«الأضحى» في مصر.. عيد للأغنياء فقط

الخميس 31 أغسطس 2017 11:08 ص

كثير من الأضاحي وقليل من المشتريين، هكذا بدت أسواق الماشية في مصر قبل أيام من قدوم عيد الأضحى، في وقت تزدحم فيه الأسواق بالذاهبين والقادمين.

صورة ربما تشي بالوضع الحالي للأوضاع المعيشية، بينما الإحباط المرتسم على أوجه التجار يؤكد ذلك.

في سوقي الماشية بـ«السيدة زينب»، وسط القاهرة، و«دمنهور الدولي» بمحافظة البحيرة، شمالي مصر، يتراص في شكل منظم التجار والفلاحون وأمامهم عشرات الماشية يتنافسون في عرضها لجذب الزبائن ومواجهة ركود هذا العام.

ويقول مسؤولون وتجار لـ«الأناضول»، إن أسواق الماشية تشهد موجة غلاء كبيرة لم تشهدها مصر منذ سنوات عدة، تضررت معها الطبقة المتوسطة ومحدودي الدخل رغم المحاولات الحكومية لتخفيف وطأتها.

وتحاول الحكومة المصرية، إعادة التوازن إلى الأسعار في الأسواق، إذ بادرت باستيراد عشرات الآلاف من رؤوس الخراف والعجول الحية والمذبوحة، وطرحها في المجمعات الاستهلاكية، بأسعار تقل عن نظيرتها بالأسواق.

وتعيش مصر أزمة اقتصادية طبقت على إثرها برنامجا إصلاحيا بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي، يشمل رفع الدعم تدريجيا عن أسعار الطاقة، فيما تحاول الحكومة تخفيف وطأتها بإجراءات من بينها زيادة الدعم لبطاقات التموين.

وصعد معدل التضخم السنوي في مصر إلى 34.2% خلال يوليو/تموز الماضي، وهي أعلى نسبة منذ 1986.

عدة صعوبات

ويؤكد «ياسر حسن»، تاجر للماشية بـ«السيدة زينب»، أن «تربية الماشية خلال هذا العام واجهت صعوبات عدة، بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف التي يعتمد عليها لتغذية مواشيه لأكثر من الضعف، ما تسبب في هامش ربح لا يتساوى مع حجم معاناة المهنة».

ويضيف «حسن» أنّ «إردب الذرة زاد إلى 160 جنيها (حوالي 10 دولارات)، ومنذ شهرين ارتفع إلى 250 جنيها (حوالي 15 دولارا) بعدما كان بـ 80 جنيها (حوالي 5 دولارات) في الأعوام الماضية».

ويوضح أنّه كان يشتري 35 كيلو من الردة (قشور الحبوب مثل القمح) بـ 70 جنيها (حوالي 4 دولارات) لكنها ارتفعت إلى 170جنيها (أكثر من 10 دولارات)، وبالتالي زاد سعر اللحوم إلى الضعف مرة ونصف.

أسعار مرتفعة

ويشير «ياسر حسن»، إلى أن لحوم العجول زادت بما يقرب من 25 جنيها (دولار ونصف) في الكيلو الواحد عن العام الماضي، أما الخراف فزادت قرابة 30 جنيها (أقل من 2 دولار).

ويوضح أنّ سعر الكيلو من العجول البلدي الحية، قبل الذبح بلغ 62 جنيها (4 دولار)، بعدما كانت بـ 38 جنيها (2 دولار وربع) العام الماضي، موضحا أنّ سعر العجل الصالح للذبح يبدأ من 8 آلاف (457 دولارا) ويصل حتى 40 ألف جنيه (2286 دولار).

شكاوى مربو الماشية بغلاء أسعار الأعلاف، تأتي بعد أن سجلت أسعار بعض السلع منها أعلاف المواشي مستويات قياسية منذ قرار تعويم الجنيه.

قلة المشترين

على جانب آخر، يقف «أحمد ممدوح» عارضا بعض الخراف والعجول للبيع، مُستنكرًا كثرة المعروض للبيع، وقلة المُشترين بسبب ارتفاع الأسعار قائلا: «كنت أبيع 10 رؤوس ماشية إسبوعيا العام الماضي وحاليا لا أتخطى الثلاثة».

ويضيف «ممدوح» أنّ «زيادة أسعار الأعلاف وعدم إقبال المواطنين على شراء الأضاحي خلال العيد جعله يُفكر في عدم تربية الماشية والخراف مرة أخرى».

ونوّه إلى أنّه أصبح يشتري حزمة البرسيم (غذاء طبيعي للماشية) بجنيه واحد بعدما كان يشتري الأربعة حزم بجنيه العام الماضي، وقال: «المواطنون يرغبون في تقديم الأضحية لكنهم لا يملكون الأموال لشرائها بسبب غلائها».

أولوية متأخرة

«محمد شرف»، نائب رئيس شعبة القصابين (الجزارين) باتحاد الغرف التجارية، يقول إن «الإقبال على الشراء أقل من المتوسط، والتراجع بسبب قرب العام الدراسي الجديد ،منتصف سبتمبر/أيلول المقبل، ومصروفاته الكثيرة، لذلك شراء اللحوم يأتي في أولوية متأخرة لدى المواطنين.

ويضيف «شرف» في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أن «ما قد يمثل انفراجه لدى الطبقة المتوسطة في مصر، وهي الأكثر تضررا من الأسعار، هو لجوء الحكومة لتوفير الأضاحي واللحوم المذبوحة والمجمدة بأسعار منخفضة إلى حد ما في كثير من أنحاء مصر عبر منافذ تتبع وزارة التموين».

  كلمات مفتاحية

الغلاء التضخم السوق المصري عيد الأضحى اللحوم الماشية ركود