خبراء أمريكيون لـ«مجلس الشيوخ»: على الإدارة إعادة التفكير في العلاقات مع مصر

الجمعة 28 أبريل 2017 07:04 ص

عندما رحب الرئيس «دونالد ترامب» بالزعيم المصري «عبد الفتاح السيسي» بالبيت الأبيض في وقت سابق من هذا الشهر، فإنه أظهر تحية حارة تهدف إلى إنهاء سنوات من سوء العلاقة بين القاهرة وواشنطن،وقال «ترامب»: «أريد فقط أن أعلم الجميع، في حال كان هناك أي شك، بأننا نقف وراء الرئيس السيسي». ولكن هناك الكثير من الناس في واشنطن، وخاصة في الكونغرس، يرغبون في حال مختلف.

وقال السيناتور «ليندسي جراهام» رئيس اللجنة الفرعية لمخصصات المساعدات الخارجية بمجلس الشيوخ في جلسة استماع يوم الثلاثاء: «من المهم بالنسبة لي أن تصبح مصر ناجحة». ولكن من وجهة نظره، فإن احتضان الولايات المتحدة للسيسي وسجله المثير للجدل في مجال حقوق الإنسان قد يجعل من الصعب مساعدة مصر على إصلاح ما تعاني منه.

اتفق كل الخبراء الثلاثة الذين أدلوا بشهاداتهم أمام اللجنة، «ميشيل دن»، وهي خبيرة في الشرق الأوسط منذ فترة طويلة في وزارة الخارجية وهي الآن في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي؛ «إليوت أبرامز»، الذي خدم في إدارة جورج بوش، وهو الآن في مجلس العلاقات الخارجية؛ و«توم مالينوفسكي»، مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، اتفقوا على أنه بالنظر إلى ضعف حقوق الإنسان والظروف الاقتصادية في مصر في الوقت الراهن، ينبغي إعادة النظر في العلاقة.

في السبعينيات، عندما ساعدت واشنطن على دفع موسكو من مصر وبناء علاقات أوثق مع القاهرة، قال «أبرامز»، إن مصر هي أكثر الدول العربية تأثيرا في المنطقة. والآن لم يعد هذا هو الحال.

لا يزال الجيش المصري، الذي تسلم مليارات الدولارات من المساعدات الأمريكية في العقود الأخيرة، يبني نفسه من أجل سيناريو حرب 1973 مع (إسرائيل)، بدلا من مواجهة المسلحين الإسلاميين. وقال إن ما هو أكثر من ذلك، أن العمليات الأمنية، من أجهزة الأمن الوحشية ومن الجنرالات تطبق على المواطنين العاديين. وقال «إبرامز»: «إن السياسة المصرية حولت التعاطف من الجيش إلى المسلحين».

ومن الناحية النظرية، يمكن لواشنطن أن تشجع سلوكا مصريا أفضل، حيث تعد مصر بتلقيها مساعدة بقدر 1.3 مليار دولار، ثاني أكبر متلق للمساعدات الخارجية الأمريكية بعد (إسرائيل). وقالت «دن» إن المساعدات، وخاصة إذا ما ذهبت إلى الجيش، فإنها يمكن أن تصبح فى كثير من الأحيان شيكا فارغا. وأضافت «إن الولايات المتحدة ليس لديها طريقة لضمان أن مساعداتنا لا تجعل المشكلة أكثر سوءا».

وللمساعدة على إصلاح ذلك، اقترحت «دن» الاستثمار في التنمية البشرية والتعليم بدلا من التحويلات النقدية الضخمة. وقال «أبرامز» إنه يتعين إعادة النظر في المساعدات حتى يتم استخدامها بشكل واضح لاستهداف الإرهاب. وحث «مالينوفسكي» اللجنة الفرعية على طرح السؤال: «هل استثمارنا في مصر مناسب؟ إن وجهة نظري القوية هي أنه غير متوازن تماما». وقال أيضا إن الولايات المتحدة يجب أن تراجع برنامج المعونة.

ويبدو أن بعض المشرعين الرئيسيين كانوا متعبين من مصر التي عانت في السنوات الست التي انقضت منذ بداية الربيع العربي من أجل تحقيق اقتصاد مستقر أو تقديم العديد من الرؤى المثالية التي طالب بها المتظاهرون في ميدان التحرير. وقال «جراهام»: «لمجرد أن مصر مستقرة تاريخيا لا يعني أنها ستكون هكذا دائما». وقال: «إننا بحاجة إلى إعادة تشكيل العلاقة بطريقة مستدامة»، مضيفا أن الجيش لا يمكن أن يكون أقوى لاعب فى الاقتصاد.

وقال «مالينوفسكي»: إن العالم كله رأى مشهد الترحيب بالسيسي في البيت الأبيض دون ذكر حقوق الإنسان للأسف، وأثر هذا الأمر لا ينعكس على العلاقات الأميركية المصرية فحسب». و (منذ أيام قليلة، انتشر فيديو عن عمليات القتل خارج نطاق القانون على يد أفراد الجيش في شمال سيناء).

المصدر | فورين بوليسي

  كلمات مفتاحية

ترامب السيسي مصر المعونة الأمريكية