أغلقت صناديق الاقتراع في الثامنة مساء اليوم في تونس، بالتوقيت المحلي، وأظهرت مؤشرات تقدما ملحوظا للباجي قائد السبسي، زعيم حزب نداء تونس.
واستمر الناخبون التونسيون في التصويت بجولة الإعادة من انتخابات الرئاسة، وذلك لاختيار أول رئيس للدولة عبر انتخابات ديمقراطية في تاريخ البلاد. رغم موقف الكثيرين الذين يرون أن المشهد في تونس «أصبح مملًا»، ولا يفضي إلى نتائج جديدة، خاصة مع استمرار الفترة الانتقالية لأربع سنوات كاملة.
ويمتلك حوالي 5.3 مليون تونسي حق التصويت للاختيار بين «محمد المنصف المرزقي»، الرئيس المؤقت، و«الباجي قائد السبسي»، زعيم حزب نداء تونس، في الجولة الثانية الفاصلة من الانتخابات.
وقد أعلن عضو الهيئة العليا المستقلة الانتخابات «نبيل بفون» أن النسبة العامة للمشاركة فى عملية الاقتراع الخاصة بالدور الثاني بلغت بحلول منتصف اليوم 28.6%.
من جهتها أفادت عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات «لمياء الزرقونى» أن نسبة إقبال التونسيين بالخارج على التصويت فى الدور الثانى للاستحقاق الرئاسى وصلت فى حدود الساعة الواحدة بعد الزوال إلى 19%.
هذا وأفاد موفد الإذاعة الجزائرية إلى تونس أن نسبة المشاركة في الانتخابات في دورها الثاني سجلت إقبالا ضعيفا نسبيا صبيحة اليوم، مقارنة بالدور الأول حيث أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أن «نسبة المشاركة بعد ساعتين من انطلاق عملية التصويت بلغت 14.4%» مضيفة أنها لم تتعد 17.3% بالخارج، و يعول المنظمون على الفترة المسائية.
وبحسب الهيئة العليا للانتخابات فإن أكبر نسبة مشاركة سجلت في الدائرة الانتخابية في القبلي و أصغر نسبة في دائرة تونس 1. كما ويعتبر الملاحظون أن فئة الشباب هي المعنية بالامتناع عن التصويت في هذا الاقتراع، حيث بلغت نسبة المشاركة في الدور الأول 64.5% في تونس، و29.68% في الخارج.
تدابير أمنية مشددة
وتُجرى الانتخابات التي تُعد «تاريخية» في تونس، وسط تدابير أمنية مشددة، خشية وقوع هجمات على مراكز الاقتراع أو الناخبين. والتي بإجراؤها تكون تونس الدولة الوحيدة من دول ما يسمى بـ«الربيع العربي» التي تنجح في تحقيق انتقال ديمقراطي للسلطة عقب الثورات. حيث تجرى الانتخابات بعد 4 سنوات من خلع الرئيس «زين العابدين بن علي» في ثورة شعبية على نظام حكمه.
وكانت تونس قد شهدت إقرار دستور جديد، وُصف بالتقدمي، وانتخاب برلمان كامل في أكتوبر/ تشرين الأول. فيما يعتبر كثير من المراقبين تونس مثالا للتغيير الديمقراطي في منطقة مازالت تواجه آثار ثورات الربيع العربي التي بدأت في عام 2011. إذ تفادت تونس إلى حد كبير الانقسامات التي حدثت بعد الثورات، مثلما حصل في ليبيا ومصر.
غير أن انتخابات اليوم الأحد، بدت بحسب وكالات كأنها سباق بين مسؤول سابق من نظام «بن علي»، والرئيس الحالي الذي يعلن أنه يدافع عن شرعية ثورة 2011.
مركز «كارتر» يقول أن عملية الاقتراع «هادئة وسلمية»
بدورها، أكدت بعثة مركز «كارتر» الأمريكى لمراقبة الانتخابات الرئاسية التى تجرى فى تونس اليوم، أن عملية الاقتراع سرت فى ظل ظروف هادئة وسلمية.
وقالت رئيسة البعثة السفيرة البريطانية «أودرى جلوفر» أن مراقبي البعثة البالغ عددهم ٦٥ شخصا أكدوا أن العملية الإنتخابية جرت فى ظروف سلمية وهادئة، مشيرة بالمقابل إلى ملاحظة بعض الخروقات البسيطة عند انطلاق التصويت. واعتبرت أنه سيكون على الرئيس التونسى الجديد مهمة تجميع التونسيين، والعمل مع الحكومة والبرلمان من أجل إستكمال إنجاح مسار الإنتقال الديمقراطى بالبلاد.
الغنوشي يؤكد: «لا خوف على الحريات اليوم»
من جانبه، أكد رئيس حركة النهضة التونسية «راشد الغنوشي»، بعد أن أدلى بصوته في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية التونسية اليوم، برفقة عائلته أنه «لا خوف اليوم على الحقوق والحريات».