لماذا خبأت «ليليان موردخاي» قيثارة الغناء والسينما أصلها اليهودي باسم «ليلى مراد»؟

الأربعاء 12 أبريل 2017 07:04 ص

ممثلة مشهورة بخاصة مع جمعها بين موهبة التمثيل والإجادة فيها حتى سُميتْ سلسلة من الأفلام باسمها هي: «ليلى بنت الفقراء»، «ليلى بنت الأكابر»، «ليلى بنت الفقراء»، «وليلى بنت مدارس،» في سابقة لم تجتمع في السينما المصرية إلا لها ولـ«إسماعيل ياسين».

وكما برعت «ليلى مراد» في الغناء، لكن ليس الغناء الجماهيري؛ إذ كانت حفلاتها كانت في بداية حياتها، بل اشتهرت بأفلامها، إذ يُروى أنها كانت شديدة الخجل؛ منعها خجلها من التمثيل المسرحي أو حتى الغناء في حفلات رغم وجود مُمثلات ومُطربات، في عصرها، أقل منها موهبة كُن يصعدن إلى المسرح سواء كمُمثلات أو مطربات.

وتُعد «ليلى مُراد» واحدة من أبرز نجمات السينما المصرية الكلاسيكية في فترة الأربعينيات، عُرفت بقدراتها الصوتية المميزة حتى لُقبتْ بـ«قيثارة الغناء العربي».

لا يعرف كثيرون من متابعيّ ومحبيّ «ليلى مراد» إلى اليوم أن المُمثلة خفيف الظل؛ بالغة الحزن أحيانًا، والتي اعتزلتْ التمثيل والغناء في أواخر حياتها قلقة على صورتها الجميلة لدى جمهورها؛ لا يعرف الكثيرون أنها عاشت حياة مُشردة بل إنها كانت يهودية الأصل..اعتزتْ بمصريتها؛ ولاحقتها اتهامات إبان عهد الرئيس الراحل «جمال عبد الناصر» بأنها تبرعت لدولة (إسرائيل) وهو ما نفته تمامًا، مُبادرة بالتبرع إلى الجيش المصري.

واعتزلت «ليلى مُراد» العمل الفني تمامًا في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، وهى في قمة ازدهارها الفني، ولم تتراجع عن قرارها رغم كل محاولات إثنائها عنه حتى وفاتها في عام 1995 عن عمر يناهز 77 عامًا.

«ليليان موردخاي»

وُلدتْ «ليلى مراد» واسمها الحقيقي «ليليان زكي مراد موردخاي» في يوم 17 من فبراير/شباط عام 1918م في حي محرم بك بالإسكندرية، لأسرة يهودية الأصل فهي ابنة الملحن المعروف «إبراهام زكي موردخاي» أو «زكي مراد»، وشقيقة الفنان «منير مراد».

عانت «ليلى مراد» من طفولة فقيرة أقرب إلى التشرد فى محطات كثيرة منها حين تعرضت اسرتها إلى الطرد من المنزل لنفاذ المال لدى أبيها، ليُسافر بعدها للبحث عن عمل في الخارج وتنقطع أخباره لسنوات، فاضطرت «ليلى مُراد» إلى الدراسة بالقسم المجاني في رهبانية «نوتردام ديزابوتر»، وتخرجت منها.

بدأت «ليلى مُراد» مشوارها الفني في سن مبكرة، ولديها 14 عامًا؛ حيث تعلمت على يد والدها «زكي مراد» والمُلحن المعروف «داود حسني»، وبدأت بالغناء في الحفلات الخاصة والعامة، كما تقدمت للإذاعة المصرية التي نجحت بها كمطربة عام 1934م لتسجل بعد ذلك اسطوانات بصوتها، وكانت أولى الحفلات الغنائية التي قدمتها في الإذاعة موشح بعنوان «يا غزالاً زان عينه الكحل».

لقاء «محمد عبد الوهاب»

لقاء «ليلى مُراد» مع الموسيقار «محمد عبد الوهاب» كان خلال حفل غنائي أقامه لها والدها على مسرح القاهرة عام 1932م؛ وكان بمثابة الإنطلاقة الحقيقية لمشوارها الفني، حيث أشاد بها «عبد الوهاب» واتفق مع والدها على أن تكون هي مشروعه الفني، فوقع معها عقداً لتلعب دور البطولة عام 1937م في فيلم «يحيا الحب» ثم عقداً بعشر اسطوانات ليكون بذلك أول من فتح لها باب الشهرة والمجد.

أداء ضعيف

على رغم من آدائها التمثيلي الضعيف في أول أدوارها السينمائية، إلا أنها جذبت أنظار فنان الشعب «يوسف وهبي» الذي طلب منها المُشاركة في فيلم «ليلة ممطرة»،  لتصبح بعد ذلك من أشهر نجمات السينما المصرية، حيث بلغ رصيدها الفني حوالى 27 فيلمًا ومن أبرزها: (قلبي دليلي- ليلى بنت مدارس- ليلى بنت الفقراء- ليلى بنت الأكابر- حبيب الروح- عنبر- سيدة القطار- الماضي المجهول- غزل البنات- شاطئ الغرام).

قدمت «ليلى مراد» حوالي 1000 أغنية، ومن أهم الأغنيات التي تغنت بها: (يا أعز من عيني- قلبي دليلي- يا شاغلني وأنا شغلاك- أتمخطري يا خيل– شحات الغرام- قلبي لقلبك مال- من بعيد يا حبيبي بسلم- طيار- بتبص لي كده ليه).

وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني لعام 1995م توفيت عقب سنوات من اعتزال الحياة الفنية والإعلامية؛ اللهم إلا من مقدمة مسلسل لإذاعة الشرق الأوسط وأغنية «يا عيني على الدنيا»، حيث اكتفت بالعيش وحيدة تربى ابنيها «أشرف وزكى»، بعيدة عن العيون والشائعات حوالي أربعين عامًا، وكان آخر أفلامها «الحبيب المجهول» مع الفنان «حسين صدقي».

زيجات قليلة

لم تتعدد زيجات  «ليلى مراد» كغيرها من نجمات جيلها، وعلى رغم أنها تزوجت من شخصيات مشهورة إلا أنها عانت في حياتها الزوجية؛ وواجهت أيامًا صعبة مع فنان غيور هو «أنور وجدى» الذي استمر زواجها به حوالي 8 سنوات ولكنه انتهى بالطلاق عقب توترات ومشادات كثيرة، إذ افتتحا معًا شركة للإنتاج الفني؛ وأحب لها أن تعمل معه فحسب؛ وهو ما لم يُرضها، إلى جوار أنها لم تُنجب منه؛ واشتعلت غيرته عليها؛ فطلقها عقب اكتشافها أنه كان يمد يدها إلى أرباحها من الشركة؛ لكنها لم تأبه وتزوجت غيره.

تزوجت في مرحلة من  طيار لم يرد كشف سر زواجه وهو «وجيه أباظة» الذي أنجبت منه ابنها «أشرف»، وأيضًا من المُخرج «فطين عبد الوهاب» الذي لم تشعر معه بالانسجام، وأنجبت منه ابنها «زكي فطين عبد الوهاب».

ومن أبرز المحطات في حياة الراحلة «ليلى مراد» هو إعلان إسلامها عام 1946م حيث تُوفيت مسلمة، بالإضافة إلى اتهامها عام 1956 بالتبرع ماديًا لـ(إسرائيل) إلا أن التحقيقات أثبتت براءتها من كل ما نسب إليها من اتهامات.

  كلمات مفتاحية

ليلى مراد قيثارة السينما والغناء أصلها خبأت

وفاة الممثل والمخرج المصري زكي فطين عبد الوهاب