السعودية وإيران تحاولان جمع الفرقاء في لبنان

الأربعاء 3 ديسمبر 2014 11:12 ص

أعلنت قوى سياسية لبنانية ترحيبها بأي تقارب بين حزب الله الذي يتزعم فريق الثامن من آذار، وتيار المستقبل الذي يشكل العمود الفقري لتيار الرابع عشر من آذار، لا سيما بعد مواقف صريحة صدرت عن رئيس الوزراء السابق، رئيس تيار المستقبل «سعد الحريري»، وأمين عام حزب الله «حسن نصرالله»؛ باستعدادهما للشروع في حوار بين الطرفين، معلنة استعدادها لدعمه، وبدأت خطوات عملية بإعلان ممثليها في جلسات الحوار.

فيما وضع مراقبون الموقف السعودي في إطار الضوء الأخضر لتيار المستقبل، وذلك على لسان سفير المملكة في بيروت «علي عسيري» الذي رحب بالتقارب، وقال في حديث تلفزيوني: «الحوار الذي من الممكن أن يبدأ بين تيار المستقبل وحزب الله أمر يخصّهما، وإن كان هذا الأمر فيه مصلحة لبنان فإننا نشجعه».

من جهته قال «علي الأمين» الكاتب والمحلل السياسي في هذا السياق إن هناك «ثلاثة ملفات أساسية تشكل حقيقة الخلاف بين حزب الله وتيار المستقبل؛ هي المحكمة الدولية، وموضوع السلاح خارج سلطة الدولة، ولا سيما سلاح حزب الله، بالإضافة إلى ملف التدخل في سوريا وانخراط حزب الله في القتال هناك».

وأضاف «الأمين» في حديث صحفي، ملفاً رابعاً إلى الملفات الثلاثة، وهو المتعلق بمنصب رئاسة الجمهورية والخلاف بشأنه، «وهذا الملف ليس محصوراً بين حزب الله والمستقبل، فمختلف القوى السياسية تنخرط في انقسام سياسي حاد حول كيفية التعاطي معه»، وأكد أن «الحديث الإيجابي عن الحوار والتقارب بين الطرفين؛ لا يرتبط بالملفات الثلاثة الأولى؛ بقدر ارتباطه بملف انتخاب رئيس الجمهورية».

كما أوضح «الأمين» قائلا: «يبدو أن هناك محاولة من خلال البدء بالحوار حول الاستحقاق الرئاسي؛ للدخول إلى باقي الملفات العالقة»، مستدركاً: «ولكن هذه الملفات معقدة، وليس من السهل حلها».

بدوره أكد الكاتب والمحلل السياسي «فيصل عبدالساتر»، «أن الاستحقاق الرئاسي سيكون الملف الأكثر احتداماً بين حزب الله والمستقبل»، وأضاف في حوار صحفي إن موقف الأمين العام لحزب الله «حسن نصر الله» بترشيح «ميشال عون» لمنصب الرئاسة «ربما يكون هو أحد أهم الأمور التي قد تطرح من جانب تيار المستقبل»، مضيفاً أن «إمكانية تغيير كل من حزب الله والمستقبل لموقفه؛ مرهونة بما سيطرح في الحوارات مستقبلاً».

وبينما أرجع مراقبون سر السعي للحوار بين الطرفين؛ إلى الخلاف بشأن ملف منصب الرئاسة في المقام الأول؛ لم يخف آخرون أن ثمة عوامل أدت إلى هذه النتيجة.

ولم ينف الكاتب «علي الأمين» وجود «عوامل مساعدة» أدت للوصول إلى هذه الأجواء، موضحا أن «الطرفين الإقليميين إيران والسعودية أرادا من خلال ملف رئاسة الجمهورية إيجاد عنصر للتسوية في الإقليم ووضعه على طاولة المفاوضات»، وأضاف أن «السعودية تبدو اليوم أكثر قبولاً لفكرة الحوار من أجل إنجاز استحقاق الرئاسة، وإن ثمة تقاطع بينها وبين إيران على هذه المسألة».

وبحسب «الأمين»، فإن «الخلاف في ملفات أخرى سيبقى قائماً، لكن مصلحة الطرفين هو تحييد لبنان أزمات المنطقة ولو بالحدود الدنيا، فليس من مصلحة أي طرف إقليمي أن تكون هناك مواجهة سياسية أو عسكرية في لبنان».

فيما أكد «عبد الساتر» أن «الحوار والتقارب جاء نتيجة جهود قام بها «العديد من الوسطاء وحاملي الرسائل»، والتي «لقيت تجاوباً في الإطار العملي لهذا الموضوع».

وعبّر «عبد الساتر» عن أمله في أن يكون الحوار «هو الباب الأساسي لكل الأطراف اللبنانية المتخاصمة؛ في ظل الاستقطاب الحاد الذي طبع الحياة السياسية، ولم يصل فيه أي طرف إلى أي نتيجة، لا سيما بعد المستجدات التي حصلت إقليمياً ومحلياً»، مشيراً بأن ما حصل كان أيضاً نتيجة قناعة تشكلت لدى تيار المستقبل بأن «لا سبيل إلا اللقاء مع بقية الأطراف بعد أن راهن على رهانات خاطئة» على حد تعبيره.

المصدر | الخليج الجديد+ عربي 21

  كلمات مفتاحية

السعودية لبنان إيران حزب الله بيروت تيار المستقبل حسن نصر الله سعد الحريري

إيران والسعودية لا تختلفان حول لبنان

إيران تخفض مخصصات دعمها لـ«حزب الله» ومنظمات أخرى

إيران تعرض هبة لتسليح الجيش اللبناني والولايات المتحدة تحذر من قبولها

إيران تقرر تقديم منحة عسكرية للجيش اللبناني

عودة الحريري مؤشر على تقارب إيراني سعودي

وزير الإعلام السوري: «سعد الحريري ببغاء النظام السعودي»

السعودية لا تنظر بارتياح لشغور منصب الرئيس فى لبنان