تونس والمرأة يسيطران علي افتتاحيات الصحف العربية اللندنية

الأربعاء 26 نوفمبر 2014 09:11 ص

تنوعت الموضوعات التي تناولتها الصحف العربية الصادرة من لندن ، ففي الوقت الذي تناولت «القدس العربية» في افتتاحيتها العنف ضد المرأة خاصة المرأة العربية، تناولت صحيفة «الحياة» الانتخابات الرئاسية التونسية من خلال كاتبها المعروف «جهاد الخازن الذي توقع فوز «الباجي قائد السبسي» ومبديا طمأنينة علي مستقبل تونس نظرا لاختيارها الديمقراطية خيارا لها.

تناولت صحيفة «الحياة» الشأن التونسي من خلال مقال الكاتب «جهاد الخازن» والذي جاء تحت عنوان «عيون وآذان.. تونس نحو مستقبل أفضل» تناول فيه الانتخابات الرئاسية التونسية الأخيرة وجولة الإعادة المرتقبة الشهر المقبل حيث بدأ مقاله بالقول «لا سبب منطقياً يجعل المراقب المحايد، أو الخبير في شؤون تونس، يتوقع انقلابا سياسيا خلال الأسابيع الأربعة القادمة لتأتي انتخابات الرئاسة في جولتها الثانية بمفاجأة».

وواصل الكاتب مقاله قائلا: «كانت الانتخابات البرلمانية في 26 من الشهر الماضي انتهت بحصول نداء تونس الذي يقوده السبسي على 86 مقعدا مقابل 69 مقعدا لحزب النهضة الإسلامي، ولعل النهضة دفع ثمن دوره القيادي في حكومتين ائتلافيتين منذ 2011 فشلتا في حل مشكلات الاقتصاد وشهدتا مشكلات أمنية كبرى، مثل اغتيال قائدين معارضين من تحالف اليسار هما شكري بلعيد ومحمد براهيمي خلال فترة ستة أشهر، بل ربما قلنا إن المرزوقي دفع ثمن تأييد النهضة له، فقد كان واضحا أن الناخب التونسي يريد أداء إقتصاديا أفضل، وأمنا وأمانا للعيش من دون قلق على ما يخبئه الغد».

وتناول المقال ما ميز هذه الانتخابات بالقول «أهم ما في انتخابات تونس البرلمانية ثم الرئاسية إجماع المراقبين من أهل البلد والخارج على أنها كانت نزيهة، ومن دون تدخل أو تزوير».

وأضاف «ربما كانت السلبية الوحيدة وقد تابعت الوضع السياسي التونسي على مدى سنوات هي أن السبسي عمره 88 سنة، ولا أدري إذا كان قادرا جسديا وذهنيا على القيام بمهمات الرئاسة التي قد تتطلب العمل 18 ساعة في اليوم وربما عشرين ساعة».

سجله يشفع له فهو رئيس وزراء انتقالي سابق، ووزير داخلية ودفاع وخارجية وسفير أسبق، وأيضاً رئيس البرلمان.

الذين يعارضونه يقولون إن فوزه يعني عودة إلى عهدي «بورقيبة» و«بن علي» لأن كثيرين من رجالات هذين العهدين، وبعض أصحاب الملايين، انضموا إلى «نداء تونس».

«المرزوقي» طبيب ومعارض مزمن أسس سنة 2001 المؤتمر من أجل الجمهورية واختلف مع «زين العابدين بن علي»، فأقام في فرنسا لاجئا ولم يعد إلا بعد سقوط «بن علي» ليقود النظام الانتقالي.

وطمأن الكاتب المهتمين علي مستقبل تونس بالقول «كِلا المرشحَيْن يجعل الناس تطمئن إلى مستقبل تونس، وعندي سبب إضافي هو ما أبدى راشد الغنوشي والنهضة من حكمة واعتدال في التعامل مع الوضع السياسي».

«النهضة» لم ترشح أحداً من قادتها للرئاسة، ما يذكّرني بـ«الإخوان المسلمين» في مصر الذين فازوا بالانتخابات البرلمانية وأعلنوا أنهم لن يرشحوا أحداً للرئاسة، ثم رشحوا اثنين، وأتبعوا السيطرة على السلطتين التشريعية والتنفيذية بمحاولة السيطرة على القضاء.

هذا لن يحدث في تونس فالحكم سيكون ائتلافيا، كما في المغرب، ويبدو أن إسلاميي المغرب العربي أكثر اعتدالا واستعدادا للتعامل مع الآخرين، ولا رغبة لديهم في الاستئثار بالحكم وفرض قناعاتهم على الشعب كله.

ففي افتتاحيتها التي تحمل «راي القدس» بعنوان «أسوأ أنواع الإجرام ضد المرأة» قالت صحيفة «القدس العربي»: «تتلازم مناهضة العنف ضد النساء تلازما وثيقا مع مناهضة الاستبداد السياسي، وكان إطلاق حملة لمناهضة العنف الإسرائيلي ليتصادف ذلك مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة فكرة موفقة من وزارة شؤون المرأة في قطاع غزة وهو أمر فعله أيضا «التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب»، في مصر أيضا، بدعوته لحراك سلميّ في اليوم نفسه».

وأضافت الصحيفة «ولعلّ عودة تاريخية إلى أسباب تخصيص الأمم المتحدة هذا اليوم تكشف هذا التلازم المهم، فهو يرتبط بحادثة وقعت في جمهورية الدومينيكان واغتيل فيها ثلاث شقيقات في ذاك اليوم بأمر من الدكتاتور «رافاييل تروخيلو» الذي كان يفرض هيمنة مطلقة على البلد ويدير سلطة عسكرية أمنية».

حاول «تروخيلو» التحرش جنسيا بإحدى هؤلاء الشقيقات (مينيرفا ميرابال) فرفضته بشكل مهين (ويقال إنها صفعته) وكان ذلك أحد الدوافع لتشكيلها، وهي المحامية، حركة معارضة للنظام، فتعرضت الفتيات وعائلتهن للاعتقال والتعذيب ثم قتلن بطريقة وحشية بعد الإفراج عنهن، وكان الاغتيال البشع الضربة التي قضت على نظام «تروخيلو» فتم اغتياله بدوره بعد ستة أشهر وانهار نظامه البوليسي.

يدشّن يوم مناهضة العنف ضد المرأة الذي أعلنته «الأمم المتحدة» عام 1999، يوما من الحراك العالمي لتختتم بيوم 16 ديسمبر/كانون الأول الذي يصادف اليوم العالمي لحقوق الإنسان، ويؤشر بذلك إلى تضامن آخر بين حقوق الإنسان كجماعة بشرية مع حقوق المرأة، وهي حقوق تتكامل، وتعيدنا مرّة جديدة إلى القضايا التي تنتهك حريات البشر عموما، وفي مقدمّتها، في بلداننا العربية، «الاحتلال الإسرائيلي» والدكتاتوريات، مضافاً إليها، الأحزاب الطائفية المسلّحة، التي صارت، أقوى أسلحة أنظمة الطغيان العربية والإقليمية لمحاربة النهوض الديمقراطي والمدني العربي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الصحافة لندن تونس السبسي المنصف المرزوقي الإخوان نداء تونس النهضة الاحتلال إسرائيل الأمم المتحدة

الملفان الإسرائيلي والإيراني يسيطران على توجهات الصحف العربية الصادرة من لندن

القمة الخليجية بالدوحة والملف السوري يتصدران افتتاحيات الصحف القطرية

الانتخابات التونسية والبحرينية والأزمة السورية تتصدر افتتاحيات الصحف السعودية والإماراتية

الاستيطان اليهودي والأوضاع في سوريا وليبيا والنووي الإيراني تتصدر افتتاحيات الصحف الخليجية

أبعاد استقالة «هاغل» ومظاهرات البيض والسود في أمريكا تتصدران «القدس العربي» و«الحياة» اللندنية

الصحف السعودية غارقة في الشأن المحلي والإماراتية تتناول «ترنسيفير ليبرمان» والعنف في ليبيا وعودة دفء العلاقات مع الدوحة

للمرة الأولى.. تونس تعين امرأة في منصب أمني رفيع