المخابرات الإماراتية تجند شابا فلسطينيا في قناة فضائية للتعرف على المتظاهرين ضدها في لندن

الثلاثاء 16 ديسمبر 2014 04:12 ص

قامت أجهزة المخابرات الإماراتية بتجنيد شاب فلسطيني ودسه بين المتظاهرين ضد سفارة الإمارات في العاصمة البريطانية لندن مطلع الشهر الجاري وذلك بغرض التعرف على وجوه المتظاهرين وإجراء حوارات مع الأشخاص، لتتمكن الأجهزة الأمنية من ملاحقتهم فيما بعد.

وقد نشرت أجهزة الإعلام الإماراتية الرسمية تسجيل فيديو لشاب فلسطيني من قلب مظاهرة أمام سفارة الإمارات في لندن بتاريخ 6 ديسمبر/كانون الأول الجاري، يزعم فيها الشاب أنه أحد المتظاهرين وأنه تلقى دعوة عبر «فيسبوك» للقدوم من أجل التضامن مع دولة الإمارات ودعمها بسبب موقفها الرائع من فلسطين، ليفاجأ على حد تعبيره بأن التظاهرة ضد دولة الإمارات وليست داعمة لها.

وكان الشاب يقوم بتكليف من أجهزة المخابرات الإماراتية بتصوير المتظاهرين عن قرب للتعرف على وجوههم وتسجيلها، بدعوى أنه أحد المراسلين الصحافيين الذين تواجدوا لتغطية الحدث وذلك بالاستعانة والتنسيق مع فضائية «الغد العربي» ومقرها لندن والمملوكة لـ«محمد دحلان».

وقد تمكن موقع «أسرار عربية» من معرفة التفاصيل الكاملة، حيث تبين بأن الشاب الفلسطيني الذي يظهر في الفيديو وهو «محمود أبونعمة»، هو شاب فلسطيني من مخيم خان يونس بقطاع غزة، ومن رجال الأمن الوقائي الفلسطيني المحسوبين على «محمد دحلان» في غزة، وهو صديق لأحد أبرز وأشهر رجال «دحلان» في لندن، وهو «عطا الله الزويدي» الذي يعمل بقناة «الغد العربي» المملوكة لـ«دحلان» والتي تمولها دولة الإمارات.

وقد وصل «أبونعمة إلى العاصمة البريطانية لندن يوم الثاني من سبتمبر/أيلول الماضي، أي قبل ثلاثة أشهر فقط، وتقدم بطلب اللجوء إلى السلطات في بريطانيا، مدعياً أنه هارب من حركة «حماس» وأنه مهدد بالقتل من قبل الحركة في قطاع غزة بسبب أنه ينتمي إلى حركة «فتح».

وكان «أبونعمة» يعمل في خان يونس بـ«مركز معاً التنموي»، قبل أن يصل إلى لندن بصحبة زوجته «ريهام سهمود»، حيث استقرا في لندن ويسكنان حالياً بالقرب من منطقة تدعى «مالبورن» في شمال لندن، وينتظران قرار سلطات الهجرة البريطانية بمنحهما اللجوء أو رفض الطلب.

ومنذ وصوله إلى لندن، يعمل «أبونعمة» لحساب جهاز الأمن الإماراتي مع عدد آخر من الفلسطينيين المحسوبين على «محمد دحلان»، حيث يتلقى المكافآت المالية نقداً من رجل يدعى «عطا الله الزويدي»، الذي يعمل مديراً لدائرة التخطيط ومسؤولاً عن المراسلين في قناة «الغد العربي»، بحسب المصدر.

وقد توجه «أبونعمة» إلى موقع تظاهرة ضد السفارة الإماراتية في لندن كانت قد أقيمت في 6 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بعد أن تلقى أوامر من صديقه ومسؤوله التنظيمي «عطا الله الزويدي»، مصطحبا معه مصور وكاميرا من قناة «الغد العربي»، حيث عرض نفسه على المتظاهرين على أنه مراسل صحافي يعمل لصالح وكالة «رامتان» في غزة، في محاولة لخداع المحتجين، إلا أن الوكالة التي زعم «أبونعمة» أنه يعمل لديها كانت قد أفلست وأنهت أعمالها منذ عام 2009، وباعت كافة محتوياتها بالمزاد العلني وكانت وسائل الإعلام كتبت حول هذه الواقعة.

وقد نجح «أبونعمة» في تصوير أغلب المتظاهرين، كما حاول إجراء مقابلات مع بعضهم لكنه لم ينجح في ذلك، بعد أن أصاب المتواجدين الشك في أمره بسبب زعمه العمل في وكالة «رامتان».

وبعد أن فشل «أبونعمة» في مهمته وهي تصوير المتظاهرين عن قرب، مع التعرف على أسمائهم وشخصياتهم، قام بتصوير نفسه وأدلى بالشهادة التي جاءت في تصوير الفيديو، ومن ثم تم إرسال الفيديو إلى أبوظبي.

وقد تم نشر مقطع الفيديو الذي يظهر فيه «أبونعمة» على «يوتيوب» بغرض تشويه جماعة «الإخوان المسلمين» على الرغم من أن التظاهرة لم يكن لها علاقة بـ«الإخوان»، ولم يتم توجيه الدعوات لها على «فيسبوك كما ادعى «أبونعمة» الذي ظهر الفيديو والذي يعمل لصالح أجهزة الأمن في الإمارات ويتقاضى راتبه من مكاتب قناة «الغد العربي» في لندن.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الإمارات لندن محمد دحلان فتح حماس الإخوان المسلمين معتقلو الإمارات

جدل حول زيارة زوجة «دحلان» إلى قطاع غزة واتهامات بشراء ولاءات لصالح زوجها

«دبي العطاء» تجمع 50 ألف حقيبة مدرسية لأطفال غزة