افتتاحيات صحف الخليج: العنصرية في أمريكا والدعوات لحكومة ائتلافية في سوريا

الجمعة 28 نوفمبر 2014 11:11 ص

سيطر الشأن السوري بامتياز علي الصحف الخليجية اليوم الجمعة 28 نوفمبر/تشرين الثاني، سواء الصحف السعودية أو الإماراتية أو الكويتية. في الوقت الذي لم تغب فيه قضايا عربية أخري من قبيل القضية الفلسطينية والعلاقة بين الإخوان وأمريكا وكذلك العنصرية الأمريكية تجاه السود هناك.

الصحف السعودية 

تناولت الصحف السعودية الشان العربي والأمريكي من خلال افتتاحياتها كما أنها لم تتجاوز الشأن المحلي من من زاوية الملف الاقتصادي.

ففي افتتاحياتها التي يكتبها يوسف الكوبليت تناولت صحيفة «الرياض» التمييز بين البيض والسود من ابناء الشعب الامريكي حيث قالت الصحيفة «في أمريكا لا يزال الفصل العنصري قائماً رغم التشريعات وقوانين الردع غير أن تكرر المصادمات بين الشرطة الأمريكية والسود، والتي غالباً ما يكون ضحاياها من السود والذين، في غالب الأحيان لا تدينهم المحاكم فجر غضب السود في مناسبات مختلفة».

وأضافت الصحيفة «صحيح أن أمريكا، وبإرادة شعبية شاملة، انتخبت أوباما الأسود ذا الأصول الأفريقية لكن ذلك لم يحجب طبيعة الفوارق العرقية، سواء في الولايات ذات الأغلبية البيضاء أو السوداء، لكن حادث مدينة (فيرجسون) الذي راح ضحيته فتى أسود برصاص شرطي أبيض، فجر المكبوت بين أصحاب اللونين لتبدأ التظاهرات والاحتجاجات لتعم ولايات عديدة في أمريكا، ورغم إدانة الحادث ورفض قرار المحكمة، إلا أن بذور الصراع تبقى مستمرة، وهو ما أشار إليه العديد من الدارسين للمجتمع الأمريكي، وكيف وصلت نسب الفقر الهائل بين الأعراق الأفريقية ومن يُستهدفون تحت أي ظرف لإدخالهم السجون وتعريضهم للمحاكمات، حداً لا يطاق».

وواصلت الصحيفة «الضحية (مايكل براون) لن يكون بالنسبة للشعب الأمريكي «محمد البوعزيزي» الذي فجر الثورة التونسية، ولن تكون الأحداث شبيهة بالثورة البرتقالية في أوكرانيا، ولكنها مؤشر بأن القلاع الديموقراطية لا تطبق تشريعاتها بشكل عادل حتى إن تمييع قضايا كبرى مثل قتل الرئيس (كندي) تبقى لغزاً، فكيف بمواطن أسود لا يشكل معياراً لأي تأثير؟».

واختتمت الصحيفة بالقول «كثيرون رأوا أن المرحلة الأمريكية لن يكتب لها الديمومة، وسيولد الصراع من داخلها إذا مافقدت قدرتها الاقتصادية، أو زاحمتها عليها قوى أخرى، وهي احتمالات ترتكز على مبدأ رؤية أحد مفكريها (بول كندي) في كتابه الشهير «صعود وسقوط الحضارات» وبناه على ترهل الدولة والمجتمع وانتشار الفساد أو «فرط التوسع الاستراتيجي».. وفي العموم قد تكون بذور وجذور العنصرية إحدى هذه العوامل في المستقبل ولا حق الأيام».

أما صحيفة «المدينة» فقد تناولت الشان السوري بالقول «ما رددته وسائل الإعلام أمس حول طرح موسكو على وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال زيارته لروسيا العودة إلى مفاوضات جنيف للسلام، وتشكيل حكومة ائتلافية تضم المعارضة يبدو بأنه رد فعل طبيعي على وضع العزلة الذي تواجهه روسيا منذ تفاقم الأزمة الأوكرانية ودعم الرئيس بوتين للانفصاليين شمالي وشرقي أوكرانيا، وهو ما ظهر جليًا خلال قمة العشرين التي عقدت مؤخرًا في بريزبين بأستراليا، وذلك إلى جانب العقوبات المتزايدة التي يفرضها الغرب على روسيا».

وأضافت الصحيفة«بيد أن التجربة أثبتت أنه لا يمكن الثقة بنظام فاشيستي يتلقى أوامره من طهران وموسكو ويعمل لحسابهما ضد مصلحة بلاده، ولا يتورع عن قتل شعبه وتشريده وحصاره وتجويعه بما يعيد إلى الذاكرة صور المذابح الدموية التي ارتكبها النازيون والفاشيست ومذابح إسرائيل ضد الفلسطينيين، تبدو المفارقة هنا في حديث المعلم ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف حول وقف القتال والتحول إلى الحوار وضرورة الالتزام ببيان جنيف الموقع في 30 يونيو 2012 في الوقت الذي تتواصل فيه جرائم الأسد ضد شعبه، باستهدافه المزيد من المدنيين بحجة قتاله تنظيم داعش الإرهابي الذي فتح له بشار الأسد أبواب سوريا على مصراعيها ليضرب به الجيش السوري الحر، المذبحة التي شهدتها مدينة الرقة أمس الأول التي راح ضحيتها أكثر من مئة من المدنيين الأبرياء إلى جانب أكثر من 120 جريحًا تقدم الإثبات مجددًا بأنه لا يمكن الركون إلى هذا النظام الملطخة أياديه بدماء شعبه وأنه لابد وأن يكون مآله الزوال».

وكالعادة تناولت صحيفة «الاقتصادية» شأنا ماليا واقتصاديا بحكم التخصص حيث اشارت الصحيفة الي دراسة تتناولالثراء الفاحش والفقر المتزايد ايضا قائلة  «ليس جديدا أن تكون نسبة قليلة جدا جدا من الناس، تمتلك أكواما كبيرة جدا جدا من المال. وليس جديدا أيضا أن هذه الحالة ستظل على الساحة العالمية لأمد بعيد جدا. فالمال يجر المال "كما يُقال"، وابتكارات صناعته لا تتوقف عند حد، كما أنه لا يوفر "الكفاية" - مهما بلغ حجمه - لأصحابه. بل إن السوق تنظر إلى أولئك الذين قد يظهرون مشاعر الكفاية المالية منهم، على أنهم غير منتجين، وليسوا طموحين، بل غير مبدعين. فمعايير السوق تفرض دائما حراكا ماليا متجددا ومختلفا أيضا. وفي كثير من الأحيان، يقفز الراغبون في وضع الأموال فوق الأموال حتى على المعايير الأخلاقية بهذا الشأن. والأموال تجد دائما حاضنات لها، بعضها حقيقي وبعضها الآخر وهمي. ولذلك، فإن المالي مستهدف مرة من أصحابه بصورة متواصلة، ومن جهات متعددة في الوقت نفسه. ويبقى المال، أرضا خصبة لتحقيق الأرباح، والخسائر أيضا».

واضافت الصحيفة «الجديد في الدراسة الأخيرة التي أصدرتها شركة "ويلث إكس" بالتعاون مع مصرف "يو بي إس" السويسري، أن عدد الأثرياء حول العالم زاد في العام الجاري الذي ينتهي بعد شهرين تقريبا 6 في المائة، مقارنة بالعام الماضي. وهذه النسبة يعتبرها البعض عالية جدا لسبب واحد فقط، وهو أن الاقتصاد العالمي لا يزال يعيش حالة الاضطراب في النمو، أو بصيغة أخرى حالة النمو الهش الخاضع للمتغيرات الآنية. فغالبية هذه الزيادة جاءت أساسا من ارتفاع قيمة استثمارات أصحاب الأموال الهائلة في العقارات والأسهم، ولا سيما أولئك الذين يدخلون أسواق الأسهم بسلوكيات المضاربين لا بمعايير الاستثماريين. ومن المتوقع، أن ترتفع نسبة نمو عدد الأثرياء في المرحلة المقبلة، لتصل ثرواتهم إلى ما فوق 30 تريليون دولار. إنهم الآن يمثلون 0.004 في المائة فقط من عدد سكان العالم الثراء الفاحش وجمع الاموال حيث قالت في هذا الصدد».

الصحف الإماراتية 

الصحف الإماراتية من جهتها تناولت القضايا العربية ففي افتتاحية «البيان» تناولت الصحيفة مأساة الشعب السوري وهو عنوان الافتتاحية قائلة «في غمرة انشغال العالم بملفات الإرهاب، وعلى رأسها تنظيم «داعش»، يواجه الشعب السوري الموت في مناطق مختلفة من البلاد، حيث لم تعد الحرب الدائرة هناك محور اهتمام القوى الدولية كما كانت في السابق، فيما يعاني السوريون حرباً أخرى تشنها الجماعات المتطرفة ضدهم».

وأشارات الصحيفة إلي آخر الانتهاكات في هذا الصدد قائلة «آخر تلك الهجمات كانت غارات جوية هي الأعنف منذ أسابيع شنتها طائرات على مدينة الرقة شمال شرقي البلاد، وأعلن أنها استهدفت إرهابيين في المدينة، لكنها أسفرت عن مقتل نحو 130 شخصاً، بعضهم من المدنيين، ودمرت مناطق سكنية كاملة، ووصفتها واشنطن بأنها جريمة «مروعة» متهمة النظام في دمشق بارتكابها، في حين تتوالى وتنتشر في الساحة السورية المجازر التي ترتكبها جهات لا تقيم أي اعتبار للحياة البشرية، وسط تنديد دولي متواضع بالانتهاكات المتواصلة لحقوق الإنسان والقانوني الدولي، حيث جرائم قتل واحتجاز رهائن وتعذيب واغتصاب وعنف جنسي واستخدام براميل متفجرة وأسلحة محرمة بشكل عشوائي».

أما صحيفة «الخليج» فقد تناولت الشان الفلسطيني تحت عنوان «التضامن مع الشعب الفلسطيني»، حيث قالت الصحيفة «منذ ما يقارب الأربعة عقود والجمعية العامة للأمم المتحدة تحتفل بيوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، وخلال هذه الفترة الطويلة جرى أمران متلازمان، الأمم المتحدة تتذكر في يوم واحد مأساة الشعب الفلسطيني وتغض النظر خلال بقية أيام السنة المتبقية عما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قتل لأبنائه ومن اغتصاب لأرضه، ومن عنصرية تمارس ضده . يوم واحد تقال فيه بضع كلمات، ومئات من الأيام تعصف به أفعال إجرامية قلما تبكيها الأمم المتحدة، وأبعد ما تكون عن إدانتها . هذا هو العالم المملوء بالتناقضات الذي يولد الأزمات ويفرخ العنف . الضحية يربت على كتفها لهنيهة يتصور أنها ترتاح فيها من عناء التعذيب. والاضطهاد مستمر بقية أيام العام، والجاني تساعده الأمم المتحدة بصمتها، والبلدان الغربية بحمايتها».

والصمت والحماية دعامتان لمزيد من إجرامه وقتله. التضامن ليس كلاماً وإنما أفعال، فإن بقي كلاماً لا يعدو أن يكون نفاقاً. فما يحتاجه الفلسطينيون هو أن يتوقف اضطهادهم وأن يستعيدوا حقوقهم . لقد لجأ الغرب أكثر من مرة إلى الأمم المتحدة من أجل قصف بلدان أخرى لأنها ليست على مقدار مقاييسهم السياسية والاقتصادية، واجتاحوا بلداناً أخرى لمجرد الشبهة كما يقولون إنها تخالف القوانين الدولية. ومع ذلك، فهم لا يسمحون حتى للأمم المتحدة أن تقوم بدورها في إدانة العدوان أو التنديد بمن ينتهك قراراتها ويخالف ميثاقها.

واختتمت الصحيفة بالقول «والمضحك المبكي هو الاعتداء الصهيوني على هذه الحقوق بكل الأشكال غير القانونية. وكأن على الفلسطينيين أن يفرحوا بهذه العدالة البائسة. لا بأس أن يذلوا وأن يضطهدوا وأن يقتلوا ما دام تعويضهم بإعلام عن حقوقهم وكلمات خجولة عن ما ينبغي أن يحصل، بئست هذه المقايضة الظالمة التي حتى لا تنفعهم في يوم التضامن معهم في أن ترفع عنهم عناء الظلم، وأن تريحهم من تواصل القتل».

أما صحيفة «الوطن» فقد تناولت العلاقة بين الإخوان المسلمين وواشنطن في افتتاحية بعنوان «تراجع مؤشر الاخوان في واشنطن»، وقالت الصحيفة «في بداية الثمانينات بدأت واشنطن ترصد مؤشرات ايجابية لجماعة الإخوان المسلمين في المنطقة العربية والساحات الأوروبية والولايات المتحدة نفسها، اذ اخذت قيادات وكوادر الجماعة تتصل بواشنطن متعاونة ومتدربة في مرحلة اعتبرتها تمهيدا لعلاقات تحالف في وقت لاحق بعد ان تقتنع الإدارة الامريكية آنذاك بجدارة الجماعة في العمل السياسي والانفتاح على التجارب الغربية واستئصال بؤر الصدام مع الثقافة الغربية.

وأضافت الصحيفة «وكانت واشنطن على صلة طويلة وعميقة ببعض تلك الجماعات التي قدمت نفسها في يوم من الأيام بأنها عدو الشيوعية في المنطقة العربية، وانها قادرة على لعب دور في سياسة الاحتواء التي كانت تمارسها الولايات المتحدة تجاه عدوها اللدود الاتحاد السوفيتي في اطار الصراع الايديولوجي بين المعسكرين الشرقي والغربي».

الصحف الكويتية

لم يغب الشأن السوري ايضا عن الصحافة الكويتية حيث تناولته صحيفه «السياسة» من خلال مقال للكاتب داود البصري تحت عنوان «مجازر النظام السوري والمباركة الدولية» حيث قال الكاتب «بعد نحو الأربعة أعوام عجاف من الثورة السورية، وأطنان الدماء التي سفكت على مذبحها , يظل العالم يتفرج بوحشية فظة على أفظع فصول ومراحل تلك الحرب الضروس بعد أن أضحى مشاركا للأسف في تنفيذ صفحاتها السوداء عبر الإستمرار في تغذية تلك الحرب بكل الوسائل التي تسمح للنظام السوري المجرم بممارسة راحته الستراتيجية في قتل الناس, وتدمير سورية ويتحول من منبوذ دولي تطالب دول العالم بمحاسبته وإقصائه ومحاكمته ونزع الشرعية عنه كما فعلت الإدارة الأميركية مرات عديدة لفظيا! ثم تراجعت عن الفعل الصريح والمباشر لترجمة وتنفيذ ذلك التصريح المنافق ! إلى مشارك نشيط وفاعل في الحرب الدولية لتدمير سورية بذريعة تدمير تنظيم الدولة الإسلامية داعش الذي هيمن على مساحات واسعة من الأراضي السورية والعراقية أيضا».

ولفت الكاتب إلي تخلي العالم عن الشعب السوري بالقول «لقد نكص العالم الحر عن كل تعهداته السابقة التي تحولت تاريخاً بائساً, وتراجع أصدقاء سورية عن إلتزاماتهم المقررة وتحولت بياناتهم اطلالاً وخرائب، وغابت الجامعة العربية بالكامل عن الصورة، وتحولت شاهد زور لم يعد يحصي حتى أعداد قتلى الشعب السوري, وطائرات التحالف تجوب الأجواء السورية وتغطي وبفضائحية على مجرمي الطيران الحربي السوري البارعين في قصف وحرق وتدمير شعبهم والجبناء أمام الرد على اي غارات جوية إسرائيلية».

واختتم الكاتب بالقول «مواقف بائسة للمنظومة العربية السياسية ستدفع أثمانها وتداعياتها الشعوب العربية, وهي تعيش النسخة الجديدة والمعاصرة من عصر الفتنة الكبرى. لابد لجرائم النظام السوري أن تتوقف وأن يتم إستئصال النظام المجرم ومحاسبته على كل قطرة دم بريئة سفكها وتلك مسؤولية أحرار الشام والتي سينجزونها رغم كل صيغ وأشكال التآمر الدولي».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

صحف الخليج العنصرية في أمريكا الإخوان المسلمون المعارضة السورية