أزمـة قـطر: يتحـصنون ويبحـثون عن مخـرج

الأحد 9 يوليو 2017 03:07 ص

خلافا لأي منطق، وأهم من ذلك، خلافا لمصالح من هم على صلة بازمة الخليج، الصراع بين قطر وجيرانها العرب آخذ في التعمق.

في الاسبوع الماضي تم صعود درجة اخرى في الازمة عندما رفضت قطر الفترة الزمنية التي قدمت لها والتي شملت 13 طلبا، منها تقليص الدعم الذي تقدمه قطر للاخوان المسلمين وحماس واغلاق قناة "الجزيرة" وازالة الموقع العسكري الذي اقامته تركيا في اراضيها، وأخيرا خفض العلاقة الدبلوماسية بينها وبين ايران الشيعية.

رغم محاولة قطر اظهار أن كل شيء عادي، إلا أنها تدفع ثمنا باهظا بسبب الحصار الجزئي الذي فرض عليها. وقد يتحول هذا الحصار الى حصار كامل اذا قامت الدول العربية باغلاق مجالها الجوي والبحري، ليس فقط أمام شركة الطيران القطرية أو السفن القطرية، بل ايضا أمام الطائرات والسفن الاجنبية التي تذهب الى قطر. تعتمد قطر بشكل كامل على الصلة مع العالم الخارجي، وحصانتها الاقتصادية قد تتضعضع اذا استمر الحصار عليها.

منذ بداية الازمة، كان واضحا أن اخضاع قطر لم يكن هدفا منطقيا. طالما أن الولايات المتحدة تمنحها المظلة، وهذا دون ذكر دعم اوروبا وتركيا لها، يصعب تخضيع زعماء قطر. ولكن يمكن التوصل الى حل وسط معقول يعيد قطر الى الصف العربي ويضائل الضرر تجاه الدول العربية.

إن قطر مثل الشوكة في المؤخرة لكثير من الدول العربية. طفل مشاغب يحدث ضررا كبيرا. ولكنها ليست المشكلة الرئيسة وهي لا تشكل تهديدا للمنطقة. التهديد الحقيقي يأتي من طهران، وبالنسبة لبعض الدول مثل مصر، فان وجود تركيا في المنطقة وطموح رئيسها للسيطرة هو الأمر المقلق.

إن استمرار المواجهة بين قطر وجيرانها يزيد من قوة ايران، الرابح الاساسي من الازمة. المواجهة تحرف الانتباه عن الامور الاهم، مثل موضوع سوريا، حيث تقترب الاطراف من الحسم الذي سيؤثر على المنطقة وعلى اسرائيل، كيف سيتم تقسيم هذه الدولة، وهل ستنجح ايران في ظل ازمة الخليج من اقامة ممر بري يصل بين طهران وبيروت مباشرة.

أزمة قطر حدثت في الوقت الذي لم تكن الولايات المتحدة مستعدة فيه. وهناك من سيقول إن رسالة واشنطن المتشددة ضد ايران وضد الارهاب هي التي دفعت وشجعت الدول العربية على الخروج الى المواجهة المباشرة مع قطر.

ولكن اذا لم تنجح واشنطن في فرض السلام في منطقة الخليج، فمن المشكوك فيه أن تنجح في التقريب بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

واذا لم تنجح في اقناع قطر بالموافقة على بعض الطلبات العربية فكيف ستنجح في وضع خطوط حمراء أمام روسيا وايران؟.

لقد ربحت قطر باستقامة المعركة التي تدار ضدها من قبل جيرانها العرب، ولن يضر أن توافق على بعض المطالب.

إلا أن استمرار الازمة لا يخدم محاربة الارهاب، الذي كانت قطر أحد مموليه. وهو لا يخدم محاربة طهران.

مهمة حل الازمة ملقاة على واشنطن، وهذا هو الاختبار الاول، غير المتوقع، للرئيس ترامب في منطقة الشرق الاوسط.

* البروفيسور إيال زيسر، رئيس قسم الدراسات الشرقية في جامعة "تل أبيب"، مستشرق إسرائيلي من غلاة الصهاينة العنصريين. 

المصدر | إسرائيل اليوم العبرية - ترجمة المصدر السياسي

  كلمات مفتاحية

حصار قطر الازمة الخليجية الادارة الامريكية اختبار ترامب الأول الشرق الاوسط دعم الإخوان المسلمين حماس قناة القاعدة العسكرية التركية العلاقة الدبلوماسية بايران