«أبو الغيط» ينتقد العجز الدولي «المخزي» لإنهاء معاناة الشعب السوري

الثلاثاء 20 ديسمبر 2016 11:12 ص

أكد «أحمد أبو الغيط» الأمين العام لجامعة الدول العربية، أهمية تعزيز التعاون العربي الأوروبي، مثمناً ما جرى إنجازه حتى الآن، داعياً في الوقت ذاته إلى المزيد من التطوير.

جاء ذلك في كلمة «أبو الغيط» خلال أعمال الاجتماع الرابع لوزراء الخارجية العرب مع نظرائهم في الدول الأوروبية، الذي عقد بالجامعة العربية برئاسة وزير خارجية الجمهورية التونسية «خميس الجهيناوي» وبحضور وزراء الخارجية العرب والأوروبيين أو من يمثلهم، و«فيدريكا موجريني» الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي.

المأساة السورية

وحذر «أبو الغيط»، من خطورة المأساة السورية وتداعياتها على المنطقة، مشيراً إلى أنها تثير شعوراً بالآسى، منتقداً العجز الدولي «المخزي» لأنهاء معاناة الشعب السوري، حتى صارت الأزمة مسرحاً لطموحات اقليمية على حساب الشعب السوري الذي يعيش واحدة من أفدح الأزمات الإنسانية في هذا العصر.

ودعا وزراء الدول الأوروبية لتوظيف ثقلهم السياسي والدبلوماسي لإنهاء العنف في سوريا والتحرك لإطلاق الحل السياسي طبقاً لمؤتمر جنيف1، كما دعا الدول المانحة الى الالتزام بتعهداتها إزاء الدول المستقبلة للنازحين.

القضية الفلسطينية

وحول تطورات القضية الفلسطينية أكد «أبو الغيط» أنها تظل القضية الأولى وسبباً مباشراً لعدم الاستقرار في المنطقة، منتقداً امعان اسرائيل في الاستيطان بصورة غير مسبوقة.

وطالب الاتحاد الاوروبي بالتصدي لمسعى إسرائيل في الحصول على مقعد غير دائم لمجلس الأمن، مشدداً على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية .

وحول الوضع في ليبيا أمنياً وسياسياً قال «أبو الغيط» إنه يستدعي عملا بين الجانبين العربي والأوروبي لإعادة الاستقرار، مضيفاً «ولا يخفى أن انعدام الاستقرار في ليبيا يمس الجانبين، مما يحتم تعزيز الجهود والعمل المشترك للتوصل لمصالحة وطنية وتسوية سياسية يرتضي به الجميع».

وبشأن الوضع في اليمن أكد استمرار دعم الجامعة العربية للشرعية في اليمن ممثلة في الرئيس «عبد ربه منصور هادي»، مشيراً إلى أن المفاوضات تمثل السبيل لحل الأزمة اليمنية.

من جانبه أكد وزير الخارجية التونسي «خميس الجهيناوي»، في كلمة له خلال افتتاح أعمال الجلسة بصفة بلاده رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة، أهمية تعزيز الحوار العربي الأوروبي باعتبار أن هذين الفضائيين يشكلان فضاء كبيراً واحداً آخذين في الاعتبار العمق الحضاري والمصير المشترك وذلك لمواجهة التحديات الراهنة التي تواجه الجميع.

وشدد «الجهيناوي» على ضرورة مضاعفة الجهود وتكثيف التعاون في ظل الاوضاع الدقيقة الاقليمية والدولية.

وثمن مجدداً الخطوة التي تم انجازها بانتظام الاجتماعات بين الجانبين على كافة المستويات، مشيراً إلى أن اقتراح عقد قمة عربية أوروبية يعطي زخماً أكبر للعلاقات والشراكة بين الجانبين.

وأكد على أهمية المواقف والإسهامات الأوروبية في معالجة قضايا المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والنزاع العربي الإسرائيلي، كما طالب بضرورة مواصلة الجهود والتعاون لتصدي لخطر الارهاب الذي يذهب ضحيته العديد من الأبرياء واعتماد استراتيجية مشتركة لمحاربته.

ضحايا العمليات الإرهابية

ومن جانبها أعربت «فيدريكا موجريني» الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الامنية بالاتحاد الأوروبي عن بالغ حزنها لسقوط ضحايا وأبرياء جراء العمليات الإرهابية في الاردن ومصر وبرلين وحادثة اغتيال السفير الروسي في أنقرة، مشددة على أن هذا يضفي مزيد من الأهمية على اجتماع اليوم لبحث كيفية مواجهة الإرهاب والعنف الذي يضر بالمدنيين.

وقالت في كلمة لها خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع إن ما يحدث أيضا في سوريا وليبيا واليمن له تأثير مباشر على دول أوروبا مما يؤكد ضرورة أن يكون الاتحاد الاوروبي شريكاً اساسياً في حفظ الأمن في العالم العربي.

ودعت «موجريني» إلى ضرورة السعي للارتقاء بالعلاقات بين الجانبين لمستوى أعلى وزيادة التعاون المنشود في كافة القضايا وخاصة الهجرة غير الشرعية.

وعلى صعيد الأزمة السورية دعت «موجريني» إلى ضرورة وضع حد للحرب في سوريا من خلال مرحلة انتقالية بمشاركة مختلف القوى ،ووقف الحرب بالوكالة الدائرة هناك .

وشددت «موجريني» على أنه لا يمكن حل الأزمة عسكرياً ولا يمكن أن تظل سوريا بؤرة يعاني منها الجميع، كما دعت الى ضرورة السعي لتعمير سوريا بمشاركة العالم العربي.

كما دعت أيضا إلى ضرورة وقف الحرب في اليمن باعتباره أمراً حيوياً وجوهرياً، كما دعت الى ضرورة السعي لإنهاء كافة الازمات القائمة والتعاون والتوصل الى هذه الغايات والحفاظ على وحدة البلدان ومواجهة الارهاب وايقاف نهب الثروات في سوريا وغيرها .

وحول القضية الفلسطينية، طالبت «موجريني» بضرورة التكاتف من اجل الوصول لحل للنزاع فهو ليس مستعصي على الحل خاصة أن مبادرة السلام العربية تتضمن عناصر اساسية لتسوية الصراع مع ضرورة الابقاء على حل الدولتين، معربة عن استعدادها لدعم جهود السلام.

ويناقش الاجتماع سبل تعزيز التعاون بين الدول العربية مع الجانب الأوروبي الى جانب بحث عدد من القضايا منها التعاون القائم بين الجانبين منذ العام 1974 ، حيث تشهد الفترة الحالية نقلة نوعية في هذا التعاون منذ انطلاق الاجتماعات المشتركة عام 2008 وذلك رغم العثرات التي شهدتها الفترة السابقة قبل ذلك .

ويركز الوزراء خلال اجتماعهم على عدد من القضايا المتعلقة بمكافحة الإرهاب والهجرة والمساعدات الإنسانية والقضايا المتعلقة بقضايا نزع السلاح خاصة أسلحة الدمار الشامل ، إلى جانب الجريمة المنظمة العابرة للحدود والاستجابة للأزمات والإنذار المبكر.

المصدر | د ب أ + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أبو الغيط سوريا الشعب السوري معاناة الشعب السوري مصر