أكاديمي مصري: ثورة جياع في مصر أو حركة تصحيح يقودها الجيش

الأحد 22 يناير 2017 07:01 ص

قال أكاديمي مصري بارز، إن الظروف التي تعيشها مصر الآن تستدعي سنوات ما قبل ثورة يناير/كانون ثان 2011، حينما كان الغضب ضد الرئيس المصري المخلوع «حسني مبارك» ونظامه قد بلغ مداه.

وأكد المفكر المصري المعروف «حسن نافعة» أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، على أن هناك رفضا متصاعدا للنظام الذي يحكم مصر الآن مثلما كان عليه الحال في المرحلة الأخيرة من أيام الديكتاتور المخلوع.

وأضاف «نافعة» في حوار نشرته صحيفة «القدس العربي» أن «تيار الشباب الذي أشعل الميادين أيام الثورة وقبلها وبعدها ليس موجوداً الآن على النحو الذي كان قائما، وحين يعثر المجتمع على تلك اللبنة المفقودة ستتشابه الظروف بشكل أكبر».

وحذر «نافعة»، من أن «السيسي لديه إصرار على الإمعان في توريط الجيش إلى الدرجة التي تهدد بحدوث فجوة ثقة بين الشعب وجيش كان الشعب وما يزال ينظر إليه باعتباره مؤسسة وطنية عظيمة وصمام أمان للمجتمع».

وتابع: «السيسي يعتقد أنه يستطيع توظيف القدرات الاقتصادية للجيش في حل المشكلة السياسية، وهذا وهم كبير لأن حل المشكلة السياسية هو الذي سيؤدي إلى حل المشكلة الاقتصادية وليس العكس، الجيش قد يتدخل مؤقتا لإعادة التوازن المفقود إلى الحياة السياسية في لحظة اختلال، أم أن يتحول الجيش إلى أداة لإدارة المجتمع، فهذا منزلق خطير»، بحسب صحيفة «القدس العربي».

وعن أبرز ملامح الخطر فيما يجري في مصر، أشار الأكاديمي المصري إلى أن الظاهرة الإرهابية مرشحة للتفاقم في ظل السياسات المتبعة حاليا، وإدارة الدولة من قبل الأجهزة الأمنية في غياب السياسة والثقافة والفكر ومناخ الحريات والعدالة الاجتماعية.

وتوقع أستاذ العلوم السياسية، حدوث حالة من الحراك السياسي، مع قرب دوران عجلة الاستعداد للانتخابات الرئاسية بعد 6 أشهر من الآن، وعندها ستهب على البلاد عاصفة لن يستطيع النظام حصارها.

وعن أي النظامين أقوى نظام «مبارك» أم «السيسي»، قال «نافعة» إن «نظام السيسي أضعف من نظام مبارك كثيراً، فهو معدوم الكفاءة، وفاقد للرؤية، ومتناقض في توجهاته، لكنه أشرس بكثير، وما زال قادرا على استخدام فزاعة الإخوان من أجل البقاء في موقعه، وبوسعه أن يستخدم فزاعات أخرى كثيرة، كالأوضاع المأساوية التي يعيشها السوريون والليبيون والعراقيون واليمنيون، والتي لا يمل من تذكير الشعب المصري بها، وتذكيره أيضا بنعمة الأمن التي يعيش في كنفه، ولولاه للاقى الشعب المصري المصير والمتاعب نفسها».

وأبدى «نافعة» تخوفه حال استمرار حالة التأزم السياسي وتفاقم الأوضاع الاقتصادية في البلاد، قائلا إن «البديل مخيف جداً ولا يخرج عن أثنين، الأول: ثورة جياع تأكل الأخضر واليابس أو ثورة غضب غير مأمونة العواقب أيضاً، في غياب عقل سياسي يقودها، وهو أمر تفتقده الحياة السياسية في مصر تماما هذه الأيام. والبديل الثاني: حركة تصحيح من داخل الجيش نفسه، وفي الحالتين تبدو النتائج غير مضمونة».

واستطرد، مكملا «أعتقد أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يدرك خطورة الأزمات التي يعاني منها الشعب في الوقت الراهن وهو بالفعل يمثل مؤسسة وطنية لا نشكك في ولائها لشعبها وبالتالي من الطبيعي أن يكون رجال المؤسسة قلقين من تنامي مشاعر الغضب وأعتقد انهم حال وقوع نذر لثورة شعبية سيهرعون للتعاطي مع التهديدات كما فعلوا غداة الخامس والعشرين من يناير».

وتوقع الأكاديمي المصري، حال وصلت الأوضاع إلى الدرجة التي تهدد باندلاع ثورة جياع في البلاد، أن تقوم القوات المسلحة المصرية بدعوة الرئيس ألا يصر على ترشيح نفسه أو تكرر الإجراء ذاته الذي اتبعته مع مبارك فهي لن تسمح بسقوط مصر في دوامة من الفوضى مهما كان الثمن.

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

حسن نافعة عبدالفتاح السيسى الجيش المصرى ثورة جياع الإخوان