قانون خليجي مرتقب لمعاقبة مسيئي استخدام المياه

الأربعاء 29 مارس 2017 10:03 ص

كشف مدير إدارة الكهرباء في الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، «محمد الرشيدي»، عن دراسة تُجرى لصياغة قانون خليجي موحد للمياه، يحدد التشريعات التي تكفل الحد من استهلاك المياه، ومعاقبة مسيئ استخدام هذا المورد.

وأكد «الرشيدي» لصحيفة «الوسط»، على هامش مؤتمر الخليج الثاني عشر للمياه يوم أمس الثلاثاء (28 مارس/ آذار 2017)، أن هناك مساعٍ لإطلاق مشروع ربط مائي ثنائي بين دول الخليج.

وقال «الرشيدي»: «ندرس إنشاء قانون موحد للمياه، يعنى بتشريعات المياه والعقوبات والتشريعات التي تحد من استهلاك المياه، ويجب أن نحد من استهلاك المياه ونعاقب الشخص الذي يسيء استخدام هذا المورد المهم».

ورداً على سؤال عن مشروع الربط المائي الخليجي، بيّن أن هذا المشروع تمت دراسته قبل 3 أعوام، في الأمانة العامة لمجلس التعاون، وبالتعاون مع أحد بيوت الخبرة العالمية، تم تشكيل فريق، ورفعت التوصيات بشأن هذا المشروع، ولكن أرجئ العمل به.

وأكد أنهم يشجعون على الربط الثنائي بين دول الخليج، مشيراً إلى أن الأيام المقبلة ستشهد خطوات نحو الإسراع في الربط الثنائي بين دول الخليج، تمهيداً لتنفيذ المشروع بشكل خليجي عام.

وأضاف «هناك جهود ستتم في القريب العاجل باتجاه الربط المائي الثنائي»، لافتاً إلى أن هذا المشروع هو لمواجهة حالات الطوارئ المتعلقة بالماء.

وفيما يتعلق بالجهود العملية لمواجهة أزمة محتملة تتعلق بالمياه بعد نحو 15 عاماً، قال: «نحن نعوّل على تغير نمط وسلوك المواطنين والمقيمين في دول الخليج، لدينا أقل نصيب للفرد من المياه في دول العالم، وفي الوقت نفسه نحن أعلى استهلاك، فهناك استهلاك كبير ومبالغ فيه للمياه، وبالتالي نركز على تغيير هذا النمط، وإدخال علم الترشيد في الطلبة الصغار عبر المناهج الدراسية، واستخدام التكنولوجيا الحديثة في تحلية المياه بالطاقة الشمسية والطاقة المتجددة، والتي مازالت في طور البحث والدراسة، إضافة التشريعات المطلوبة في تعرفة المياه».

ورأى أن على دول الخليج إعادة النظر في تعرفة المياه، وخصوصاً أن التكلفة الحالية زهيدة.

وشدد على ضرورة توعية المواطنين والمقيمين بأن مورد المياه في خطر، ويجب ترشيد استهلاكه، مشيراً إلى أن التشريعات الحديثة التي تجرم سوء استخدام المياه مطلوبة.

وتسعى دول الخليج، من خلال مؤتمر متخصص، لصياغة استراتيجيات متكاملة لدول مجلس التعاون في مجال المياه؛ لتحل محل الوسائل والخطط القطاعية الحالية.

«المياه في دول مجلس التعاون، نحو استراتيجيات متكاملة»؛ هو شعار مؤتمر الخليج الثاني عشر للمياه، الذي تنظمه جمعية علوم وتقنية المياه الخليجية، الذي ينطلق في المنامة من 28 ولغاية 30 مارس/ آذار 2017.

وتشكل المساحات الصحراوية لمنطقة الخليج، وقلة الموارد المائية العذبة، سبباً لتصنيف دول الخليج من أفقر دول العالم مائياً، وهو ما جعل حل المشكلة مسألةَ أمنٍ قومي خليجي، تعززها الزيادة السكانية المطردة، والأنشطة الحياتية والزراعية والصناعية.

ويصل إنتاج دول مجلس التعاون إلى نحو 40% من المياه المحلاة في العالم، وهي النسبة العليا بالقياس إلى المساحة الجغرافية، حيث تعتمد على التحلية بنسبة تصل إلى 80% كمصدر رئيس لمياه الشرب، والبقية من المياه الجوفية، لعدم وجود الأنهار والبحيرات.

ويزيد معدل الاستهلاك في السعودية والإمارات بنسبة 91 و83% على التوالي عن المعدل، وبما يعادل 6 أضعاف معدل الاستهلاك للفرد في بريطانيا، ومن المتوقع أن ترتفع النسبة أكثر بسبب النمو السكاني، الذي هو بالأساس مرتفع جداً، وبنسب تفوق المتوسط العالمي كثيراً، إضافة إلى تزايد أعداد الوافدين في هذه الدول، ومن المتوقع وصول عدد السكان في الخليج إلى 55 مليون نسمة بحلول 2025، في حين يقدّر العدد حالياً بـ 47 مليون نسمة.

وسجلت دول الخليج العربي أعلى معدلات استهلاك للمياه للفرد في العالم، وتشهد البلدان ذاتها كبرى الفجوات بين إمدادات المياه المتجددة والطلب؛ فالبحرين تستخدم 220% من احتياطي المياه المتجددة لديها، مقابل 943% في السعودية، و2465% في الكويت، ومن المقدر أن تستنفد الإمارات مواردها من المياه العذبة الطبيعية خلال 50 عاماً تقريباً.

  كلمات مفتاحية

دول مجلس التعاون الخليجي الخليج السعودية قطر الهدر في استخدام المياه