صحف مصرية وإماراتية وإيرانية تهاجم استفتاء تركيا: «أردوغان» ديكتاتور يسعى للبقاء في السلطة

الاثنين 17 أبريل 2017 07:04 ص

هاجمت الصحافة المصرية والإماراتية والإيرانية، الاستفتاء التركي على التعديلات الدستورية، التي أقرت تحول البلاد إلى النظام الرئاسي.

وخرجت الصحف الصادرة في البلاد الثلاثة، صباح اليوم الإثنين، بتقارير تهاجم الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، وتعتبره ديكتاتور، يسعى للسيطرة على مقاليد الحكم، والبقاء على رأس السلطة.

وأبرزت الصحف في تقاريها وعناوينها، تصريحات المعارضة التركية، التي شككت في نتيجة الاستفتاء، وقالت إنها ستطعن عليه.

اختطاف تركيا

البداية مع الصحف المصرية، التي وصفت «أردوغان» بأنه «شيطان وديكتاتور ومجرم وإرهابي»، وبأنه «يختطف تركيا بالدستور، ويسعى لحكم الفرد».

وقالت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» الرسمية،  إن «إخوان مصر يعتلون منابر مساجد بتركيا للترويج للتعديلات الدستورية».

ونقلت الوكالة عن مصادر تركية مطلعة، لم تسمها، قولها إن الرئيس التركي «استعان بعناصر تنظيم الإخوان المتواجدين داخل تركيا للترويج للتعديلات الدستورية التي يجريها، من خلال إلقائهم خطب الجمعة في العديد من مساجد تركيا، بالمخالفة للقوانين التركية التي تحظر اعتلاء أي أجنبي للمنابر».

وصدرت صحيفة «الأهرام» الحكومية، صفحتها الأولى بـ«تشكيك دولي ومحلي في نزاهة الانتخابات»، مضيفة ان «أردوغان فشل في تأمين الدعم الشعبي لتمرير استفتائه».

واتفقت معها صحيفة «الأخبار» الحكومية، حين نقلت عن زعيم المعارضة قوله: «التعديلات المقترحة تضع البلاد في خطر»، زاعمة أن «الإخوان حولوا استفتاء تركياإلى غزوة دينية».

وكان الهجوم الأعنف، من صحيفة «اليوم السابع»، حين قالت إن «أردوغان يختطف تركيا بالدستور»، مشيرة إلى أن «الرئيس التركي ينتصر لطموحه الإمبراطوري، ويسعى للاستيلاء على السلطة 12 سنة مقبلة».

وفي تقرير آخر، قالت الصحيفة، المعروفة بقربها من جهات سيادية مصرية، في عنوان تقرير إن «الإخوان حريم في قبضة السلطان أردوغان».

وفي تقرير ثالث مطول، وصفت الصحيفة ما جرى أمس في تركيا بـ«استفتاء الاستبداد»، زاعمة أن «أردوغان» أحرز «انتصارا بطعم الهزيمة»، كما نقلت عن مراقبين، قولهم: «النتائج ستشكل عقبة أمام طموحه.. وتجعل النظام الرئاسى الجديد على حافة الهاوية».

فيما صدرت صحيفة «الشروق» تقريرها عن الاستفتاء التركي بـ«قتلى وجرحى في بين المؤيدين والمعارضين».

الإعلاميون المصريون الذين ظهروا على شاشات الفضائيات، لم يختلفوا كثيرا عن الصحافة الورقية، فوصف الإعلامي «عمرو أديب»، «أردوغان» بـ«الديكتاتور، الذي لا يقول فقط أنا ومن بعدي الطوفان، ولكنه يقول أنا وبعدي أردوغان ثم أردوغان ثم أردوغان»

وأضاف «أديب» أن «دوغان ظبَّط نفسه اليوم، وبقى ديكتاتورا رسميا»

واتفق معه الإعلامي «أحمد موسي»، حين قال إن «نتيجة الاستفتاء هي بداية صناعة الديكتاتور النازي أردوغان»، مدعيا وجود تزوير واسع النطاق في نتائج الاستفتاء على الدستور تصل إلى60%.

كما زعم الإعلامي «خيري رمضان»، أن «أردوغان» وضع يده علي مفاصل تركيا بعدما أعطي نفسه صلاحيات تجيز له البقاء في منصبه أطول فترة ممكنة، مع بعض الصلاحيات الخاصة بالرئيس وحده دون الرجوع إلى الغير..

أما الإعلامي «يوسف الحسيني»، فعلق بالقول إن «أردوغان يحاول أن يعمل من خلال هذه التعديلات على توسيع نطاق حزبه، والقضاء على الدولة البرلمانية، عن طريق دس السم في العسل».

واتهم الإعلامي والبرلماني «سعيد حساسين»، الرئيس التركي بالاستعانة بجماعة الإخوان في مصر في الترويج للتعديلات الدستورية، زاعما أن أتباع «أردوغان» استخدموا الأساليب نفسها التي كان يتبعها الإخوان داخل مصر؛ من خلال استغلال المساجد والسكّر والزيت للضغط على الشعب بالموافقة على التعديلات.

تعزيز سلطات «أردوغان»

الصحف الإماراتية، سارت على ذات النهج، حيث صدرت صحيفة «الخليج» عنوانها «تركيا جديدة»، حين قالت إن «نتائج الاستفتاء على تعديل الدستور التركي، وهو ما أراده الرئيس أردوغان تؤشر لتعزيز سلطته على البلاد».

وأضافت أن «أردوغان نجح في تعديل الدستور، وتحويل تركيا من النظام الديمقراطي البرلماني إلى النظام الرئاسي، مطلق الصلاحيات، إذا جعلت من تركيا تحت سلطة رجل واحد، في يده كل السلطات السياسية والعسكرية والقضائية والاجتماعية».

وأوضحت أن «الدستور الجديد يعطيه حقوقا لم يحصل عليها أي رئيس في أي نظام رئاسي، فهو من يعين الحكومة والقضاة والقيادات العسكرية، ويحل البرلمان الذي لا يحق له منح الثقة للحكومة أو محاسبتها».

واستنكرت الصحيفة، خلال افتتاحيتها، ما أسمته «عدم وجود فصل بين السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية، فهو من يصدر القرارات الخاصة بالسلطات الثلاث، الحكومة والبرلمان والقضاء، وهو من يعين المحافظين والمديرين العموميين ورؤساء الجامعات، وله حق تعيين نائب أو نائبين له».

وأضافت: «بيده وحده قرار الحرب والسلم من دون الرجوع إلى الحكومة أو البرلمان، فهو الرئيس مطلق الصلاحية، من الآن وحتى عام 2029، وإذا شاء بعد ذلك، فله الحق».

واكدت في الختام أن تركيا جديدة ظهرت على أنقاض تركيا القديمة بعد انتصار «أردوغان» وتعديلاته الدستورية، بانتظار ما سيصدر عنه من مواقف لها علاقة بالشأنين الداخلي والخارجي وردود الفعل عليها.

موقع «العين» المقرب من السلطات في البلاد، صدر نتيجة الاستفتاء بعنوان «أردوغان يمرر تعديلاته ويعمق انقسام بلاده».

وقلل الموقع من النتيجة، حين قال إنه «التعديلات مرت بفارق ضئيل للغاية».

ولفت الموقع، في تقريره الذي جاء معظمه، ضد «أردوغان»، إلى ما أصدرته منظمة «الأمن والتعاون في أوروبا»، حول سير الدعاية للاستفتاء بتركيا، التي قالت إن هناك تقييداً لحرية التعبير والحملات المنادية بلا.

أما صحيفة «الاتحاد»، فقالت في متن خبرها عن الاستفتاء، إن «أردوغان» في طريقه للحصول على توسيع كبير لسلطاته الرئاسية.

وأبرزت الصحيفة، اتهامات حزبان معارضان بـ«التلاعب بنتائج الاستفتاء».

ونقلت عن «بولنت تزجان» نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض (ديموقراطي اشتراكي) بقرار المجلس الانتخابي احتساب بطاقات غير مختومة استخدمت بالاستفتاء معتبرا ذلك «خرقا» للقواعد المرعية».

وقالت إن الحزب سيطعن في نتائج ثلثي مكاتب الاقتراع.

كما اهتمت ببيانات رافضي التعديلات، الذين تقدموا في أكبر ثلاث مدن تركية وهي إسطنبول وأنقرة وإزمير، وفي جنوب شرق البلاد ذي الأغلبية الكردية.

نعم للديكتاتورية

كما هاجمت الصحف والمواقع الإيرانية، موافقة الشعب التركي على التعديلات الدستورية، ووصفت النتيجة بأنها بمثابة «نعم للديكتاتورية»، بحسب موقع «عربي 21».

وقالت صحيفة «قانون» الإيرانية، على صدر صفحتها الأولى «اليوم هو المصيري والحاسم لرجب باشا، حيث إنه أجرى الاستفتاء الذي عليه الكثير من الملاحظات، واستطاع أن يحوز من خلاله على القوة في تركيا».

وأضافت الصحيفة: «الرجل الجورجي الأصل، من الآن أصبحت بيده المملكة العثمانية الحديثة، ويستطيع اختيار الوزراء ونائبه ويخطط وينفذ سياساته، وبطبيعة الحال لن يكون مسؤولا أمام البرلمان».

واعتبرت الصحيفة الإيرانية أن «الدستور الجديد سيمنح الرئيس التركي القدرة على فرض أي توجيه أو أمر تنفيذي، ولا يستطيع أحد أن يمنعه من ذلك».

وعبرت الصحيفة الإيرانية عن مخاوفها من «ابتعاد تركيا عن الحرية والديمقراطية والعلمانية التي وضعها أتاتورك للبلاد».

 كما هاجم موقع «بولتين نيوز» الرئيس التركي بشدة ووصفه بـ«هتلر تركيا».

وقال «بولتين نيوز»، المقرب من دوائر الحرس الثوري الإيراني: «لقد تهيأت الأرضية لديكتاتورية هتلرية في تركيا، وإن ثمرة أردوغان لتركيا ولدول المنطقة لم تكن غير الحزن والبؤس وسفك الدماء».

وفي ذات السياق، وصف موقع «مشرق نيوز» الإيراني البارز الاستفتاء التركي على التعديلات الدستورية بأنه «يضع تركيا في طريق منحدر باتجاه الديكتاتورية».

 وأضاف «مشرق نيوز»: «أردوغان وحزب العدالة والتنمية ينويان عبر التعديلات الدستورية، حذف جميع معارضيهم من الساحة السياسية في تركيا».

من جانبها، وصفت صحيفة «مردم سالاري» الإيرانية، موافقة الشعب التركي على الاستفتاء على التعديلات الدستورية بأنه «بمثابة مراسم تتويج عثمانية للرئيس التركي أردوغان».

وعلق موقع «تابناك» على استفتاء الشعب التركي قائلا: «الاستفتاء على التعديلات الدستورية حوّل تركيا إلى ديكتاتورية على مزاج أردوغان».

ودعت صحيفة «آفتاب يزد» الإصلاحية إلى مواجهة تركيا والرد عليها وعلى سياساتها إقليميا ودوليا بعد تأييد التعديلات الدستورية.

وقالت إن «الأمن والاستقرار الاستراتيجي في تركيا وجنوب شرق أوروبا، وجبهة الشرق المتوسط، ومنظمة حلف الشمال الأطلسي، والسلام والأمن الإقليميين.. أصبحت الآن لعبة بيد أردوغان والحكومة التركية، ولهذا السبب لا يمكن أن يكون الجميع غير مبالين أمام نوايا وأهداف أنقرة، والتسامح في مثل هذه الحالة سوف يكون خطيرا جدا وغير معقول».

نتيجة غير رسمية

وكان رؤساء دول وزعماء حكومات عربية وإسلامية، هنأوا تركيا و«أردوغان»، بنتيجة الاستفتاء الشعبي على التعديلات الدستورية الذي انتهى بإقرارها، كما تلّقى وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو» اتصالات تهنئة من عدد من نظرائه العرب والأجانب.

كما هنأت حركة «حماس» الفلسطينية، و«النهضة» التونيسة و«الإخوان المسلمين» في مصر،  و«الجماعة الإسلامية» الباكستانية، تركيا قياجة وشعبا بنتائج الاستفتاء.

مساء الأحد، أعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات التركية «سعدي غوفن»، أن مجموع المصوتين بـ«نعم» في الاستفتاء، بلغ 24 مليونا و763 ألف و516 والمصوتين بـ«لا» 23 مليونا و511 ألفا و155.

وأضاف «غوفن» في مؤتمر صحفي أن النتائج النهائية للاستفتاء ستُعلن خلال 11 أو 12 يوماً كحد أقصى، وذلك بعد النظر في الاعتراضات المقدمة.

وعقب إعلان النتائج غير الرسمية، قال الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، إن «تركيا أنهت اليوم نقاشاً دام قرنين حول شكل الدولة»، لافتاً إلى أن «نتائج الاستفتاء تؤكد أن الأتراك نجحوا في أصعب مهمة، وهي تغيير شكل نظام الحكم».

في الوقت الذي قال حزب «الشعب الجمهوري» المعارض، إنه سيطعن على النتيجة.

ويقول مؤيدو الاستفتاء إنه سيحقق الاستقرار في البلاد وسيعزز النمو الاقتصادي، بينما يرى المعارضون أن هذه الخطوة ستؤدي إلى تآكل الضوابط والتوازنات عبر الحد من دور البرلمان وتسييس السلطة القضائية وستركز الكثير من السلطة في يد الرئيس.

ومنذ تأسيس الجمهورية، شهدت تركيا 6 استفتاءات على التعديلات الدستورية، كانت نتيجة 5 منها إيجابية (في الأعوام 1961 و1982 و1987 و2007 و2010)، بينما انتهت إحداها بنتيجة سلبية في العام 1988.

وتتضمن مضامين التغيير، أن الأشخاص العاملين في القوات المسلحة (الجيش في تركيا منذ عهد كمال أتاتورك، لعب دائما الدور الضامن لطبيعة نظام الدولة العلماني) سوف يحرمون من حق الترشح، كما ستصفى المحاكم العسكرية.

وفي ظل النظام الجديد، سوف يحصل الرئيس التركي «جب طيب أردوغان» الذي يحكم البلاد منذ عام 2003، على فرصة ليعاد انتخابه مرتين.

  كلمات مفتاحية

صحف مصر الإمارات غيران تركيا أردوغان تعديلات دستورية هجوم نظام رئاسي

بعد قطر والبحرين.. السعودية تهنئ «أردوغان» بنتيجة الاستفتاء