«واشنطن بوست»: اللعب على الحبلين دفع واشنطن لمعاقبة مصر

الجمعة 25 أغسطس 2017 01:08 ص

قالت صحيفة «واشنطن بوست»، الخميس، إن قرار حجب المساعدات الأمريكية عن مصر، ليس بسبب حقوق الإنسان، لكن هو في الحقيقة عقاب من واشنطن للقاهرة على استمرار علاقاتها بكوريا الشمالية رغم التحذيرات الكثيرة لنظام الرئيس «عبد الفتاح السيسي» بقطع تلك العلاقات.

وأضافت الصحيفة في تقرير أعده «آدم تايلور» المتخصص في الشؤون الخارجية لديها، وترجمه موقع «مصر العربية»، إن «العلاقات بين القاهرة وبيونغ يانغ قديمة جدا ومتينة حيث أظهر تقرير للأمم المتحدة أَن مصر تلعب مع الجانبين، حيث ساعدت فى اعتراض سفينة كورية شمالية تحمل أسلحة عبر قناة السويس العام الماضى، ولكنها أيضا اتهمت بشراء صواريخ سكود بشكل غير قانوني من بيونج يانج».

ونقلت الصحيفة عن «جاردينر هاريس» المسؤول الأمريكي، قوله إن عاملا رئيسيا في قرار الحد من المساعدات للقاهرة هو علاقتها المستمرة مع «بيونغ يانغ».

وأضاف: «الأولوية القصوى لوزير الخارجية ريكس تيلرسون تتمثل في زيادة العزلة الاقتصادية والدبلوماسية لكوريا الشمالية وطلب من القادة الأجانب في كل اجتماع تقريبًا قطع العلاقات مع بيونغ يانغ».

وأشارت الصحيفة إلى أن  الضغط على مصر جزء من حملة أمريكية واسعة لتوضيح أن كوريا الشمالية مشكلة بالنسبة للعالم كله، وليس لواشنطن وسول وطوكيو فقط.

وكوريا الشمالية إحدى أكثر دول العالم عزلة، وتخضع لعقوبات من الأمم المتحدة منذ عام 2006، إلا أنها مازالت لديها تاريخ طويل فى العلاقات الاقتصادية مع الدول الأخرى، وبعضها ما زال قائما، وعلاقتها التجارية مع الصين أو روسيا معروفة للجميع.

ولكن هناك روابط اقتصادية أكثر إثارة للدهشة، فقد كشفت صحيفة «واشنطن بوست» مؤخرا النقاب عن علاقات تجارية بين كوريا الشمالية وعدد من الدول الإفريقية،  كما أن هناك علاقات بين «بيونغ يانغ» ودول الخليج المتحالفة مع الولايات المتحدة.

وبينت الصحيفة أن علاقة مصر مع بيونغ يانغ تعود إلى الحرب الباردة، عندما ساعد الطيارون الكوريون الشماليون في تدريب نظرائهم المصريين قبل حرب 1973 مع (إسرائيل)، وتعززت العلاقة في العصر الحديث؛ حيث ساعدت شركة «أوراسكوم» العملاقة في مجال الاتصالات المصرية على إنشاء شبكة للهاتف المحمول في كوريا الشمالية، رغم أن هذه الصفقة لم تتم بشكل جيد في النهاية.

وأظهر تقرير صدر مؤخرا عن الأمم المتحدة، وفق الصحيفة، كيف أن مصر تلعب مع كلا الجانبين؛ حيث ساعدت فى اعتراض سفينة كورية شمالية تحمل أسلحة عبر قناة السويس العام الماضى، ولكنها اتهمت أيضًا بشراء قطع صواريخ سكود بشكل غير مشروع من بيونغ يانغ.

ووفق «واشنطن بوست»، حاولت الإدارات الأمريكية السابقة دفع دول مثل مصر إلى إنهاء علاقاتها مع كوريا الشمالية، وقال «كينت بويدستون» الخبير في التجارة الدولية، في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي: «ضغوط الولايات المتحدة على الدول لقطع علاقاتها بكوريا الشمالية جزء من لعبة لتفعيل العقوبات».

فيما قال «أنطوني روجيرو»، من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات: «لأكثر من عقد من الزمن، في ظل جورج دبليو بوش وباراك أوباما، تسامحت الولايات المتحدة وأحيانا أسهمت بشكل مباشر في عدم تفعيل العقوبات على بيونغ يانغ».

ولكن، وفق الصحيفة، «تحت حكم ترامب، يبدو أنَّ هذا قد تغير، واتخذت الإدارة الجديدة خطوات لمعاقبة الشركات الصينية والروسية والأفراد الذين يتعاملون مع كوريا الشمالية، وسعت إلى ابتكار طرق لضمان امتثال الدول الأخرى لعقوبات الأمم المتحدة».

وقالت: «يبدو أن ترامب حذّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من رد مماثل خلال مكالمة هاتفية في يوليو (تموز) الماضي دعا فيها الدول إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي على كوريا الشمالية بشكل كامل ووقف استضافة العمال الكوريين الشماليين أو برامج عسكرية لكوريا الشمالية».

المصدر | الخليج الجديد + مصر العربية

  كلمات مفتاحية

مصر كوريا الشمالية بوينع يانغ أمريكا حجب مساعدات