مصادر إسرائيلية: تفجيرات الكنائس سبب إغلاق سفارة (تل أبيب) في القاهرة

الاثنين 8 مايو 2017 03:05 ص

أقرت مصادر في (إسرائيل) أن سفارتها في القاهرة خالية من الدبلوماسيين والموظفين إسرائيليين ومحليين.

ونقلت صحيفة «القدس العربي»، عن مصادر إسرائيلية، قولها إن السفارة مغلقة بعد إخلائها وإعادة الدبلوماسيين والموظفين مع السفير «دافيد غوفرين» إلى (تل أبيب)، لأسباب أمنية.

وأشارت المصادر إلى أن التفجيرات التي شهدتها الكنائس المصرية، حال دون فتح السفارة الإسرائيلية في القاهرة، من جديد.

والشهر الماضي، شهدت مصر تفجيريين استهدفا كنيستيين بمدينتي طنطا والإسكندرية، شمالي البلاد، وأسفرا عن مقتل 45 شخصًا وإصابة العشرات، كما شهدت البلاد تفجير في الكنيسة المرقسية بالعباسية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي وأسفر عن مقتل 30 شخصا.

ولفتت المصادر إلى أن إغلاق السفارة، اضطر العاملين بالسفارة من الدبلوماسيين للعمل من مقر لها في القدس المحتلة.

وأمس، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، إن اتجاها لإغلاق تام للسفارة الإسرئيلية في مصر، بدأت تظهر ملامحه على الساحة.

وفي تقرير لها، الأحد، قالت الصحيفة، إنه فضلا عن غياب السفير الإسرائيلي «دافيد غوفرين»، والدبلوماسيين العاملين في السفارة منذ 5 أشهر، فإن الخارجية الإسرائيلية لم تجدد عقود عمل 30 موظفا محليا (مصريون)، يعملون في سكرتارية السفارة وسائقين وعمال صيانة، إثر إغلاق السفارة.

فيما نقلت وكالة «سما» الفلسطينية، أنه في الأسبوع الماضي، تلقى موظفو السفارة الإسرائيلية في مصر إشعارًا رسميًا من الخارجية في (تل أبيب) يعلمهم بأن الوزارة في اتجاه إغلاق السفارة.

وأضافت الصحيفة العبرية: «كما أن عقد إيجار المبنى الذي تتواجد فيه السفارة الإسرائيلية في حي المعادي (جنوبي القاهرة)، وهو ذاته مقر سكن السفير، لم يتم تجديده منذ أربعة شهور.

كذلك ألغت السفارة حفل استقبال بمناسبة «يوم استقلال (إسرائيل)»، الذي كان من المقرر تنظيمه نهاية الشهر الحالي، بحسب الصحيفة.

ولفتت الصحيفة إلى أن أفراد الطاقم الدبلوماسي الإسرائيلي المعيّنين في القاهرة تلقوا بلاغا رسميا من الدائرة المالية في وزارة الخارجية الإسرائيلية بشأن إلغاء المدفوعات في رواتبهم لقاء العمل خارج البلاد، وذلك بأثر رجعي طوال مدة عملهم من البلاد.

وشددت الوزارة في بلاغها على أن السفارة الإسرائيلية في القاهرة خضعت «لإجلاء من دولة الخدمة».

هذه الملامح الجديدة، وصفتها الصيحفة، بأنه اتجاه للخارجية الإسرائيلية لإغلاق تام للسفارة، أو على الأقل عدم وجود رؤية لعودة قريبة أو محتملة للسفارة أو السفير.

وكان جهاز الأمن العام الإسرائيلي «شاباك»، كشف في فبراير/ شباط الماضي، عن سحب السفير الإسرائيلي في القاهرة، وطاقم السفارة كاملا لاعتبارات أمنية، قبل أن تكشف مصادر مصرية، أن طاقم السفارة خرج من البلاد أواخر ديسمبر/ كانون الأول 2016.

وعين «جوفرين» سفيرا لـ(إسرائيل) بمصر في صيف 2016، بعد أن طلب سلفه إعفاءه من منصبه بسبب «القيود الأمنية الشديدة»، حسبما أفادت صحيفة (هآرتس) حينها.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن السفراء الأجانب يتحركون بسهولة نسبية في القاهرة، إلا أن السفير الإسرائيلي يكون مصحوبا بحراسة أمنية مشددة لدى أي تحرك.

لا معلومات

ونقلت «يديعوت أحرونوت»، في تقريرها اليوم، عن مصدر رفيع المستوى في وزارة الخارجية المصرية قوله إن «الأداء الإسرائيلي في قضية السفارة الإسرائيلية المغلقة مستغرب بنظري وليس مفهوما».

وأضاف: «بعد أن وضعت (إسرائيل) عدة شروط من أجل إعادة السفير وطاقم الدبلوماسيين، تعامل المستوى الأمني الرفيع في القاهرة مع هذه الشروط بمنتهى الخطورة والجدية وتعهد بتلبيتها جميعا، لكن في أعقاب هذه الاتصالات لم تتم إعادة السفير ولا يوجد موعد لإعادة فتح السفارة».

وأضاف المصدر المصري نفسه، أنه تقرر قبل عدة أسابيع إعادة السفير الإسرائيلي وطاقم السفارة إلى القاهرة، بموجب طرق عمل مختلفة، لكن «يبدو أنه في أعقاب العمليات الإرهابية ضد كنائس الأقباط، تراجعت (إسرائيل) عن القرار وليس لدينا معلومات جديدة حول إعادة الطاقم الإسرائيلي».

ما ذكره المصدر في الصحيفة العبرية، كرره المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية «أحمد أبوزيد»، حين قال إنه «لا يملك أي تعليق على التقارير الإسرائيلية التي نشرت، بشأن إغلاق السفارة الإسرائيلية في القاهرة، وعدم عملها منذ نحو 5 أشهر».

ونقلت صحيفة «الدستور»، عن «أبو زيد»، قوله، أنه «لا يمكن التعليق على هذا الأمر الآن، لأنه لا توجد معلومات رسمية لدينا بشأنه – حتى الآن- وأنه سوف يتواصل مع القائمين على الأمر من أجل توضيحه في وقت لاحق».

وأضاف: «قدمنا ضمانات بشأن أمن السفير بالفعل، ولكن ما يتم تداوله الآن ليس لدينا معلومة بشأنه، سنتواصل مع المسئولين لتوضيح الأمر».

وكان افتتاح (إسرائيل) لمقر سفارتها في سبتمبر/ أيلول 2016، بعد أربعة أعوام من إغلاقها، لاقى انتقادات شعبية وسياسية من قبل معارضين، فيما اعتبره موالون للسلطات المصرية أمرا طبيعيا ومشروعا.

واحتفى حينها «أوفير جندلمان» المتحدث باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية «بنيامين نتنياهو»، بنبأ افتتاح المقر على صفحته الرسمية في موقع «فيسبوك»، وقال «للأسف لم أستطع المشاركة في هذه المراسم المثيرة للعواطف، ولكن يسرني أن أنتهز هذه الفرصة الطيبة لأهنئ سعادة السفير (حاييم) كورين وطاقم السفارة».

وحضر حفل الافتتاح عن الجانب الإسرائيلي المدير العام لوزارة الخارجية «دوري غولد» والسفير الإسرائيلي والسلك الدبلوماسي العامل معه، وعن الجانب المصري نائب رئيس المراسم، بالإضافة للسفير الأمريكي في القاهرة.

وتعد مصر هي أول دولة عربية تبرم اتفاق سلام مع (إسرائيل) عام 1979.

وفي يوليو/ تموز 2016، زار وزير الخارجية المصري، «سامح شكري»، القدس الغربية، ملتقياً برئيس الوزراء «نتنياهو، في أول زيارة لوزير خارجية مصري من نوعها منذ 9 سنوات، حينما زار «أحمد أبو الغيط»، وزير الخارجية الأسبق (إسرائيل) في عام 2007، إبان حكم الرئيس الأسبق «محمد حسني مبارك» لمصر.

وظهرت العلاقات المصرية (الإسرائيلية) بشكل جيدة، منذ تولى الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» الحكم في مصر في يونيو/حزيران 2014، إذ أعادة فتح سفارة (تل أبيب) بالقاهرة، وفي نفس الوقت أعاد إرسال سفير لمصر إلى (إسرائيل) بعد سحبه في عام 2012، عقب ثورة 25 من يناير/ كانون الثاني 2011، غير أن التطبيع الشعبي بين الطرفين ما يزال أمراً غير قابل للتحقيق.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

إسرائيل سفارة مصر تل أبيب صحف عبرية دبلوماسيين