6 كذبات عليك أن تتوقف عن خداع نفسك بها في العام الجديد

السبت 31 ديسمبر 2016 06:12 ص

كل يوم تقول لنفسك أنك ستغلق الهاتف في ساعة مناسبة وتحظى بليلة مريحة، أو تقنع نفسك أن الوشاح الذي أهديته لوالدتك يثير إعجابها، إذا فكرنا في الأمر، فكلنا نمتلك في حياتنا أكاذيب صغيرة ليست ذات ضرر أو نفع، لكن ماذا عن الكذبات التي نتمسك فيها بعناد وتؤثر على حياتنا بشكل غير جيد؟

نحن نتحدث عن الكذبات التي تعودنا عليها لدرجة أننا لم نعد ندرك أنها كذب، إننا نقع في هذه الكذبات بكل سهولة، لأنها عادة تعطينا شعوراً وقتياً بالراحة، لكن هذا الشعور قد يكون مكلفاً للغاية على المدى الطويل.

وإذا أردنا أن نغير حياتنا، فعلينا أن نعرف ما إن كنا نخدع أنفسنا أم لا، يمكنك أن تلقي نظرة على الأكاذيب الشائعة القادمة، لتعرف ما إن كنت تخدع نفسك بأحدها أم لا.

عندما يحدث «كذا» فسوف أكون سعيدا

بعض الناس يفكرون أنه إذا حدث كذا، فسوف يحدث كذا (السعادة مثلا)، لكن هذه خدعة، نحن نميل لاعتقاد أن هناك نقاط نهاية، مثل تغيير الوظيفة أو الزواج أو التخرج، وأن حياتنا سوف تعود للمسار الصحيح بعد هذه النقاط.

هذه الطريقة في التفكير تتجاهل عادة حقيقة أن عدم سعادتنا الحالية، قد تكون عاملا مشاركا أساسيا في وضعنا الحالي المكروه، أي إنها سبب وليست أثرا كما نعتقد، فربما الوظيفة أو العلاقة التي ما زلت مستمراً فيها، هي سبب كونك أكث اكتئابا أو توترا.

في هذه الحالة فإن تفكير «بمجرد أن أغير وظيفتي، فسوف أكون أسعد» أو «بمجرد أن أفقد الوزن، فسوف أكون أسعد»، هو تفكير عقيم لا يصل بك إلى شئ. لا تقل بمجرد أن «أنجح في هذا الهدفد فسوف أصبح أحسن حالاً»، فهذا أشبه بوضع العربة أمام الحصان، ولكن بدلاً من ذلك اسأل نفسك، لماذا لم يحدث «كذا»؟

أستطيع أن أغيره حتى لو لم يُرِد ذلك

إذا أردنا أن نصنف أسئلة طلب حلول المشاكل، فإن أكبر قسم سيكون لسؤال «كيف أجعل شريكي يفعل كذا ..؟»، إنه لا يريد فعل ذلك لكن بالتأكيد هناك طريقة لجعل هذا يحدث. «إنه لا يريد التوقف عن شرب السجائر، كيف أقنعه بالأمر؟»، وهناك أسئلة أخرى مثل «كيف أقنع حماتي بأن تصبح ألطف معي؟» أو «كيف أجعل زميلي السئ في العمل يتوقف عن كونه هكذا؟».

بالتأكيد يمكن لسلوكنا أن يؤثر على الآخرين، ويمكننا أن نساعد الناس ليصبحوا أفضل، وتشجيعهم لمعاملتنا بشكل أرقى، إن غيرنا طريقة تعاملنا معهم، لكن عندما لا يريد شخص فعلاً أن يتغير، فإننا نجد أنفسنا أمام جدار مسدود، وإذا آمنت أن الأمر يتوقف على دورك أنت فقط فإنك ستنتهي إلى الشعور بالإحباط عندما لا يحدث شئ.

غدا سأبدأ بداية منتعشة.. ولنترك اليوم دون محاولات

هذه الخدعة تشبه شخصا يشعر بالاستياء من نفسه بسبب أكل كميات كبيرة من الكعك، فيذهب للعق بواقي الكريمة في المطبخ. الفكرة أن الإنسان في هذه اللحظة يدرك أنه أفسد أمره، فيقرر جعل التخريب الذاتي كليا. المشكلة أن بواقي الكريمة في هذه الموقف لن تكون لذيذة بسبب كونها هزيمة محبطة، بل إن أكلك لها قد يكون لمعاقبة نفسك بأن تجعلها تشعر بالمزيد من المرض والرغبة في التقيؤ، الشئ المؤكد أنها تزيد عمق الحفرة التي عليك أن تخرج منها في الغد.

هذا النوع من التفكير يقوم على مبدأ «الكل أو لا شئ»، والذي تقنع نفسك فيه بأنه على سجلك أن يكون نظيفاً تماما لكي تبدأ يوما منتعشا، لكن، عليك أن تسأل نفسك هذا السؤال أولا: لماذا؟ ما الاختلاف بين التقدم الذي سأصنعه في الـ8:56 مساء والتقدم الذي يمكنني أن أصنعه غدا صباحا؟

سواء كنت تريد ترتيب بيتك أو ممارسة التمارين الرياضية، أو تطبيق حمية غذائية أو وصل أقاربك وأحبابك، فإن عدم استفادتك من الفرصة الواقعة أمامك مباشرة سوف يجعل الأمر أكثر صعوبة فقط، لا تؤجل؛ وإلا فإنك ستتعود أكثر فأكثر على هذه العادة السيئة.

هو/هي لم تكن تعني ذلك

إذا كنا نحب شخصا فإننا نكتشف أن بوسعنا اختلاق أعذار لا تحصى له، فنحن نبرر لهم مع كل شك، ونتخيل أن أسبابهم غير مؤذية أو جيدة، بالرغم من سلوكهم المؤذي.

عندما يقع شريك لنا في تصرف طائش، فإننا قد نتجاوز عن الأمر لأن هذا خطأ لمرة واحدة فقط، وقد يكون هكذا فعلاً، لكن ماذا لو كان الشئ الذي نبرر له هو نمط سلوكي دائم معين، مثل السيطرة على المحادثات دائما أو التقليل من قيمة نجاحاتنا أو السخرية من مظهرنا؟

ماذا لو كنا دائما ما نقول لأنفسنا وأصدقائنا أو عائلاتنا، أن هذا الشخص «يساء فهمه» فقط، وأنه ليس قاسيا أو بغيضا أو عنيفا أو متعصبا كما يبدو؟ وأنه لا يعني هذا؟ في هذه الحالات علينا أن نسأل أنفسنا مرارا وتكرارا ما إن كانت تصرفاته هذه لتكون غريبة أو مستهجنة إن كانت من شخص آخر؟ الحقيقة أن أفعال الناس هي نوافذ على حقيقتهم أكثر من الصور التي نريد أن نرسمها في خيالنا لهم.

إذا حدث «كذا» في المستقبل فسوف يصبح لدي وقت فراغ أكثر

معظم الناس يقومون بخفض ساعات عملهم أو يتوقفون عن عمل نشاط معين، بناء على توقع أنهم في المستقبل سيكون لديهم وقت فراغ كبير، هذا يمكن أن يحدث، لكنه لن يحدث بشكل أوتوماتيكي، وإنما يقوم على حراستك المستمرة والواعية لوقت فراغك.

إليك هذا المثال، عندما تحصل على ترقية قد تبدأ بشكل أوتوماتيكي في إنفاق مال أكثر على الطعام والملابس، لكنك لا تقوم أبداً بحفظ بعض المال لوقت تقاعدك، نفس الأمر بالنسبة لطريقة إنفاقنا لوقت الفراغ الإضافي لدينا في أشياء لم نكن نتخيلها.

بعض الناس يسمون هذه المقارنة «قانون باركينسون»، وهي الفكرة التي تقوم على كون العمل يتمدد ليملأ الوقت المسموح لنا به، إذا كنت تريد المزيد من وقت الفراغ، قم بترتيب الأولويات وشذّب جدول عملك من الأشياء غير الضرورية، لأنه إذا علقت أملاً على شئ ما، مثل الحصول على وقت فراغ أكبر عندما ينهي أطفالك المرحلة التمهيدية قبل المدرسة، فهذه أحلام غير واقعية، تذكر أنه حينئذ سوف يبدأ تدريب كرة القدم!

أنا لا أحتاج إلا المزيد من قوة الإرادة

صحيح أن الانضباط الذاتي عنصر مهم، والكثير من الناس يستفيدون منه، لكن الكثير من الناس قاموا بزيادة إنتاجيتهم وسعادتهم بتغيير بيئاتهم، التي ساعدتهم في تبني العادات التي يريدونها.

تريد أن تتوقف عن استخدام بطاقتك الائتمانية؟ قم بتجميدها –حرفيا- في كتلة من الجليد، تريد التوقف عن تفقد فيسبوك عند موضع إشارات المرور؟ عطل التطبيق من هاتفك، تريد لعائلتك أن تصبح أكثر تنظيماً؟ اجعل أماكن الأشياء محددة بوضوح، وضع حاويات مخصصة، تريد لأطفالك أن يأكلوا الفاكهة والخضار بدل المقرمشات؟ املأ ثلاجتك بالفواكه المغسولة والمقطعة بشكل مسبق، أو ضعها على الطاولة لأطفالك، كي يجذبوها بمجرد الشعور بالجوع.

لا تقنع نفسك أن تغيير نمط حياتك يحتاج قوة الإرادة فقط، إنما يحتاج إلى إعادة تشكيل البيئة التي توجد فيها.

المصدر | سايكولوجي توداي

  كلمات مفتاحية

العام الجديد حيل نفسية 2017