وصفت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، «جين بساكي»، التقارير حول الغارات التي نفذها نظام الرئيس السوري على مدينة الرقة بـ«المروعة»، بعد سقوط العشرات من القتلى، متهمة النظام - الذي أكدت أنه فقد شرعيّته - بمواصلة انتهاك حقوق الإنسان والقانون على نطاق واسع.
وقالت «بساكي»، في بيان صحفي «روعتنا الأنباء عن الغارات الجوية التي شنها نظام الأسد بالأمس على الرقة، وأدت إلى مقتل العشرات من المدنيين وتدمير مناطق سكنية برمتها».
وأضافت «ندين على الدوام العنف الذي يوجهه النظام نحو المدنيين وانتهاكاته المستمرة لحقوق الإنسان والقانون الدولي، بما في ذلك جرائم القتل والاختطاف والإخفاء القسري والتعذيب والاغتصاب والعنف الجنسي والاستخدام العشوائي للبراميل المتفجرة». وتابعت بالقول أن «نظام الأسد يفضح من خلال استمرار قتله للشعب السوري مدى احتقاره للحياة البشرية، وقد أوضحنا منذ فترة طويلة أن نظام الأسد فقد كل شرعيته ويجب محاسبته على وحشيته وفظائعه بحق الشعب السوري».
وقد اختتمت «بساكي» قائلة: «نواصل التزامنا بدعم المعارضة السورية والعمل على التوصل إلى حل سياسي يوقف العنف ويمنح جميع السوريين مستقبلا كريما».
يشار إلى أن طائرات تابعة للنظام السوري نفذت سلسلة غارات الثلاثاء على مدينة الرقة، معقل تنظيم الدولة الإسلامية شرق البلاد، ولكن ناشطين أكدوا أن الغارات لم تستهدف مقار التنظيم، بل مناطق سكنية، وأدت إلى سقوط قرابة 100 قتيل وأكثر من 200 جريح.
وقد استهجن «نصر الحريري»، الأمين العام للائتلاف الوطني السوري المعارض، ما وصفها بـ«سلبية التحالف الدولي تجاه المجازر المرتكبة بحق أهالي الرقة» محذرا من أن ذلك يدفع السوريين إلى الانضمام للتنظيمات المتشددة يأسا من موقف المجتمع الدولي.
وهو ما يتعارض مع ما أكدته روسيا الأربعاء، حينما صرّحت أنها ستدعم «بشار الأسد» فيما أسمته بـ«محاربة الإرهاب في الشرق الأوسط».
حيث عقد الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» ووزير الخارجية «سيرجي لافروف» محادثات مع وزير الخارجية السوري «وليد المعلم» في منتجع يطل على البحر الأسود في إطار جهود موسكو لإعطاء دفعة دبلوماسية لاستئناف محادثات السلام بشأن سوريا.
وقال «لافروف» في مؤتمر صحفي مشترك مع المعلم «نشترك في الرأي بأن العامل الأساسي الذي يحرك الموقف في الشرق الأوسط هو خطر الإرهاب». وأضاف «ستواصل روسيا دعم سوريا ... في مواجهة هذا التهديد».
يُشار أن روسيا حليف دولي مهم لـ«الأسد» في الحرب التي دخلت عامها الرابع مع الثورة المسلحة، التي بدأت بشكل سلمية استكمالا لمشهد ثورات الربيع العربي في 2011. في الوقت الذي يتدهور الموقف على الأرض مع سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على مساحات كبيرة من الأرض.
وقد انهارت الجولة الماضية من المحادثات بين دمشق والمعارضة في فبراير/شباط بسبب خلافات تتعلق بدور «الأسد» في أي انتقال سياسي للخروج من الصراع. وتريد المعارضة الرئيسية في المنفى ودول عربية وغربية مؤيدة لها أن يرحل «الأسد».
لكن موسكو تقول إن التقدم الذي أحرزه المتشددون الإسلامييون يعني أن محاربة «الإرهاب» يجب أن تكون لها الأولوية الأولى لكل القوى الآن وتقول «إن هذا غير ممكن بدون التعاون مع الأسد».
وانتقد «لافروف» الولايات المتحدة لرفضها ذلك.