حذر أطباء «مستشفى العباسية للصحة النفسية» في القاهرة، من مشاريع حكومية لإقفاله واستخدام أرضه الواسعة (68 فداناً) لبناء مؤسسات للقطاعين العام والخاص.

ونظم عاملون في المستشفى الأعرق في منطقة الشرق الأوسط، وقفة احتجاجية، أمس الأحد، شاركت فيها شخصيات عامة، لاقتناعهم بأنهم أمام مجرد تراجع تكتيكي عن مشروع أقره مجلس الوزراء المصري العام 2010 لإخلاء صرح طبي عريق جرى تشييده قبل نحو 150 عاماً.

ونظمت الوقفة «جبهة الدفاع عن مستشفى العباسية للصحة النفسية»، وقالت منسقتها الطبيبة في المستشفى ذاته «بسمة عبدالعزيز»، إنهم أصروا على الوقفة على رغم إصدار وزير الصحة والسكان المصري «أحمد عماد الدين راضي» بيانا، أول من أمس، ينفي السماح بالمساس بالمبنى العريق.

وأوضحت أن الوقفة نُفذت في موعدها المقرر سلفاً «لتأكيد موقفنا من نية الاستيلاء على المستشفى أو أي قطعة منه». وأضافت: «نزاعنا القانوني مع محافظة القاهرة التي استولت بالفعل على قطع من الأرض بوضع اليد، مستمر».

وتوجه الوزير في بيانه بتعليمات إلى مساعده للشؤون المالية والإدارية تقضي بإلغاء المخاطبات التي تمت بين الوزارة ومحافظة القاهرة بشأن معاينة موقع داخل حرم مستشفى العباسية للصحة النفسية، كان مقرراً أن تتم أمس. وردت «الجبهة» ببيان أشاد بموقف الوزير راضي، «رداً على تخوفات العاملين وجميع المهتمين بالطب النفسي».

وأضافت أنها ستنفذ الوقفة في موعدها (أمس) لتأكيد المطالبة بتنفيذ مشاريع التطوير داخل المستشفى وتشمل إنشاء وحدة لعلاج الإدمان ومركز لطب نَفس الأطفال والمراهقين، وشبكة لمكافحة الحريق، واستكمال تطوير الأقسام الداخلية والربط الإلكتروني.

وأكدت الجبهة مطلب استرداد «حديقة العروبة» التي استولت عليها محافظة القاهرة على رغم أنها تقع ضمن نطاق مستشفى العباسية المطل على طريق صلاح سالم في شرق العاصمة، مشيرة إلى أنها اكتشفت أمس فقط قيام المحافظة بأعمال حفر لإنشاء محطة تقوية شبكة محمول لحساب إحدى الشركات الخاصة غير عابئة بالأضرار الصحية التي ستقع على المرضى والعاملين في المستشفى نتيجةَ وجود تلك المحطة.

ونشرت الجبهة عبر موقع التواصل «فيسبوك» صوراً توضح «التجاوزات» التي ارتكبت في نطاق الحديقة ذاتها، وأعربت عن الأمل في أن تتلقى دعم المجتمع المصري والجهات المهتمة كافة بحقوق المريض والطب النفسي والعاملين في المستشفى حتى تتم الاستجابة لمطالبها.

ويبلغ عدد العاملين في المستشفى الذي أنشئ العام 1883 نحو 1500، فيما لا يتجاوز عدد المرضى المقيمين فيه حالياً ألف مريض، علماً أن سعته السريرية تستوعب 1500 مريض، ويعد أعرق مستشفيات الشرق الأوسط في هذا المجال كما أنه يرتبط بتاريخ الطب النفسي في العالم، ويعد الأكبر والأقدم بين 18 مستشفى حكومياً للطب النفسي في مصر.

وانضم مستشفى العباسية إلى ديوان عام وزارة الصحة المصرية بتاريخ 21/9/1997 بناء على قرار جمهوري، ليتم ضمه إلى «الأمانة العامة للصحة النفسية» بتاريخ 21/1/1998.

وكان المستشفى قصراً لأحد الأمراء، واندلع فيه حريق كبير التهم القصر، ولم ينج من ذلك الحريق سوى مبنى مكون من طبقتين تم طلاؤه باللون الأصفر، وتحول بعد ذلك إلى أول مستشفى للأمراض العقلية في القاهرة، ليطلق عليه اسم «السرايا الصفراء».