«حواس» يتهم أقباط مصر بتدمير آثار «أون».. و«الراهب» يطالب بالاعتذار

الاثنين 20 مارس 2017 05:03 ص

تصاعدة أزمة تصريحات وزير الآثار المصري الأسبق، «زاهي حواس»، بأن الآثار الفرعونية المكتشفة حديثا بمنطقة المطرية بالقاهرة، محطمة منذ العهد المسيحي، لأن المسيحيين كانوا يعتبرونها أصناما.

وأيد موقف «حواس»، المسؤول عن البعثة الألمانية المشاركة في الحفائر بالمنطقة، «ديترش رو»، مؤكدا أن التهشم الموجود في وجه التمثال المكتشف للملك رمسيس الثاني قد حدث في العصور المسيحية.

وأضاف أن التمثال محطم منذ العصور القبطية، مشيرا إلى أن المصريين المسيحيين كانوا يعتقدون بحرمة التماثيل الفرعونية، وقاموا بتحطيم العديد منها في مدينة «أون» القديمة، وهي «عين شمس» و«المطرية» و«عرب الحصن» حاليا بالقاهرة.

وأصدر «حواس» بيانا اعتبره «شهادة حق للتاريخ»، أكد فيه أن جميع الآثار والتماثيل التي عثر عليها في منطقة المطرية، لا يوجد بها تمثال واحد كاملا، مشيرا إلى أن هذه التماثيل قد تم تدميرها وتكسيرها خلال العصور المسيحية.

وأضاف عالم الأثريات المعروف، أن المسيحيين اعتبروها مباني ومعابد وثنية، وأغلقوها، ودمروا جميع التماثيل والمعابد، واستخدموا أحجارها في بناء الكنائس والمنازل، والمباني الخاصة بهم، «لذلك لن يُعثر في المطرية على تمثال واحد كامل»، على حد قوله.

ووصل التراشق بين «حواس»، والجانب القبطي، إلى صفحات الصحف، وكتب كاهن كنيسة المغارة الشهيرة بأبي سرجة الأثرية، القمص «أنجيلوس جرجس»، بصحيفة «الأهرام»، الحكومية، أمس الأحد، مقالا تحت عنوان: «العصر القبطي.. هل حطم الأقباط تماثيل الفراعنة؟»، أشار فيه إلى أنه تم في الأسبوع الماضي اكتشاف تماثيل محطمة من معابد أجدادنا الفراعنة في منطقة المطرية، من بقايا أحد المعابد التي كانت منتشرة في هذه المنطقة، وخرج علينا أحد المتخصصين في الآثار ليقول أمام الرأي العام إن هذه التماثيل كانت محطمة أصلا، وقد حطمها الأقباط في القرن الخامس.

وقال «أنجيلوس»، إنه لا يوجد في العقيدة المسيحية تحريم للتماثيل والصور، وإن تاريخ المسيحية في مصر لم يخبرنا بأي هجوم على معابد الفراعنة.

وأضاف، أنه في القرنين الرابع والخامس، وبعد ما أصبحت مصر كلها مسيحية، وأُبطلت العبادة الفرعونية لم يهدم الأقباط تلك المعابد أو يكسروا التماثيل، مشددا على أن المسيحية في مصر أبقت على بعض العادات والطقوس الفرعونية التي تتماشى مع الفكر المسيحي كصلاة الثالث والأربعين للمتوفى، والاحتفال بالنيل، وشم النسيم.

وأكد «أنجيلوس» أن المعابد المحطمة في المطرية وعين شمس أو هليوبوليس القديمة لها حادثة شهيرة ذكرها المؤرخ هيرودوت، وهي أنه في عام 525 ق.م. حطم «قمبيز» الفارسي تماثيل ومعابد هليوبوليس.

ومن جهته، طالب رئيس الجمعية المصرية للحفاظ على التراث المصري، «ماجد الراهب»، وزير الآثار المصري الأسبق «زاهي حواس»، بالاعتذار للمسيحيين.

وأضاف، في مداخلة هاتفية لفضائية «الحرية» المسيحية، أن «حواس» جانبه الصواب في هذه المعلومات، منكرا تماما أن يكون ذلك قد حدث بسبب المسيحيين.

ويتخطى طول التمثال المكتشف حديثا 8 أمتار، ووزنه 7 أطنان.

وتم نقل التمثال من مكان اكتشافه بمنطقة المطرية، إلى المتحف المصري، وذلك بعد أسبوع من إعلان وزارة الآثار اكتشافه.

وأظهرت صور استخراج التمثال، الذي بدا مكسورا، استخدام رافعة بدائية ذات ذراع للرفع ينتهي بقطعة حديدية لها أسنان مدببة لنقله من مكانه؛ وهو ما أثار غضب وسخرية واسعة من نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.

المصدر | الخليج الجديد + الأهرام

  كلمات مفتاحية

زاهي حواس مدينة أون المصريين القدماء تمثال المطرية الأقباط وزارة الآثار المصرية