بسبب معاداته للإسلام.. «فيلدرز» يخسر صوتي أمه وأخيه في انتخابات رئاسة الوزراء بهولندا

الأربعاء 15 مارس 2017 11:03 ص

ترشح «خيرت فيلدرز» -النائب الهولندي المعادي للإسلام- في الانتخابات المقرر إجراؤها اليوم لاختيار رئيس وزراء جديد لهولندا.

و«خيرت فيلدرز» نائب منذ 20 سنة تقريبا ببرلمان هولندا، ومتطرف يرأس حزب «من أجل الحرية» الذي أسسه قبل 10 سنوات، وينوي بعد فوزه إغلاق المساجد في هولندا ومنع تداول المصحف الذي يشبهه بكتاب «كفاحي» لـ«أدولف هتلر»، ليحتفظ به المؤمنون في بيوتهم فقط، وهو لا يترك مناسبة إلا ويهاجم فيها المسلمين الذين يشكلون 5% من سكان هولندا البالغ عددهم 17 مليونا.

ومع توقع فوز «فيلدرز» البالغ 53 سنة، إلا أن الاستطلاعات لم تشر إلى أي حزب قادر على تحقيق أغلبية حاسمة في البرلمان بالانتخابات الجارية اليوم، وسط تنافس قوي بين يمين متطرف بقيادة حزب «PVV» الذي يتزعمه، وحزب رئيس الوزراء الحاكم.

وللمرشح المتزوج من يهودية هولندية، اسمها Kristina Marfai وليس له منها أبناء منذ 1992، مؤيدون في الداخل والخارج، أهمهم بأوروبا «مارين لوبان» مرشحة اليمين المتطرف بالانتخابات الرئاسية المقررة في 23 أبريل/نيسان المقبل بفرنسا، والتي أعلنت مجددا، أمس الثلاثاء، عشية الانتخابات التشريعية الهولندية دعمها له، واعتبرته حليفا وصديقا، وقالت لإذاعة «فرنسا الدولية» كما لقناة «فرانس-24» التلفزيونية: «إنه ليس يمينيا متطرفا، بل وطنيا»، وفق تعبيرها.

وتعهدت معظم الأحزاب بعدم التعاون مع «فيلدرز»، المرجح عدم مشاركته بأي ائتلاف بعد الانتخابات فيما لو لم يكن منصب رئيس الوزراء من نصيبه، لذلك سيكون على الأقل صوتا مهما للمعارضة، لتنال بذلك وضعا جيدا في العمل السياسي بزعامة من تعهد بمنع وصول المهاجرين المسلمين إلى بلاده وغلق المساجد وحصار المصاحف والخروج كما بريطانيا من «الاتحاد الأوروبي»، والمؤيد الأعمى لـ«إسرائيل» التي أمضى فيها مدة من حياته ويعتبرها خط الدفاع الأول عن الغرب ضد الإسلام والمسلمين.

ومن أشهر الرافضين لانتخابه بسبب عدائه للإسلام والمسلمين، شقيقه الأكبر Paul Wilders الذي أكد عنه الشهر الماضي إنه جعل من الإسلام والمسلمين كبش الفداء الأول، وفق تعبيره،في مقابلة مترجمة عن موقع قناة تلفزيونية محلية، وفيها أخبر أن صوته لن يكون لأخيه في الانتخابات لأنه يمارس لعبة خطرة، مؤكدا أن والدتهما  Mamaالمولودة في إندونيسيا، وانتقلت طفلة إلى هولندا ترفض منحه صوتها أيضا.

ولـ«فيلدرز» أصل يهودي من والدته، فهي يهودية إندونيسية الأصل ولدت زمن الاستعمار الهولندي لإندونيسيا في مدينة Sukabumi البعيدة 100 كيلومتر عن العاصمة جاكرتا، كما أن جدته من أمه، واسمها Johanna Ording-Meijer إندونيسية الأصل، كانت يهودية أيضا.

وعاش «خيرت فيلدرز» في بيوت مؤمنة تحت الحراسة على مدار 24 ساعة لحمايته من إسلاميين هددوا بقتله وذلك منذ أن وصل رجال الشرطة فجأة إلى بيته مساء يوم في عام 2004 لمرافقته هو وزوجته إلى حيث الأمان.

وفيلدرز» ضمن قوائم أهداف «طالبان» وتنظيم «القاعدة» وهو يحمل الإسلام مسؤولية تقييد حركته لسنوات طويلة بعد أن كان دائم السفر في مختلف أنحاء العالم.

وعندما دخل «فيلدرز» الحياة السياسية عام 1990 دون أن يكون حاصلا على شهادة جامعية بعد أن أمضى فترة في العمل في مجال التأمين الصحي حدث ذلك بصفته متخصصا في السياسات الاجتماعية يقدم المشورة لأصحاب التيار الليبرالي حول سبل خفض إعانات البطالة التي كانت في غاية السخاء في هولندا حينذاك.

ويتذكر زملاؤه أنه كان يتصرف كخبير يتمتع بتمكن سياسي محنك من تخصصه الفني وليس لديه الوقت للمناسبات الاجتماعية، وبدأ حزبه بداية مماثلة في مسار تكنوقراطي مؤيد لقطاع الأعمال.

وعلى مدار سنوات العزلة ازدادت المساحة الخاصة بمناهضة الإسلام في هذا البرنامج، وبموجب نظام حمايته يجلس أعضاء حزبه بالكامل في منطقة خاصة مؤمنة في البرلمان معزولة عن بقية النواب كما يحظر عليهم زيارة حانة البرلمان.

ويجلس أمام باب مكتبه حارسان مسلحان، حتى وهو يزور أسرة زوجته في بودابست يتم تجهيز بيوت مؤمنة لاستخدامها في حالات الطوارئ.

وتتحول عزلته إلى استعداد لخوض مسار منفرد في الحياة السياسية، فقد كان سببا في انهيار حكومة الأقلية برئاسة «روته» عام 2012 وذلك برفضه تأييد تخفيضات الإنفاق الاجتماعي الضرورية لتلبية قيود الإنفاق في «الاتحاد الأوروبي» فاستعدى بذلك طبقة سياسية تثمن الإيجابية قبل أي شيء آخر.

ورغم حصول حزبه على نحو 17% أي ما يكفي لكي يخرج الحزب من الانتخابات كأكبر الأحزاب، فقد قال «فريتس بولكستاين» الذي كان يقود الليبراليين عندما كان «فيلدرز» يعمل فيما يخص السياسات في الحزب إن عقليته ليست العقلية المناسبة لدخول الحكومة.

وأضاف: «أنه ليس مستعدا لإجراء التغييرات الضرورية للحكم بسبب تكوينه العقلي إذا كنا نريد أن نحصره في حجمه الطبيعي فلنكلفه بمسؤولية، فإذا أدار وزارة كبيرة فسيفشل على الأرجح».

وكبر «فيلدرز» في أسرة كان هو أصغر أطفالها في ليمبورج التي يغلب عليها الكاثوليك في جنوب شرق هولندا حيث تمتد الأراضي الهولندية بين بلجيكا وألمانيا وهي منطقة تعتبر من التقاطعات الرئيسية في الأزمنة الغابرة.

وكان والده مديرا في شركة «أوسي» لمعدات الطباعة التي اشترتها شركة «كانون» اليابانية فيما بعد، أما والدته فكانت ابنة جندي ولدت في إندونيسيا عندما كانت إندونيسيا ذات الغالبية المسلمة مستعمرة هولندية، وهو يقول إن والديها كانا هولنديين أما هو فكان له أبناء عمومة من الإندونيسيين مزدوجي العرق وإن تلك الخلفية الدولية أثرت في تنشئته.

وأدمن «فيلدرز» السفر بعد رحلته الأولى إلى الشرق الأوسط فجاب شرق أوروبا وزار إيران مرارا أثناء عمله لحساب الليبراليين.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

هولندا خيرت فيلدرز اليمين المتطرف الإسلام المسلمين