استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الوسط الإسرائيلي المتطرف دين خاص بلا موقف أو رأي أو مبادئ أيديولوجية!

السبت 13 ديسمبر 2014 06:12 ص

ليس يمين غريب الاطوار ولا يسار غير طبيعي، بل وليس مجرد يمين أو يسار دافيء، حزب الوسط المتطرف موجود بالضبط في الوسط، في مركز المركز، تماما على الخط الوهمي الذي يتوسط اليمين واليسار. اعضاء الوسط المتطرف يتواجدون على هذا الخط بحذر كبير، مثل المهووسين الذين يعتقدون أن أي تجاوز صغير لهذا الخط سيتسبب لهم بضربة صاعقة.

لا توجد مشكلة في الكشف عنهم، فهم موجودون في مجموعة كبيرة، ومثل محاربي السومو فهم يدافعون عن أنفسهم كي لا يُطردوا الى خارج الخط الوسطي المقدس.

الوسط المتطرف هو دين مع كتاب صلاة خاص، ليس لهم موقف أو رأي، والمباديء الايديولوجية لا تُسمع من أفواههم. إنهم يبنون قناعاتهم عن طريق الرفض – ليسوا يمين لذلك يعارضون ضم المناطق، لكنهم ايضا ليسوا يسارا لذلك يوافقون على البناء في المستوطنات. يعارضون بالتأكيد الاستفزاز اليهودي في الحرم، لكنهم مع استعراض القوة ضد المسلمين، حينما يلقون الحجارة على ممثلي اليمين المتطرف ولا يترددون في أخذ المواطنة.

في حزب الوسط المتطرف هم حذرون جدا من تسمية محمود عباس ارهابي، لكن واضح لهم أنه ليس شريكا. هم مقتنعون أن اسرائيل قدمت كل شيء للفلسطينيين الرافضين. لكنهم مستعدون الى اعادة الاقتراح مرة اخرى. لأنهم يريدون السلام ولا يخافون من تناقض مواقفهم. مثلا عندما توضح تسيبي لفني أنها تريد اجراء المفاوضات مع محمود عباس ولكن ليس مع حماس، حيث نسيت أنه توجد حكومة فلسطينية موحدة، ومن يتحدث مع الحكومة الفلسطينية فانه يتحدث مع حماس.

في الوسط المتطرف وجدوا الحل للصراع مع الفلسطينيين. لا توجد حاجة للحديث مع عباس أو مع حماس، الحل السياسي موجود في الانسحاب أحادي الجانب، وحكومة اسرائيل ترسم حدود دولتها، وتسحب الجيش الاسرائيلي والمستوطنين الى هذه الحدود. فكرة كبيرة. ولكن هذا بالضبط ما يريده عباس من اسرائيل. أرسموا لنا حدودا، يستجدي. 

إلا أن عباس ليس في المعادلة. المصطلح حدود غير قائم لدى اليمين المتطرف، واليسار يُسمع اقوالا حول الدولة ثنائية القومية، واليسار الدافيء مستعد لتأييد الدولة الفلسطينية بدون رسم حدودها. بقي للوسط المتطرف أن يقترح حلا بدون المفاوضات وبدون الموافقة فلسطينية. ويكون هذا مناسبا لأن خط الوسط لم يتم تجاوزه.

عمود الضباب المقدس يوجه الوسط المتطرف في الموضوع الايراني ايضا. فهو يؤيد الاتفاق مع ايران لكن بشرط أن يكون اتفاقا جيدا. هذا منطقي. ولكن هل هم المخلصين للوسط مستعدين لضرب ايران اذا لم يكن هناك اتفاقا، أو اذا كان الاتفاق سيئا؟ لليمين رغم مساوئه يوجد جواب. وللوسط المتطرف توجد صيغة ملفتة: استخدام القوة كخيار أخير فقط، أي أن يهدد اليمين متى يحين وقت الهجوم، والوسط الذي تنقصه الخلايا يؤيد.

وهناك موضوع آخر مهم جدا، حزب الوسط المتطرف يطلب التشديد على أنه مع قانون القومية، لكنه ضد التمييز. ضد اعتبار الدولة دولة يهودية لأن هذا أمر لا لزوم له، التوقيت سيء وصورة الدولة ستتضرر. التمييز القائم جيد، وليس هناك حاجة الى أي زيادة أو نقصان عليه.

محظور أن يقول الوسط المتطرف رأيه القاطع في أي موضوع. في دكانه يجب أن تبقى الخيارات كلها مفتوحة. رؤياه هي "كلنا معا ضد اليمين المجنون واليسار الحالم". معسكر واحد كبير ضد التلوث، معسكر دافيء ومريح يحافظ على وسط الطريق. هذا الامر يُسمع جيدا، والمشكلة هي كما كتب جيم هايتفر الامريكي في عنوان كتابه إنه في منتصف الطريق لا يوجد شيء سوى الخطوط البيضاء والحيوانات المدهوسة.

المصدر | هآرتس العبرية

  كلمات مفتاحية

الوسط الاسرائيلي التطرف البقاء الخط الفاصل بين اليمين واليسار دين الوسط المتطرف كتاب صلاة خاص رأي المبادئ الايديولوجية