«كاترينا ويليامز» هي فتاة أرادت بديلاً آمناً للتدخين، وبدا لها أنها وجدت ضالتها في السجائر الإلكترونية، قبل أن تفاجأ ذات مرة أثناء قيادتها لسيارتها عائدة من صالون التجميل، بانفجار السيجارة الإلكترونية الموجودة في جيبها من غير سابق إنذار.

الفتاة وصفت الأمر أنه كان «أشبه بالألعاب النارية»، لكن الأمر لم يكن ممتعاً كالألعاب، فقد أصيبت ويليامز بحروق من الدرجة الثالثة في ساقها، وخرجت السيجارة المنفجرة لتلتصق بلوحة القيادة، ومع إن الأمر قد حدث في شهر أبريل/نيسان الماضي، إلا إن «ويليامز» لم تستطع أن تعود إلى عملها كمديرة لأعمال الشحن حتى الآن.

ليست الحادثة الأولى

تم تسجيل حوادث مشابهة، مع حدوث زيادة في معدلها في السنة الماضية بسبب زيادة استخدام السجائر الإلكترونية، والمتهم الرئيسي في هذا الأمر هو استخدام البطاريات الخاطئة، فصناعها يؤكدون أن السجائر الإلكترونية آمنة عندما تستخدم بشكل صحيح.

منظمة الغذاء والدواء الأمريكية التي بدأت تنظيم استخدام هذه السجائر في مايو/أيار، سجلت ما يصل إلى 66 انفجارافي 2015 وأوائل عام 2016، بعد أن كانت محصلة الحوادث المشابهة بين أعوام 2009 حتى سبتمبر/أيلول 2015، 92 انفجاراً فقط.

في أواخر شهر نوفمبر/تشرين الثاني، تعرض موظف في متجر لبيع المشروبات الكحولية في المحطة المركزية بنيويورك لحادث انفجار سيجارته الإلكترونية،وذلك بينما كان ينحني على المنضدة، والتقطت كاميرا المراقبة في المكان صورته وهو يحاول بشكل جنوني إطفاء ألسنة الشرر البيضاء الساخنة.

يوجد فيديو من كاميرا مراقبة أخرى ظهر في سبتمبر/أيلول الماضي، ويصور انفجار سيجارة إلكترونية في مول بولاية نيو جيرسي، والذي جعل حقيبة المرأة الواقفة عند باب الخروج يتصاعد منها الدخان.

وقالت الشرطة إن فتاة مراهقة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على متن قطار في منتزه أورلاندو العالمي، عانت من حروق عندما انفجرت سيجارة إلكترونية تخص زائراً آخر في الحديقة وأطلقت بكرة من اللهب في وجهها.

عدد الحوادث التي سجلتها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية قد يكون أقل من الحقيقي، فقد قال مركز الحروق المحلي في مركز طبي في سياتل أنه رأى 23 مريضاً قادماً بحروق بسبب انفجار السجائر الإلكترونية، منذ أن بدأ يتتبع هذه الحالات بشكل غير رسمي في أكتوبر/تشرين الأول 2015.

أكبر من خطر الحروق .. قد تصيب بالعمى!

«مارك فرويد» هو محامٍ من نيويورك، ويمثل كلاً من الفتاة «ويليامز» وطفل آخر عمره 14 عاماً، أصيب بالعمى الجزئي عندما انفجرت سيجارة إلكترونية في وجهه في كشك لبيع السجائر الإلكترونية في مركز تجاري في بروكلين، وقد علق على الأمر قائلاً إن السجائر الإلكترونية «خطرة للغاية وتحتاج للتجديد أو المراجعة».

لماذا انفجرت السجائر؟

المشاكل في هذه السجائر تحدث بسبب بطاريات الليثيوم الأيونية الخاصة بها، والتي تساعد على تبخر النيكوتين السائل إلى رذاذ يقول عنه بعض خبراء الصحة والموزعون أنه أقل ضرراً من سجائر التبغ التقليدية.

نفس النوع من البطاريات يستخدم بشكل آمن في كثير من الإلكترونيات، لكنه أيضاً كان سبباً في اشتعال الحرائق في الهواتف الذكية، وقد أصدرت وزارة النقل قانونا يمنع المسافرين من وضع سجائرهم الإلكترونية في أمتعتهم للحماية من حدوث حرائق على متن الطائرات.

المؤسس المشارك في رابطة السجائر الإلكترونية، السيد «توماس كيكلاس»، قال إن هذه الأجهزة غير مضرة إذا استخدمت بشكل صحيح، وقال إن رابطته تنصح بالشحن الصحيح للبطاريات كي تمنع حدوث مثل هذه الإصابات.

لكن المحامي «جريجوري بنتلي» الذي ربح تعويضاً يقترب من 2 مليون دولار لموكلته التي عانت من حروق بسبب هذه السجائر يختلف مع هذا، فقد قال إن قائمة الحالات المشابهة تزداد، مضيفاً إن معظمها تتضمن بطاريات أو مكونات أخرى مصنوعة في الصين، التي لا تخضع لمراقبة سلامة جيدة.

وأكد المحامي أن على المستهلكين أن يعرفوا أنه من شبه المستحيل أن تقاضي شركة صينية، وإنما عليهم إن أرادوا الحصول على تعويضات أن يستهدفوا الموزعين وتجار الجملة وتجار التجزئة.

إعادة النظر

في الأسبوع الماضي قال جراح أمريكي أن السجائر الإلكترونية «تهديد صحي ناشئ للأمة»، كما ركز على مخاطر إدمان النيكوتين التي يسببها وليس الانفجارات. هناك أيضاً السيد «تشارلز شومر»، السيناتور بولاية نيويورك، والذي طالب إدارة الغذاء والدواء بإعادة النظر في قرارها.

المتحدث باسم إدارة الغذاء والدواء قال إنها تقوم بعمل بمراجعة كل الآثار الصحية لاستخدام منتجات التبغ، بما فيها السجائر الإلكترونية، وسوف يتضمن هذا تقييماً لاستخدام السجائر الإلكترونية، ليتضمن التيار، الجهد، القوة الكهربائية، نوع البطارية وغيرها من العناصر.