طالب الشيخ «حمد بن جاسم» رئيس وزراء قطر السابق، اليوم السبت، دول الخليج المقاطعة إلى التعامل مع الدوحة بنزاهة الأشقاء، داعيا إياها لـ«النظر إلى قطر كشقيق أصغر».
وقال في حوار مع قناة CNN: «أعتقد أن ما حدث لامس نزاهتنا من حيث الطريقة التي تعاملت بها وسائل الإعلام مع الأمر، ولم نعتد على هذا النوع من الإهانات، وأعتقد أن ذلك سيترك جرحا».
وأضاف: «عليهم أن ينظروا إلى قطر كشقيق أصغر وبلد صغير ولكن لها ذات النزاهة».
وتابع : «يجب الحوار حول ما إذا كانت ثمة أخطاء أم أن هذا كله افتعل لسبب أبعد مما يمكننا العمل أو المساعدة فيه وبسبب آخرين يريدون القيام بسياسات مختلفة بدون التشاور معنا».
وألمح «بن جاسم» إلى أن السعودية وبقية دول الحصار أرادت الاستفراد بالقرار دون التشاور في قضايا المنطقة.
ووجه رسالة إلى الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» حثه فيها على التدخل لحل الأزمة والنظر إليها من الناحية الاستراتيجية وبطريقة عادلة.
في هذه الأثناء، قالت صحيفة «لوموند» الفرنسية إن الدعم الدبلوماسي الدولي الذي ناله أمير دولة قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني» في الأيام الأخيرة، ولا سيما من ألمانيا وتركيا، فضلا عن التردد الذي ميز رسائل الإدارة الأمريكية؛ طمأن قطر.
وأضافت الصحيفة أن عملية إيجاد طرق بحرية بديلة لاستيراد البضائع لتجاوز الحصار، وردة فعل الشعب القطري الذي وقف وقفة واحدة خلف أميره؛ كل ذلك أعطى السلطات القطرية الثقة بالنفس.
وذكرت الصحيفة أن صناع هذه الأزمة كانوا يعتقدون أنهم سيخلقون صدمة داخل قطر، إذ اعتقدوا أنها سوف تستسلم خلال أيام بحسب العديد من المراقبين لشؤون المنطقة، لكن سيناريو الاستسلام تلاشى بسرعة.
وتلقى أمير دولة قطر اتصالات من قادة كل من تركيا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا، ناقشوا خلالها الأزمة الخليجية ودعوا إلى حلها بطرق الحوار والدبلوماسية.
وبدأت دولة قطر والمتعاملون معها من شركات عالمية وخطوط ملاحية وموردين، اتباع مسارات بديلة والاتفاق على صفقات جديدة لمواجهة الحصار الذي تفرضه السعودية والإمارات والبحرين.
في موازاة ذلك، قال التجار القطريون إن أمامهم العديد من البدائل التي تغني عن الاستيراد من الدول الثلاث المقاطعة، وإنهم بدؤوا بالفعل بالتعاقد مع موردين من دول عدة لضمان استمرار تدفق المواد الغذائية إلى السوق القطرية بشكل طبيعي.
يذكر أنه منذ 5 من يونيو/حزيران الجاري، تعيش منطقة الخليج على وقع أزمة دبلوماسية تصاعدت بعد أن قررت السعودية والإمارات والبحرين ودول أخرى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة، وإغلاق الدول الخليجية الثلاث حدودها البرية والبحرية ومجالها الجوي على قطر.
