتقام مفاجئة.

وقال الكاتب في صحيفة «إسرائيل اليوم»، «دانيئيل سريوتي» إن «الزواري» انضم إلى صفوف «كتائب عز الدين القسام» قبل 10 سنوات وأشرف على مشروع تطوير الطائرات المسيرة لـ«حماس».

وأضاف: «درب الزواري عددا من مساعديه في القسام عقب نجاحه في الوصول إلى قطاع غزة قادما من مصر، عبر الأنفاق الموجودة في مدينة رفح».

واعتبر الكاتب في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، «أليئور ليفي» أن بصمات «الزواري» اتضحت خلال المواجهات العسكرية التي خاضتها «حماس» و«إسرائيل» في الحروب الثلاثة الأخيرة، وأظهرت الحركة امتلاكها لهذا النوع من الطائرات من دون طيار.

وأضاف: «بدأت حماس مشروع تصنيع الطائرات دون طيار بإيعاز من مؤسس صناعاتها العسكرية الأول عدنان الغول الذي اغتالته إسرائيل عام 2004 في غزة».

وأشار إلى أن الطائرات التي صممها «الزواري» لا تحمل أسلحة أوتوماتيكية، لكنها مؤهلة لحمل مواد متفجرة، وهي بالأساس مصممة لتصوير مواقع عسكرية.

وتناول الخبير الأمني لصحيفة «معاريف»، «يوسي ميلمان»، تدني مهنية ودقة عملية الاغتيال، حيث اختلفت عن عمليات «الموساد» وخصوصا تلك التي استهدفت علماء المشروع النووي الإيراني في طهران وقادة «حزب الله» في لبنان واغتيال «محمود المبحوح» في دبي.

وخلص إلى أن عدم المهنية الذي ظهر على عملية اغتيال «الزواري»، ووجود بعض الآثار الميدانية لها ربما أريد منه وضع مزيد من الضباب على العملية وتشتيت اتجاهات التحقيق الأمنية، وربما يكون دليلا على ذكاء المنفذين.

هذا، لم تصدر «إسرائيل» أي تعليق رسمي بشأن الحادثة، علما بأنها تتابع باهتمام هذه التقارير، لكن «أور هيرل» وهو معلق الشؤون الأمنية في القناة العاشرة قال أمس السبت، إن التقارير الأجنبية تتحدث عن مسؤولية «الموساد» عن عملية الاغتيال، كما تحدثت مواقع عبرية عن ذلك أيضا.

المصدر | الخليج الجديد + نون بوست

  كلمات مفتاحية

تونس حماس كتائب القسام محمد الزواري اغتيال إسرائيل الموساد طائرات غواصات