أوضح مستشار الشؤون الدولية لمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران «علي أكبر ولايتي»، أن «نفوذ» بلاده «بات يمتد من اليمن إلى لبنان»، مشيرا إلى مؤشرات «ضعف» لدى الولايات المتحدة، ومرجّحاً ألا يمتلك الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» ما وصفه بـ«الاقتدار اللازم لاتخاذ قرار نهائي» يسوّي ملف طهران النووي.
وفى كلمة له في الملتقى الثالث لدور الأبحاث في التشريع، قال «ولايتي»: «إن قدرة إيران في المنطقة اليوم ليست خافية على أحد، والجميع مجبر للاعتراف بها، لأن لإيران اليوم نفوذا أساسيا في المنطقة من اليمن إلى لبنان».
وبشأن النفط، قال «ولايتى»، إنه ينبغي تقليل حجم اعتماد الموازنة على النفط كل عام، حتى نصل إلى مستوى لا تعتمد فيه الميزانية الجارية على النفط، في الوقت الذي أصبح فيه هناك قيود علينا، معتبرا أن بلاده تعتمد على منتج واحد وهو النفط.
كما أوضح ولايتي أن قضية الصواريخ ستبقى خارج إطار أي تفاوض، قائلا: «إن سعي الغربيين إلى إدراجها في المحادثات هو أضغاث أحلام»، ومضيفا أن أهم خصائص الصواريخ هو الردع، وأن إيران لا تحتاج إلى إذن من أحد لتعزيز قدراتها الدفاعية.
وشدد على أن المفاوضين الإيرانيين «يتحرّكون في إطار الخطة التي وضعها المرشد، ولم يُبدوا ضعفاً»، وزاد: «طلب الأميركيون تمديد المفاوضات، ما أثار استغراب حلفائهم، إذ لم يعلموا لماذا أوقف الأميركيون المحادثات التي كانت تحقّق تقدماً في آخر لحظة، ثم طلبوا تمديدها فترة طويلة».
واعتبر أن الأمر مؤشر إلى «مسائل خفية في السياسات الأميركية»، مضيفاً: «يبدو أن الرئيس الأميركي لا يمتلك الاقتدار اللازم لاتخاذ قرارات نهائية، وضعف إدارته يؤدي إلى اتخاذ قرارات ليست متوقعة، حتى بالنسبة إلى أقرب حلفائها وأصدقائها، ولا علاقة لإيران بهذا الأمر».
وسخر ولايتي من «ادعاء الأميركيين زعامة العالم»، معتبراً أنهم «أدركوا استحالة إدارة العالم في شكل أحادي»، وتابع قائلاً: «قدراتنا في المنطقة لا تخفى على أحد، والجميع مضطر للاعتراف بها، لإيران الآن نفوذ أساسي في المنطقة، يمتد من اليمن إلى لبنان، وهذا أمر لم يتصوّره أحد أبداً». ورأى أن طهران «تتفاعل دوماً بدقة مع التطورات في الوقت المناسب».
وأفاد بأن الوفدان الإيراني والأميركي قاما بإجراء محادثات ثنائية في جنيف تستمر حتى اليوم الثلاثاء، على مستوى مساعدي وزيرَي الخارجية، في حضور «هيلغا شميد» مساعدة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كما سيعقد الوفد الإيراني اليوم لقاءات ثنائية مع أعضاء الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، عشية جلسة الغد لجانبَي المفاوضات.
من جانبه اعتبر الرئيس الإيراني «حسن روحاني» أن «العالم لا سبيل أمامه سوى الجلوس على طاولة المفاوضات» مع بلاده، لكنه اتهم جهات داخلية بمحاولة عرقلة مساعي إبرام اتفاق، قائلاً خلال الجمعية العامة للمصرف المركزي الإيراني: «بعضهم قد لا يريد رفع العقوبات، عددهم ضئيل ويريدون التصيّد من الماء العكر. لكن الغالبية الساحقة من الشعب، مثقفين وشباباً وعلماء دين وجامعيين وقائد الثورة (خامنئي)، يسعون إلى تمزيق العقوبات الجائرة، وسنحقق ذلك إن شاء الله».
وحض مديري المصارف الإيرانية على «الاستعداد للتعامل مع العالم، لأن هناك مستثمرين كثيرين سيدخلون إيران خلال الفترة القادمة».