اليمن كعنصر في حسابات الصراع السعودي الإيراني

الأحد 16 نوفمبر 2014 09:11 ص

تتنافس المملكة العربية السعودية وإيران في منطقة الخليج من أجل نفوذ شرق أوسطي أوسع. وبالفعل؛ فإن التباري بين السعودية وإيران للصعود إلى الصدارة يُعدّ من بين أكثر المسائل التي تسبب الاحتكاك والنزاع في المنطقة. وصول حسن روحاني كرئيس لإيران في عام 2013م، وإعلانه عن نيته تحسين موقف بلاده مع دول مجلس التعاون الخليجي عزز الآمال بخصوص ذوبانٍ محتملٍ للثلوج التي جمدت العلاقة بين السعودية وإيران لفترة طويلة.

إقرار الرياض وطهران المشترك برغبتهم تحقيق مكاسب عسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية أو ما يُعرف بـ «داعش» رفع من سقف التوقعات بخصوص انفراجة مُحتملة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإيرانية. الدعم المتبادل لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ليحل محل نوري المالكي اعتُبر كنقطة تحوّل أخرى واعدة في العلاقات الثنائية بين الرياض وطهران. قمع المالكي للأحزاب السياسية السنية المعارضة، والذي اقترن بتهميش المجتمع السنّي خاصة في بغداد لصالح عشيرته الشيعية زاد من حنق السنة، ودفعهم لتبني ردود فعل عنيفة. الظروف التي خلقتها سياسات المالكي وحكومته قوّضت استقرار العراق الهش، وأسهمت بشكلٍ كبير في ظهور تنظيم «الدولة الإسلامية» المسلح الذي بسط نفوذه على مناطق بالعراق. وللوهلة الأولى؛ فإن حصول توافق بين الرياض وطهران بشأن مستقبل المالكي يُمثل مقياسًا مهمًا لتحسين العلاقات بين الخصمين؛ نظرًا لأن المملكة العربية السعودية تنظر دومًا إلى المالكي كأداة للجمهورية الإسلامية.

لا تزال العداوة التي ميزّت تفاعل السعودية مع إيران تزداد عميقة ومتجذرة، فالخصمان القديمان وقعا في شرك المنافسة والصراع على أكثر الساحات السياسية جدلاً منذ أمدٍ بعيد؛ بما فيها البحرين، والعراق، ولبنان، وسوريا. هذه المنافسة عالية المخاطر تظهر جليّةً على مستوى جبهات متعددة؛ تضمّ الساحات الجيوسياسية، والعسكرية، والدبلوماسية، والاقتصادية، والدينية، وغالبًا ما تعبر عن نفسها من خلال تبادل الطعن والقدح القائم على أساس ديني، والحروب بالوكالة، والإرهاب، والعمليات الاستخباراتية.

وفي الوقت الذي يبدوا أنها تريد الظهور بشكل يختلف عن باقي الأزمات الأخرى محل النزاع؛ تطفو اليمن على السطح بقوة كساحة جديدة يتنافس عليها الخصمان – الرياض وطهران. اليمن واحدة من أفقر الدول العربية، تبدوا وكأنها قد وقّعت عقدًا طويل الأمد مع الأزمات الاجتماعية والسياسية، يُضاف إلى ذلك الفقر والبطالة والتدهور البيئي والحرب الأهلية.

المصدر | كريس زامبليس - انترناشيونال بوليسي دايجست

  كلمات مفتاحية

اليمن إيران السعودية الحوثيون

الحوثيون: من المنفى إلى صناعة الملوك

"المتمردون الشيعة" قادة اليمن الجدد

هكذا سقطت صنعاء في يد الثورة المضادة وإيران

«القدس العربي»: السعودية تدفع ثمن ارتباك سياستها في اليمن

"مجلس التعاون" واليمن المنكوب

الثمن الباهظ للتخلي عن اليمن

أنباء عن لقاءات سرية تجمع بين الحوثيين ومسؤولين أميركيين

اليمن… أفكار جديدة

اليمن تحت سيطرة الحوثيين