«التجنيس».. سلاح ذو حدين يهدد مواهب العرب الكروية

الاثنين 17 أبريل 2017 10:04 ص

ظاهرة «التجنيس» في بلادنا العربية بمجال الرياضة بوجه عام وكرة القدم بصفة خاصة سلاح ذو حدين، ففي الوقت الذي تستفيد فيه المنتخبات وتتطور مستوياتها وتفرض نفسها وبقوة على الساحة القارية والعالمية، نجدها تهدر فرص ظهور المواهب المميزة من الأجيال القادمة الصغيرة والشابة وتحرمها من حقها في تمثيل بلادها.

ورغم التحذيرات من ظاهرة «التجنيس» وتهديدها لهوية المنتخبات التي الذابت في بعض الرياضات وأصبحت منتخبات متعددة الجنسية كمنتخب قطر لكرة القدم واليد على سبيل المثال، نجد دول الخليج العربي لاتزال تتسابق على استقطاب المحترفين الأجانب للعب تحت رايتها، وآخرهم المحترف البرازيلي «فابيو دي ليما» مهاجم نادي الوصل الإماراتي.

الإمارات

تعالت الأصوات في الشارع الرياضي الإماراتي مطالبة اتحاد كرة القدم بتجنيس «ليما» نظرا لما يقدمه من مستوى مميز مع فريقه «الوصل» حيث أحرز معه ببطولة الدوري هذا الموسم 21 هدفاً وضعته بالمركز الثاني على قائمة هدافي المسابقة.

ومن بين المطالبين بتجنيس «ليما»، عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم السابق، «يوسف حسين»، الذي أكد أن المنتخب الإماراتي الأول في حاجة لمثل هذا اللاعب، وأن هذا الأمر لن يكون بجديد على الرياضة الإماراتية فقد سبق وتم تجنيس بعض الرياضيين مؤخراً في ألعاب أخرى وخاصة ألعاب القوى.

وقال: «الحاجة تبدو ماسة إلى تجنيسه للاستفادة من قدراته لخدمة الكرة الإماراتية والمنتخب الوطني، هناك ثلاثة أسباب للإقدام على تجنيس ليما، في مقدمتها أنه صغير السن، وأمامه 10 سنوات على الأقل للاستفادة من إمكاناته، فضلاً عن أن كل شروط التجنيس تنطبق عليه، وفي مقدمتها أنه لم يسبق استدعاؤه لمنتخب بلاده من قبل، ولعب الفترة القانونية في الدوري المحلي، أما آخر الأسباب وأهمها فهو أن المنتخب في حاجة إلى جهود لاعب بهذا القدرات العالية التي يبرهن عليها ليما في كل مباراة يخوضها مع الوصل».

ومن جانبه أبدى «ليما» ترحيبه بتمثيل «الأبيض الإماراتي» في ظل صعوبة الدفاع عن ألوان قميص منتخب بلاده «البلاازيل» المدجج بالنجوم.

وصرح المحترف البرازيلي: «حصولي على الجنسية الإماراتية ستكون فرصة جيدة للغاية».

جدير بالذكر أن المنتخب الإماراتي الأول لكرة القدم يضم بين صفوفه عدد من اللاعبين تعود أصولهم لدول أخرى، أبرزهم النجم «عمر عبدالرحمن» الشهير بـ«عموري» -أفضل لاعب في آسيا- الذي تعود أصوله إلى المملكة العربية السعودية، وكذلك المدافع «إسماعيل أحمد» صاحب الأصول المغربية.

السعودية

وفي كرة القدم السعودية كادت ظاهرة «التجنيس» تقتحم منتخبها الوطني الأول عن طريق المحترف السوري «عمر السومة» مهاجم فريق «الأهلي»، الذي ارتبط اسمه خلال الأشهر الماضية بالحصول على الجنسية وارتداء قميص «الأخضر» وتمثيل المملكة في قادم المناسبات.

وبذل مسؤولو الرياضة السعودية جهود كبيرة لمعرفة مدى إمكانية تجنيس «السومة» والتأكد من عدم مشاركته مع منتخب بلاده «سوريا» في أي مباراة رسمية دولية معترف بها من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا».

ولاقت فكرة تجنيس «السومة» ترحيب شديد وسط الجماهير السعودية نظراً لإدراكهم بما يعانيه منتخب بلادهم من فقر على مستوى لاعبي الهجوم، في الوقت الذي يقدم فيه المهاجم السوري من مستويات رائعة باحتلاله صدارة هدافي الدوري السعودي للمحترفين للموسم الثالث على التوالي.

واصطدمت فكرة تمثيل «السومة» بشروط «فيفا»، قبل أن يقرر المهاجم السوري الدفاع عن ألوان بلاده بعد كان رافضاً لذلك في ظل بقاء نظام «بشار الأسد».

وعلى مستوى منتخب الشباب يسعى اتحاد كرة القدم السعودي للحصول على خدمات اللاعب «سعد الشهري» صاحب الأصول «الصومالية» والمحترف في صفوف «تشيلسي» الإنجليزي والمعار إلى «فيتيس» الهولندي، للعب ضمن صفوف شباب الأخضر في مونديال 2017 بكوريا الجنوبية والمقرر له شهر مايو القادم.

قطر والبحرين

وفي «قطر» التجنيس لا يتوقف ونجد منتخبها الأول مدجج بالعديد من اللاعبين المجنسين والذين وصل عددهم إلى 13 لاعباً، من 11 جنسية مختلفة، وهم السنغالي «خليفة أبو بكار ندايا»، الغيني «عمر باري»، الفلسطيني «إبراهيم ماجد»، السوداني «عبد الكريم حسن»، الجزائري «كريم بوضياف» ومواطنه «بوعلام خوخي»، والبرازيليان «لويز جونيور» و«رودريغو تاباتا»، والمصري «أحمد السيد» والبحريني «علي أسعد» والغاني «محمد كاسولا» والمهاجم الأوروغوياني الشهير «سبستيان سوريا» وأخير من الرأس الأخضر «بيدرو ميغويل».

أما منتخب «البحرين» الأول فيضم الثلاثي «عبدالله عمر» من «تشاد»، «فوزي عياش» من «المغرب»، « جيسي أوكونوان» من «نيجيريا».

عرب أفريقيا

وفي دول عرب شمال أفريقيا، نجد التجنيس لديهم يأخذ منحنى أخر، فهم على عكس منتخبات الخليج العربي، يستعينوا بلاعبين يحملون جنسية أجنبية بجانب جنسيتهم الأم.

ففي منتخب «مصر» تمت الاستعانة مؤخراً ولأول مرة باللاعب «أمير عادل» الشهير بـ«ألكسندر ياكوبسن» صاحب الجنسية الدنماركية بجانب المصرية، فهو من أم دنماركية وأب مصري، و«سام مرسي» صاحب الجنسية الإنجليزية والأصول المصرية، وكذلك منتخبات «تونس» و«الجزائر» و«المغرب» الذين يضمون في صفوفهم لاعبين عرب ولكنهم يحملون بجانب جنسية بلدلهم الأم جنسيات أخرى «فرنسية» و«إيطالية» و«بلجيكية» و«هولندية».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السومة ليما السعودية الإمارات مصر

مركز دراسات الخليج: استقطاب خليجي لمواهب رياضية.. ومغالطات غربية حول التجنيس