تصاعد التلاسن اللفظي بين وزير في الحكومة الجزائرية، ومواطنته مذيعة قناة الجزيرة «خديجة بن قنة»، على خلفية تدوينة تنتقد الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلاد.

واتهم وزير السكن الجزائري «عبد المجيد تبون»، مذيعة قناة الجزيرة «خديجة بن قنة»، بإثارة القلاقل، مستشهدا بتدوينة سابقة نشرتها في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» وكتبت فيها أنه «بعد تدني أسعار النفط، مع السلامة للسلم الاجتماعي في الجزائر».

ورد الوزير الجزائري في تصريح صحفي نقلته محطات تلفزيونية خاصة، قائلا لها «الله لا يردك»، بحسب صحيفة «القدس العربي».  

وقال «تبون»، إن «بعض المواقع الإلكترونية هي التي حركت الشباب مؤخرا»، في إشارة إلى الاحتجاجات التي شهدتها بعض المناطق بداية العام الحالي.

وتحدى المسؤول الجزائري «خديجة بن قنة» التي ذكرها بالاسم بإشارته إلى أن «تلك الصحفية، كتبت في الجزيرة بعد تراجع أسعار النفط في سنة 2014، مع السلامة للسلم الاجتماعي في الجزائر بسبب تراجع أسعار النفط، أن يتوقف أي من البرامج التي تمولها الدولة».

وأكد «تبون» أن «برنامج الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة لن يتوقف أو يتأثر بالأزمة»، مشيرا إلى أن الدولة لن توقف أيا من السكنات الاجتماعية التي شرع في بنائها.

وردت مذيعة قناة الجزيرة، «خديجة بن قنة» في صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، قائلة «لم أسمع في حياتي ردحا بهذا المستوى من الدناءة إلا من (طيّابات الحمّام)». وكتبت: «وزير السكن عبد المجيد تبون لم تُحْن ظهره الفضائح منذ ذكر اسمه كمتهمٍ في أكبر فضيحة فساد عرفتها الجزائر منذ استقلالها والمعروفة بقضية خليفة أو فضيحة القرن». واستطردت: «لم يجد السيد وزير السكن هذه المرة شماعة بمسامير يعلق عليها إفلاسه و فشله سوى تدوينة اقتطعها من صفحتي على فيسبوك، وهي بالمناسبة تدوينة قديمة كنت قد كتبتها عام 2014 عندما بدأت أزمة النفط العالمية عقب تهاوي أسعار البترول».

وقالت مقدمة البرامج ومذيعة الأخبار في القناة القطرية، «حاول وزير السكن عبد المجيد تبونة توظيف هذه التدوينة التي مر عليها ثلاث سنوات ليوهم الناس بأن أيادي خارجية تحاول العبث بأمن البلاد.. وبقية الموال تعرفونه».

وأعلنت «خديجة بن قنة» أن اسمها ورد مع الجهات الخارجية التي ذكرها الوزير من بينها «المغرب واسرائيل وألمانيا وفرنسا، وهم يحاولون عبر المواقع والمنصات العبث بالأمن القومي للجزائر».

واختتمت تدوينتها بأنه «عندما تسمع ردحا رسميا رخيصا بهذا المستوى تستحضر أمامك مشهدا من فيلم كرنفال في دشرة ومخلوف البومباردي وهو يصدح: «فاقوا بيك..»، في إشارة إلى فيلم هزلي جزائري معروف يقلد فيه البطل بعض الشخصيات السياسية في البلاد.

وسريعا انتشرت في مواقع الفيديو مقاطع الفيديو التي تضمنت تصريح الوزير الجزائري، وتداولها النشطاء ليتم تدويله وفقا لآرائهم بين مندد بما وصفه بالأيادي الخارجية، ومن استنكر إلقاء السلطات الجزائرية اللوم على الأطراف الخارجية كعادتها في وصف أحداث شعبية تمر بها البلاد بسبب السياسات القائمة.