تقرير استخباراتي: إيران اقتربت جدا من الصدمة في سوريا

الاثنين 13 مارس 2017 07:03 ص

حذر تقرير إيراني، من إزاحة طهران فيما يتعلق بالملف السوري، بسبب «التفاهمات التركية-الروسية-الأمريكية» الأخيرة، واصفا المصير المشؤوم بـ«الصدمة».

وقال مركز دراسات الدبلوماسية الإيرانية، الذي يعد من أهم المراكز المقربة لوزارة الخارجية الإيرانية، إن «إيران اقتربت جدا من الصدمة المتوقعة في الملف السوري، وإنه سيتم إزاحة إيران بسبب التفاهمات الجارية بين أنقرة وموسكو وواشنطن».

ووصف التقرير، التحليلات التي تقول إن إيران انتصرت وتركيا فشلت في سوريا، بأنها أقرب إلى «الرغبات».

واستشهد التقرير بالمثل الروسي الذي يقول: «عندما لا تكون جالسا على الطاولة، فسوف تؤكل أنت على الطاولة»، مضيفا أن «إيران لم تكن موجودة على الطاولة في أنطاليا، ويبدو أنها ستؤكل على الطاولة».

وحمل انعقاد اجتماعات أنطاليا، جنوب تركيا، رسالة من أنقرة إلى طهران، وهي: «أين تقف تركيا من حيث التطورات المتعلقة في سوريا وإيران؟ وأين مكانتها؟»، ومن وجهة نظر الروس والأمريكان، فإن اعتبارات أنقرة مقدمة على اعتبارات طهران في نتائج هذه المحادثات، بحسب التقرير.

وبحث جتماع رؤساء الأركان الثلاثة الأميركي «جوزيف دانفورد»، والروسي «فاليري غيراسيموف»، والتركي «خلوصي آكار»، في 7 مارس/آذار الجاري، ملف إنشاء منطقة آمنة في الشمال السوري، وملف عملية الرقة المرتقبة وطبيعة القوى التي ستشارك فيها، وتحاول تركيا إقناع الأطراف الرئيسية بإمكان تكليف قوات البيشمركة تحريرها بدلا عن قوات سورية الديموقراطية، إضافة إلى ملف تحرير الموصل والوجود التركي في شمال العراق.

وكان رئيس الوزراء التركي «بن علي يلدريم»، أعلن عقب المحادثات الثلاثية في أنطاليا، أن تلك المحادثات تهدف إلى الحيلولة دون حدوث صدامات بين أطراف الأزمة السورية.

وأشار التقرير الإيراني إلى محادثات «أستانا» التي جرت بين هيئة الأركان المشتركة التركية والأمريكية والروسية بخصوص الأزمة السورية، مشيرا إلى صمت المسؤوليين الإيرانيين، رغم شبهة إزالة الدور الإيراني في الملف السوري ببطء، بحسب التقرير الذي نشره موقع «عربي 21».

وانتقد مركز دراسات الدبلوماسية الإيرانية، القول بأن «روسيا ضامنة لمصالح إيران في سوريا»، مضيفا أن «القول بأن الروس يضمنون المصالح الإيرانية في محادثات أستانا غير مقبول؛ لأن الدخول القوي لروسيا في الساحة السورية، وتأدية الدور القيادي في تحرير حلب، وموافقة الولايات المتحدة الأمريكية على ذلك، يمكن أن يُفهم منه أن ما يُقدم لروسيا سيكون مقابله تقليص دور إيران في سوريا».

واعتبر التقرير الدبلوماسي الاستخباراتي، أن «تصريحات مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي عن ضرورة خروج القوات الإيرانية من سوريا، في ظل دخول تركيا في مواجهة مع القوات الكردية التي تدعمها أمريكا في منبج، تحتاج إلى تحليل وتأمل معمق جدا».

وعلى الرغم من أن تركيا لم تصل إلى أهدافها الرئيسية في سوريا، فقد استطاعت تعطيل المعادلات التي كانت لصالح إيران، وعلى أقل تقدير أصبحت التطورات التي تشهدها سوريا الآن ليست في صالح إيران، وفق التقرير.

وحول مفاوضات أستانا المقبلة، قال المركز الإيراني: «نحن لم نكن في محادثات أنطاليا، وفي حال حضور أمريكا والأردن في اجتماع أستانا، سوف يكون وجودنا غير فعال، وهذه هي الصدمة التي تحدثنا عنها سابقا، ويجب أن نكون مستعدين لها».

وهاجم المركز الإيراني بشدة، مسؤولي النظام الذين تحالفوا مع الروس في سوريا، قائلا: «الملاحظة هي عندما تم الاعتماد على حضورنا في سوريا، وربطه بوجود الروس، فهم سوف يشرعون في تقرير مصيركم (إيران) في سوريا».

وأكد المركز، حدوث صدمة وشيكة لإيران ومصالحها في سوريا، قائلا: «عندما وضعتم قاعدة عسكرية (قاعدة نوجة الجوية في همدان) تحت تصرف الروس، هذا العمل في النظام الدولي سوف يُفسّر على أساس موازين القوى، ويمكن أن يصبح ذلك بحد ذاته تهديدا لنا».

وقال التقرير: «الصدمة تقترب، يجب أن نكون مستعدين لها لتقليل تأثيرها، وتأثير تبعاتها علينا».

ويخشى مراقبون إيرانيون، من أن يصادر الروس «تضحيات إيران واستنزافها العسكري والبشري في سوريا»، من خلال تفاهمهم مع الأتراك والأمريكان.

  كلمات مفتاحية

الخارجية الإيرانية مركز دراسات الدبلوماسية الإيرانية تركيا قمة أنطاليا محادثات أستانا سوريا