استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

أين بعدنا الإنساني؟

الأحد 5 فبراير 2017 06:02 ص

جاءت ردود الفعل الدولية تجاه الأوامر الرئاسية التي وقعها الرئيس دونالد ترامب، والخاصة بمنع رعايا 7 دول عربية وإسلامية من دخول الولايات المتحدة، قوية وسريعة ومؤثرة، حيث هبت الدول والشعوب الديمقراطية الحية في كل أرجاء المعمورة، وتحديدا الدول الغربية الديمقراطية تعارض القرار الذي اعتبرته معارضا ومخالفا للمبادئ الديمقراطية الغربية التي تركز على حقوق الإنسان وتدعو للمساواة بين البشر واحترام حرية الفرد ومعتقداته.

والجدير بالذكر هو أن المعارضون لقرار الرئيس ترامب كانوا من كل أطياف المجتمع الغربي، ومنهم رؤساء أكبر الشركات الأمريكية بما فيها شركات التكنولوجيا الحديثة مثل «أبل»، والشركات التقليدية مثل «فورد» و«ستاربكس». كما تشمل قائمة المعارضين للقرار مشاهير الفن، والأدب، والسينما، والمسرح، والموسيقى وبعض الساسة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.. ومعظم هؤلاء من الليبراليين والمنفتحين على الحضارة الإنسانية. بمعنى أن هنالك موقف مبدئي لدى الشعوب الحية، موقف رافض للتعسف وإقصاء الآخر على أساس الدين أو المذهب أو اللون والجنسية.

الشعب البريطاني العريق جمع أكثر من مليون توقيع لمطالبة حكومته بعدم استقبال ترامب في رحلته القادمة لبريطانيا، بسبب مواقفه من المسلمين وغيرهم من البشر.

ومن المفارقات الغريبة أن كل هؤلاء المعارضين لترامب لم يتأثروا بشكل مباشر أو غير مباشر من قرارات الرئيس، لكن الحمية والغيرة الإنسانية تمنعهم من السكوت.

والسؤال هو: لماذا تردت الأوضاع الإنسانية في ديار العرب والمسلمين؟ وأين التراث والإرث الإنساني الذي يتشدق به العرب والمسلمون ليل نهار؟

نتصور بأن الأمر ليس له علاقة بالدين الإسلامي، فالقضية وما فيها أن تاريخنا العربي والإسلامي لم يشهد حركة تنوير إصلاحية ترد الاعتبار للإنسان وتبعده عن هيمنة رجال الدين والسياسيين الذين يتاجرون بالدين. نحن العرب والمسلمين لا نملك تراث الثورة الفرنسية أو الأمريكية التي حررت الإنسان وردة الاعتبار له برفع شعارات الحرية والعدالة والمساواة.

نحن شعوب نامية وغير متقدمة، ونسبة الأمية لدينا لا تزال مرتفعة. ورغم أن التعليم العصري بدأ لدينا منذ فترة طويلة، إلا أننا لم نعلم أطفالنا حب الآخرين من البشر مهما كان دينهم أو شكلهم أو لونهم. لم نعلمهم المبادئ الإنسانية في المدارس وفي دور العبادة، وحتى في المنازل..

فهل التعاطف الغربي الحالي مع الشعوب الإسلامية سيجعلنا نقدر ونحترم المبادئ الإنسانية التي حركت هذه الشعوب للتعاطف معنا؟ وهل ستتغير نظرة رجال الدين والوعاظ في المساجد؟ وهل سيتوقف تكفير الآخر الذي يختلف عنا؟

أقولها بصراحة؛ لن يتغير شيء، لأننا لا نزال نعادي بعضنا بعضا، فنحن لا نقبل القبائل والعائلات والطوائف التي لا تربطنا بها علاقات قرابة.. فكيف يمكن قبول الآخر الذي يختلف عنا؟ فاقد الشيء لا يعطيه.

* د. شملان يوسف العيسى - أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت

المصدر | الاتحاد الظبيانية

  كلمات مفتاحية

أمريكا ترامب الديمقراطية