طالب أعضاء مجلس الشورى السعودي بإعطاء أفراد «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» دورات نفسية تقترن بالتقوم قبل إعادتهم للعمل الميداني، وذلك بسبب نقص تثقيفهم فقهيا وعدم معرفتهم بطريقة التعامل مع الأجانب وشرائح المجتمع وعدم احترامهم خصوصية العائلات، مما يوقعهم في أخطاء جسيمة.
كما اعتبر الأعضاء التوصية التي تقدمت بها اللجنة الإسلامية التابعة للمجلس بـ«تكثيف الدورات التدريبية لتطوير التعامل مع الجمهور» (عمومية)، ولابد من تحديد أوجه القصور لمعرفة الدورات التي يتعين إعدادها لأعضاء «الهيئة».
ورأى العضو اللواء «عبدالله السعدون»، خلال الجلسة، أن إقامة دورات عامة من دون تقويم لقدرة منسوبي «الهيئة» على التعامل مع مختلف الحالات «مجرد روتين، كلفته عالية، وفائدته قليلة».
في حين لم ير العضو «أحمد الزيلعي» «غير الأسنّة مركباً» لنقد اللجنة الإسلامية والقضائية التابعة للمجلس ومن فيها، بحسب قوله، «إذ إن تقرير الهيئة يحوي 28 دورة متخصصة في المعارف والمهارات الأساسية، والتوصية العامة بالتدريب ترسل انطباعاً بأن مجلس الشورى لا يقرأ التقارير».
وكان المؤيد الوحيد لتكثيف التدريب من دون تخصيص لمواضيعه العضو «عساف أبوثنين»، بعدما خلص إلى أن أفراد «الهيئة» تطوروا على مدى 30 عاماً، «بعد أن كانوا لا يفرقون بين المقيم العامل والمقيم الديبلوماسي». وانتهى النقاش إلى إقرار توصية اللجنة بـ«تكثيف الدورات التدريبية التي تقدمها لأعضائها لتطوير مهاراتهم في التعامل مع الجمهور.
كما طالب المجلس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمزيد من البرامج التوعوية الموجهة للشبان والشابات، وبأن تتضمن تقاريرها المقبلة تفصيلاً للبرامج والدورات والوحدات الجديدة، وفصلها عن البرامج المستمرة أو الثابتة.
وكان الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور «عبداللطيف آل الشيخ» قد كشف عن تفعيل إدارة خاصة لحقوق الإنسان في جهاز الهيئة، وأشار أنها تعنى بأمرين، أولهما: «من يدعي مظلمة مواطنا أو مقيما، أو أحس أنه ظلم من أي فرد من أفراد الهيئة ومنسوبيها، ابتداء من الرئيس، عليه أن يتقدم موثقا دعواه بما يثبت لهذه الإدارة صحة إدعائه»، وثانيهما: «من يدعي بأن عليه مظلمة واضحة وظاهرة من منسوبي الهيئة يأتي بها إلينا في هذه الإدارة ونستطيع إعانته على المطالبة بحقه وهذا بناء على رؤية وتعليمات خادم الحرمين الشريفين».
وأضاف:«الأخطاء واردة في هذا الجهاز وغيره ومهما بلغ الإنسان من إتقان العمل إلا أنه يخطئ، ولكن ولله الحمد السمة العامة وما نراه وما نسمعه هناك انسجام بين الهيئة والمواطن، وأيضا العمل المنضبط بالأنظمة والتعليمات يسر الخاطر والتجاوزات شبه نادرة، ونحن نحرص على كل ما يخدم المواطن والمحافظة على دينه وأمنه وعقيدته».