كاتب أردني بنتقد حديث «تركي الفيصل» حول "حساسيته" تجاه «الديمقراطية»

الثلاثاء 9 ديسمبر 2014 08:12 ص

انتقد الكاتب الأردني «معن البياري»  في مقال له على صحيفة «العربي الجديد»، الموقف الذي أبداه الأمير السعودي «تركي الفيصل» من الديمقراطية، حيث قال رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق في إحدى جلسات مؤتمر مؤسسة الفكر العربي، والذي اختُتم الجمعة الماضي في الصخيرات بالمغرب، إن لديه حساسية تجاه مفردة «الديمقراطية»، رغم تقديره إيجابياتها، مؤكدًا أن رأيه هذا لا يعني موقفًا من الديمقراطية، ولكنه برر تلك «الحساسية» بأن هناك خصوصيات في بلاد معينة، «لا تجعل للديمقراطية بيئة مناسبة فيها، موضحاً أنه يفضل مفهوم «المشاركة الشعبية» على مفهوم «الديمقراطية».

 وانتقد «البياري» مقولة «الفيصل» مؤكدا أنه لم يكن متوقعًا من «تركي الفيصل» أن يعلن حماسه تجاه الديمقراطية وولعه بها، لكن «الحساسية التي أبلغنا أنه يقيم عليها تجاه الديمقراطية، مفهومًا على ما أوضح، بدت جديدةً بعض الشيء»، حيث قال أنها تقع في منطقة «ملتبسة بين التحفظ والرفض».

وقال «البياري» في مقاله:  «أظنه لم يُقنع كثيرين من مستمعيه، ومن حضور المؤتمر، في "إيضاحه" موقفه، بالتأشير إلى أن ثمة إيجابيات محمودة تتوفر عليها الديمقراطية. ولمّا قال الكلام الشائع الذيوع، في بلادنا العربية الزاهرة، عن خصوصيات في هذا البلد العربي وذاك، لا تجعل الديمقراطية خياراً مناسباً وملائماً، بدا تبريرياً في شأن مسألةٍ غير مطروحة أصلاً، فلا أحد، في مؤتمر الصخيرات، وفي غيره، ينادي بالديمقراطية البريطانية في المملكة العربية السعودية».

وبحسب «البياري»، فإن المعهود في مداولات نخبٍ عريضةٍ في غير منتدى أو محفل، وفي وسائط الإعلام وغيرها، هو «الإلحاح على حكمٍ رشيد في أوطاننا العربية في تدبير الدولة، وفي تسييرها شؤون المواطنين بالقانون، وبكيفيات العدالة التي تحمي بالناس من الظلم والاستبداد والتسلط، فتتعزّز في الأثناء قيمة المواطن، وتقوم حقوقه في الكرامة والعيش الذي توفر فيه الدولة شروط المواطنة الحقة»، ، وهو ما يوفّر برأيه مبادئ «المحاسبة والمراقبة التي تنقذ البلاد والعباد من جرائم الفساد والفاسدين، والذين يستغلون مواقعهم في مراتب المسؤولية» وفقاً لوصفه.

وقال «البياري» أن مثل هذه المطالب التي يشتهيها المواطن العربي في بلده تتصدر انتماءٍ إلى وطنه، فالمواطن «صار شديد الوضوح أنَّ غيابها الفادح في غير مطرح عربي كان الدافع الجوهري الذي أشعل انتفاضات الربيع العربي في مصر وتونس واليمن وسورية وليبيا، وفي غيرها من بلدان عربيةٍ شهدت تعبيراتٍ جماهيرية احتجاجية، لكن الأوضاع فيها لم تمضِ إلى مثل الذي غالبته، لاحقاً، هذه الأوطان الخمسة».

ولكن الأمير –وبحسب الكاتب- لم يأت إلى ذكر شيء من هذا كله، رغم أنه «نحسبه يعرف أشواق الشعوب العربية إلى تعافي أوطانها ممّا ذكرنا، ومما لم نذكر من رزايا أخرى».

ويجمل الكاتب رأيه قائلاً: «في تيسيرٍ مبسط، مع التسليم بأن التفاصيل فيه عويصة ومركبة، فإن الأدعى والأوفق تفادي قصة الديمقراطية كلها، وحكاية المشاركة الشعبية، أيضاً، والذهاب إلى ما أشير إليه هنا، في هذه السطور، ببديهياته المعلومة»،  ووفقاً للكاتب فإن  «ضيوفاً عديدين في مؤتمرات مؤسسة الفكر العربي، في دورته في الصخيرات المغربية، وقبلها في دبي في السنوات الثلاث الماضية، جاءوا على كل هذه الأمور، وبصراحةٍ ومن دون أي حساسية».

كما أن التقرير العربي السابع للتنمية الثقافية، والذي أنجزته المؤسسة، وتم إطلاقه أخيرًا، تضمن وفقا لـ« البياري» مساهمات من نخب عربية عريضة في هذا الخصوص. وهو تقريرٌ «اختلف عن سابقيه، بالنظر إلى أنه اكتفى بآراء واجتهاداتٍ في موضوعه، فيما حضرت في التقارير السابقة دراسات ومسوحات وجهود على مستوى طيب من العلمية والأكاديمية في موضوعاتها» على حد قوله.

ويختتم الكاتب الأردني مقاله الذي حمل عنوان «حساسية تركي الفيصل» بقوله: «شديدةٌ حساسيتنا، نحن المواطنين العرب، تجاه الجفاء عن الديمقراطية، مفهوماً ونظام حكم، لدى أهل السلطة في غير بلد عربي، وقد سوّغت تعقيب السطور السابقة على جملةٍ غير عابرة، أدلى بها مسؤول استخباراتي عربي سابق، مع الاحترام والتقدير».

 

المصدر | الخليج الجديد + العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية تركي الفيصل ديمقراطية مقال العربي الجديد

الأمير «تركي الفيصل» يرفض مشاركة إيران فى التحالف ضد «الدولة الإسلامية»

عطوان: فجعنا في الأمير تركي الفيصل

ننشر مقال تركي الفيصل في صحيفة هآرتس: مبادرة السلام أقوى مما كانت

الأمير تركي الفيصل "يناظر" قائد الاستخبارات الإسرائيلي السابق

«تركي الفيصل» تعليقا على جلد «رائف بدوي»: لسنا الوحيدين ولنتذكر «أبوغريب وغوانتانامو»

الإفراج عن الروائي الأردني «أيمن العتوم» المتهم بـ«إهانة الشعور الديني»