تركيا و(إسرائيل).. تصدع جديد للعلاقات يهدد صفقة الغاز

الأحد 6 أغسطس 2017 06:08 ص

«الموقف التركي الأخير الداعم للفلسطينيين بشأن المسجد الأقصى قد يحدث تصدعا في العلاقات بين أنقرة و(تل أبيب)»، هكذا توقع محلل سياسي روسي مستقبل العلاقة بين البلدين في ظل تصاعد المطالبات داخل (إسرائيل) بوقف «الخنوع» أمام تركيا.

وفي مقال للمحلل السياسي الروسي «أيدين ميهدييف» بصحيفة «برافدا»، قال إن «الأحداث التي جرت أخيرا في فلسطين وانعكاساتها على الموقف التركي الرسمي قد يكون لها أثرها في العلاقات بين أنقرة و(تل أبيب)»، بحسب «تركيا برس».

مشروع الغاز

ولفت إلى أن العلاقات بين أنقرة و(تل أبيب)، كانت تبدو كأنها تسير نحو تحالف استراتيجي، فقد توصل البلدان إلى اتفاق ينص على بناء خط أنابيب لنقل الغاز من الموانئ الإسرائيلية إلى أوروبا عبر الأراضي التركية.

وأضاف: «غير أن التطورات الأخيرة، ستؤثر على هذا المشروع».

وكان وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو» دعا البلدان الإسلامية إلى الاعتراف باستقلال فلسطين ضمن الحدود الإقليمية التي كانت قائمة قبل حرب 1967، وهو ما أثار موجة من الاستياء في (تل أبيب).

وتساءل المحلل الروسي: «في ظل هذا الوضع، يثار هنا سؤال حول المصير المستقبلي لتحالف الغاز بين البلدين».

وعلى خلفية نشاط الشارع التركي في تضامنه مع الفلسطينيين، انعقد في العاصمة التركية الثلاثاء الماضي، اجتماع لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي.

وفي محاولة للتعبير عن دعمه للمنتفضين الفلسطينيين، دعا وزير الخارجية التركي البلدان الإسلامية إلى عدم الاعتراف بحق (إسرائيل) في السيطرة على الأراضي التي احتلتها في حرب الأيام الستة عام1967.

وفي الوقت نفسه، أعرب «مولود جاويش أوغلو» عن تضامن بلاده مع رئيس السلطة الفلسطينية «محمود عباس» في تأكيده أنه «لن يعود إلى طاولة المفاوضات مع (إسرائيل)، ما دامت لا تعترف بمبدأ الدولتين، وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية».

وعلى الرغم من أنه لم يصدر بعد رسميا موقف يعبر عن وجهة نظر الحكومة الإسرائيلية إزاء تصريحات وزير الخارجية التركي الموجهة ضد (إسرائيل)، فإن المراقبين أخذوا يتساءلون عن مدى تأثير ذلك على العلاقة بين البلدين وتحالف الغاز المزمع إنشاؤه.

ووفقا للمحلل الروسي فقد أظهرت تصريحات وزير الخارجية التركي مدى هشاشة التحالف السياسي والطاقة بين أنقرة و(تل أبيب) كما يؤكد المطلعون.

وعلى الرغم من تطابق الموقفين التركي والإسرائيلي حيال سوريا، وسعي البلدين معا لتعزيز المكانة الذاتية في سوق الطاقة الأوروبية؛ ما سيكون له تأثيره في إضعاف مكانة «غازبروم» الروسية هناك، فإن وضع مدينة القدس، حيث تميل أنقرة لدعم الفلسطينيين قد يُحدث صدعا بين تركيا و(إسرائيل).

وقف الخنوع

هذا ما كشفه، رئيس حزب إسرائيلي معارض، حين قال إن (إسرائيل) لا يمكنها الاعتماد على الأتراك بما يتعلق بالتعاون الأمني والاستخباري، وطالب حكومته بوقف «الخنوع» أمام تركيا.

وفي مقال بصحيفة «معاريف»، شنّ «يائير لابيد» رئيس حزب «يوجد مستقبل» المعارض في (إسرائيل)، هجوما شديدا على الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، معتبرا أن العلاقات بين البلدين لن تعود لسابق عهدها، بحسب شبكة «الجزيرة».

ووصف «لابيد»، وهو وزير المالية الإسرائيلي السابق، المحاولات الإسرائيلية لترميم العلاقات مع تركيا بالخطأ الإستراتيجي، متهما «أردوغان» بتحجيم الجيش التركي والمحاكم والصحافة في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة العام الماضي، وفق تقديره.

وأضاف أنه «مع مرور الوقت أصبحت تركيا أكثر عدوانية تجاه (إسرائيل) وأكثر عثمانية وبالأساس أكثر إسلامية»، على حد تعبيره.

وتابع: «اختار أردوغان أن يكون طرفا في الصراع الذي يشهده الشرق الأوسط، وانحاز لما اعتبره المحور الأقوى بالنسبة له أفضل له من التحالف مع (إسرائيل)».

وتساءل «لابيد» في ضوء كل ذلك عن «سبب مواصلة (إسرائيل) الخنوع أمام تركيا، في حين أن تعامل الأخيرة معها لم يتحسن ولم يطرأ عليه تغيير، مع أن علاقاتنا معها تسوء كلما وثقت علاقاتها مع إيران، وواصل أردوغان عملية أسلمة تركيا، ولذلك فإن (إسرائيل) لا يمكنها الاعتماد على الأتراك بما يتعلق بالتعاون الأمني والاستخباري».

وحذر عضو لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، من الاستخفاف الإسرائيلي بالجانب الشخصي لـ«أردوغان»، فهو «مسلم راديكالي، ولا يستخدم خطابا عدوانيا معاديا للسامية فقط، بل هو مؤمن به»، على حد تعبيره.

وأشار «لابيد» إلى أن دول المنطقة في الشرق الأوسط ترى كيف تدوس تركيا على (إسرائيل) مرة تلو الأخرى، مما يمس بصورتها الردعية، ويؤثر سلبا على قدرتها لبناء علاقات مع السعودية والمحور الذي تقوده، كما يقول.

ودعا إلى دعم تطلعات الأكراد للاستقلال، والاعتراف بالمجازر ضد الأرمن، ومطالبة الولايات المتحدة بإخراج القاذفات النووية من قاعدة «إنجرليك»، في محاولة للضغط على تركيا.

وقررت تركيا و(إسرائيل)، أواخر يونيو/حزيران الماضي، تطبيع العلاقات بينهما بعد أن نفذت (تل أبيب) الشروط التركية.

وبدأت صفحة جديدة في العلاقات التركية الإسرائيلية، عقب اتخاذ الدولتين الخطوة الأخيرة في عملية التطبيع بينهما، بتسمية كل منهما سفيرا لها لدى الطرف الآخر لأول مرة بعد 6 سنوات.

وتوترت العلاقات بين البلدين إثر اعتداء الجيش الإسرائيلي عام 2010، على سفينة «مافي مرمرة» التركية أثناء توجهها ضمن أسطول الحرية لفك الحصار المفروض على قطاع غزة، وقتله 9 نشطاء أتراك في المياه الدولية، وتوفي ناشط عاشر لاحقا، متأثرا بجراحه.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

إذاعة عبرية: تركيا قبلت التفاوض لنقل غاز إسرائيل إلى أوروبا