سعوديات يصفن مشاركة المثقفات في معرض الرياض للكتاب بالإيجابية الواعدة

الاثنين 20 مارس 2017 05:03 ص

أبدت مثقفات سعوديات تحفظهن على مَنْ يصف حضورهن في معرض الرياض بالشكلي والمظهري. وعبرن عن سعادتهن بتفوق السيدات العددي على الرجال في معرض الرياض للكتاب في دورته الأخيرة المُنتهية، أمس الأول السبت،  مؤملات أن يكون المعنى في التفوق أكبر من المبنى، والجوهري أبلغ من الشكلي.

ومن جانبها رأت الأكاديمية الدكتورة «فاطمة إلياس» أن الأكاديميات وطالبات الدراسات العليا والمتخصصات في اللغة العربية وآدابها يحرصن على حضور جميع معارض الكتب واقتناء ما يلزم للبحث والأطروحات، لافتة إلى أن السيدات لم يعدن يقبلن بالوقوف في الصف الثاني ثقافياً كونهن معنيات بحراك المجتمع وتفاعله الحواري والثقافي في كل قضايا الشأن العام، بحسب «عكاظ».

 وتصف «إلياس» عناية المرأة بتغطية فعاليات المعرض، عبر حسابها في وسائل التواصل والسوشيل ميديا، بأنه يُمثل اعتداداً بالثقافة وبالوعي، ودخولًا إلى دائرة الشراكة الفعلية وتقاسم منصات الفكر والإبداع، ما يؤذن مستقبلاً بارتفاع مؤشرات الوعي مجتمعياً؛ كون المرأة سيدة منزلها وتأثيرها القرائي متعدٍ وليس محصوراً أو قاصراً عليها.

وأبدت الناقدة الأكاديمية «أسماء الأحمدي» سعادتها بهذا التفوق الجديد للمرأة التي وصفتها بأنها جديرة به، وعزت ارتفاع مؤشر حضور المرأة وتفوقها العددي إلى تطور ثقافة المرأة؛ وكون المعرض متنفساً ثقافياً وحضارياً -بصفة عامة- تنتظره المرأة للخروج من رتابة المنزل للنزهة الثَّقافية والأسرية في ظل توفر وسائل المعرفة والترفيه لها ولطفلها ولأسرتها.

 وأضافت «الأحمدي»: «تبقى المرأة حاضرة بقوة وبتميز في المشهد الثقافي والاجتماعي، ولا يكتمل أي تكوين بدونها، وهذه مبشرات بحضور المرأة وزيادة وعيها باعتبارها عنصراً مهماً وفاعلاً في المجتمع ويعول عليه في التربية والتنمية والتحولات الاجتماعية المثمرة»،

وترى «الأحمدي» أن المرأة كائن أكثر ترتيبًا وإدراكا لغايته وهدفه حين يعد بشكل جيد، إذ الرغبة البحثية لدى المرأة تفوق الرجل -أحيانًا، وإن خرجت نحو الثرثرة- كما أن ارتباطها الثقافي وعلاقتها بالوسط أقل من الرجل الذي تشتته مثل هذه الاحتفالات والملتقيات إلى الارتباط بين أكثر من عمل وأكثر من جهة.

وتؤكد «الأحمدي» أن حضور المرأة الواثق اليوم ما هو إلا استحقاق وحق سُلبته من زمن وحين وجدت الفرصة المواتية لحضورها اندفعت بكل قوتها لتثبت جدارتها وقدرتها وفكرها.

وأكدت الشاعرة الإعلامية «مها السراج» على أن المُبهج في معرض الرياض في دورته المُنقضية، أمس الأول، تكمن في الشراكة الفعلية بين الرجل والمرأة على مستوى اللجان العاملة والفعاليات والمبادرات التطوعية.

وعدّت «السراج» قراءة المرأة للكتب تحديًا يضعها أمام مسؤوليات جسام منها الاتقاء بالوعي في ذاتها وفيما حولها من أسرة ومجتمع وحياة.

 ولفتت «السراج» إلى أن قراءة المرأة غدت ضرورة ولم تعد ترفاً أو مظهراً كما يظهر في بعض الحالات.

وترى الروائية «مها باعشن» أن الطفرات التي مرت بها المرأة السعودية صقلت تجاربها وتمخضت عنها اهتمامات جديدة تضعها في قائمة النخب الثقافية والمعرفية.

وأعربت «باعشن» عن سعادتها بتفوق حواء عددياً في معرض الرياض، مؤملة أن ينعكس ذلك على حضورها الكتابي الواعي ومشاركتها في تنمية المجتمع من خلال تنمية أسرتها والارتقاء بذائقة أطفالها ومدها جسر محبة بين أسرتها وبين الكتاب الذي كان يمثل لشريحة من الأسر جزءا من ديكور المنزل لا يبرح مكانه في زاوية من غرفة استقبال الضيوف، مؤكدة أن الاهتمام السابق بالشكليات والإكسسوارات ومجلات الأزياء والتجميل لم يعد حاضرًا في ذهن المثقفة؛ كون التحدي الأكبر يقوم على الإبداع والمنافسة وإثبات الذات.

المصدر | عكاظ

  كلمات مفتاحية

مشاركة المثقفات معرض الرياض للكتابن إيجابية واعدة