تراجع «الحوثيون» عن تهديداتهم للرئيس اليمني السابق «علي عبدالله صالح » على خلفية وصفه لهم بـ«الميليشيات».

ودعا «محمد علي الحوثي» رئيس ما يعرف بـ «اللجنة الثورية» التابعة لجماعة «أنصار الله»، في بيان، أمس الثلاثاء، «اللجان الشعبية المسلحة» إلى الترفع عن الأخذ بحقها من «صالح»، بعد ساعات من تهديدها له.

وقال «علي الحوثي» في بيانه: «نؤكد أن اللجان الشعبية ستبقى الصخرة التي تتفتت عليها المؤامرات التي تستهدف اليمن، ولكونها الدرع الواقية لهذا الوطن فإنني أدعوها إلى الترفع عن الأخذ بحقها في نبز».

وذكر القيادي الحوثي، أنهم «لايمكن أن يقبلون بأن تنزلق البلاد، في ظل هذه الظروف، إلى أتون صراعات داخلية، فلدينا من الجبهات ما يجب أن ننشغل به».

ولفت إلى أنهم «سيضعون مصلحة الوطن فوق كل اعتبار والتغاضي عن أي حق»، في إشارة لتراجعهم عن تلك التهديدات.

ودعا القيادي الحوثي في المقابل من وصفهم بـ«العقلاء في المؤتمر الشعبي العام» إلى «القيام بواجبهم في توجيه الخطاب توجيها سليما، وعدم الانزلاق في الإساءة لشرفاء البلد وأحراره، مكونات وأفرادا ولجانا شعبية».

كما طالب «الحوثي»، حزب المؤتمر، بالاعتذار عما بدر منهم بحق من أسماهم بـ«الأبطال»، في إشارة للجان الشعبية المسلحة.

وكان الرئيس السابق، «صالح»، قال، خلال اليومين الماضيين، إن هناك «ميليشيا أو لجان شعبية» تنتشر في العاصمة صنعاء قبيل مهرجان مرتقب لحزبه احتفالًا بالذكرى الـ35 لتأسيسه، ساخرا من أنها جاءت لحمايتهم وليس لترويعه، وذكر صالح، أن «خلق فوضى في العاصمة صنعاء، أبعد من عين الشمس».

وفي سياق الرد على تصريحات «صالح» كانت قناة «المسيرة» الحوثية أذاعت على الهواء، بيانا جاء فيه «إنه في الوقت الذي تخوض فيه اللجان الشعبية المعركة بجانب الجيش (الموالي لصالح) في مواجهة عدوان هو الأخطر على اليمن، جاءت الطعنة من الظهر بأن توصف بأنها ميليشيا».

وتشهد العاصمة صنعاء توتراً وحشدا غير مسبوق بين طرفي تحالف «الحوثي/صالح»، في ظل استعدادات حزب «المؤتمرالشعبي» الذي يتزعمه «صالح» للاحتفال في ميدان السبعين بذكرى تأسيسه، غدًا الخميس، في الوقت الذي دعا فيه الحوثيون أنصارهم للاحتشاد أيضا عند مداخل صنعاء.

وذكرت مصادر مقربة من جماعة «الحوثي» وحزب «صالح»، لـ«الأناضول»، أن ما يسمى بـ«المجلس السياسي الأعلى» المشكل بين الطرفين بالمناصفة، نجح في إقناع «الحوثيين» وحزب «المؤتمر»، بالاتفاق على إقامة المهرجانات الخميس المقبل، وكذلك تنفيذ حماية أمنية مشتركة للعاصمة صنعاء ومداخلها.

يذكر أن مقاتلات «التحالف العربي» شنت سلسلة غارات على مواقع مفترضة للحوثيين شمالي العاصمة صنعاء، وسُمع دوي انفجارات عنيفة، وذلك قبل يوم من المهرجانات المرتقبة.

ويشهد اليمن حربًا منذ أكثر من عامين ونصف العام، بين القوات الموالية للحكومة اليمنية من جهة، ومسلحي «الحوثي»، وقوات «صالح» من جهة أخرى.