«الحرب الفكرية» السعودي يواصل هجومه على الإخوان: تسعى لـ«التمكين»

السبت 8 يوليو 2017 07:07 ص

واصل مركز «الحرب الفكرية»، الذي أطلقته وزارة الدفاع السعودية، مؤخراً، هجومه على جماعة الإخوان المسلمين، محذّرا من أن الفكر الإخواني «يرتكز على عدم السمع والطاعة إلا لمُرشديه، وإن لم تنعقد لهم ولاية لضلال الخلق عن إقامة الدولة الإسلامية الواحدة على نظرياتهم».

ولفت المركز الذي يحمل اسم «اعتدال»، إلى أن الهدف الرئيسي للتنظيم الذي يسعى للتمدد في المنطقة لنشر أفكاره ومعتقداته في المجتمعات العربية والإسلامية، هو «التمكين»، بحسب صحيفة «الحياة».

وأشار إلى أن «لتنظيم الإخوان تكتيك متنوع ومرن في استراتيجية تمدده (وبخاصة التخفي في منطقة الإجماع الدولي، مثل تصنيف الدولة الإسلامية والقاعدة)، على رغم قناعة الإخوان بحسن توجه هذه الجهات الإرهابية، من حيث الأصل والمبدأ، لاعتمادها على النظرية الإخوانية بضرورة قيام الدولة الإسلامية، وفق صيغتهم المتطرفة»، وفق قولهم.

ولفت المركز الذي يترأس مجلس أمنائه ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير «محمد بن سلمان»، إلى أن «اختلاف الإخوان معهم في بعض الآليات التنفيذية التي تستخدمها داعش والقاعدة، لاعتقادهم أنه يصعب قبولها، وأنها تنعكس سلباً على تكتيك مشروع دولة الخلافة، وخاصة في مرحلة الضعف».

وعن علاقة تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي بتنظيم «الدولة الإسلامية»، أوضح المركز أن «جماعة الإخوان تبرأت من الدولة الإسلامية، مثلما تبرأت الدولة الإسلامية من القاعدة، ومثلما تبرؤوا معاً من النصرة، ومثلما تبرأت النصرة منهم».

وشدد على أن «سبب تطرف الجميع كان واحداً، هو نظرية جماعة الإخوان بضرورة قيام ما يسمى بـ(دولة الخلافة الإسلامية) وفق مواصفات تطرفها، مع الاختلاف بينهم في بعض آلياتها التنفيذية، لذا تقر القيادات الإخوانية بأن التأسيس الفكري والانتمائي إلى قيادات داعش والقاعدة كل لجماعتهم قبل الاختلاف معهم في بعض الصيغ التنفيذية والزعامة القيادية لقيام دولة التطرف».

وأكد المركز أن «عموم الثورات والاغتيالات السياسية والدينية (في دول تمدد الإخوان) ارتبطت بنشاطهم التنظيمي، وغالباً ما يستغلون الحدث العارض لتحويله إلى قضية ثم مشروع ثورة».

وحذر من أن تنظيم الإخوان يمثل «المنفذ الأخطر لتمويل الإرهابيين»، موضحاً أن التنظيم الإرهابي «يستغل الإمكانات السياسية لدولتهم الحاضنة، وبخاصة بعد تضييق الخناق عالمياً على تسرب الأموال إلى الإرهابيين».

وقال المركز في تغريدات عدة عبر موقعه في «تويتر»: «تلتقي جماعة الإخوان مع ربيبتيها الدولة الإسلامية والقاعدة في إقامة ما أسمته بالدولة الإسلامية الواحدة، على نظريات التطرف، التي أسّس لها الدستور الإخواني»، مضيفاً: «يرتكز الفكر الإخواني على عدم السمع والطاعة إلا لمُرشديه، وإن لم تنعقد لهم ولاية، لضلال الخلق عن إقامة الدولة الإسلامية الواحدة على نظرياتهم».

وشدد على أن الفكر الإخواني «يُرشد أتباعه بالتعايش البراغماتي في زمن غياب دولته المنتظرة، مع مضي التنظيم في تحقيق أهدافه، (وقاعدته: الغاية تبرر الوسيلة)».

وأوضح أن «فقه التنظيم الإخواني يُفرِّق بين التعايش (الحُكمي) والتعايش (الحقيقي)؛ فالأول ضرورةٌ تَحكُم حال غياب الدولة المنتظرة، والثاني عند قيامها»، مؤكداً أن «الحال الحُكمية تمثل في الفقه الإخواني سياق الضرورة؛ ولذا تجده يلتفت إليها متى رأى أن حالها ارتفعت؛ وهو ما يُبرر وقائع غدره وإرهابه».

وعما يسمى بـ«محفزات الفكر المتطرف» قال المركز: «من مُحفزات الفكر المتطرف نحو الإرهاب ما يسمى بـ(التعبئة الجهادية) لجماعة الإخوان للشباب المسلم في قضايا تحكمها اعتبارات وموازنات ونظام دولي، إذ عملت حاضنة الإخوان على تسويق فكرهم بمحاولة التأثير في الولاءات الوطنية لحساب شعاراتها المتطرفة، وموّلت لذلك عملاءها (المتحدث منهم والساكت)».

وكانت وزارة الدفاع السعودية دشنت «مركز الحرب الفكرية»، في 30 أبريل/نيسان الماضي، وذكرت أن المركز يختص بـ«مواجهة جذور التطرف والإرهاب وترسيخ مفاهيم الدين الحق».

وسبق أن استهل الدكتور «ناصر البقمي» الأمين العام للمركز، أولى تغريداته عبر حسابه الرسمي على مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بالهجوم على جماعة «الإخوان المسلمين».

وكتب «البقمي» قائلا: «الإخوان المسلمون وراء كل تطرف وهم المظلة الحاضنة لكل الجماعات التكفيرية؛ فكأنها الجناح السياسي للجماعات المسلحة والجناح العسكري».

وأضاف في تغريدة لاحقة: «الإخوان المسلمون والسروريون يتفننون باستخدام التقية لإخفاء توجهاتهم ومخادعة للناس في سبيل استقطاب المجندين، من واجبنا التنبيه على خطرهم وكشفهم».

ويعتمد المركز في مواجهة الفكر المتطرف على صناعة إعلام ومحتوى محترف ينشر التسامح والاعتدال، وذلك تحت إشراف لجنة الفكر العليا التي تضم نخبة من كبار المفكرين والعلماء المسلمين من العالم أجمع، والقادرين على مواجهة هذا الفكر.

  كلمات مفتاحية

السعودية الإخوان الحرب الفكرية بن سلمان اعتدال