«القدس العربي»: السعودية تتجاهل «الروهينغا» لتبرئ نفسها من «الإرهاب»

الاثنين 4 سبتمبر 2017 09:09 ص

أشارت صحيفة «القدس العربي» في مقال نشرته، اليوم الإثنين، إلى أن المنطق السياسي الكامن وراء صمت السعودية تجاه المجازر التي ترتكب بحق مسلمي «الروهينغا»، هو «توجه جديد لدى المملكة يعتبر التبرؤ من أي شكل من أشكال التعاطف مع المسلمين هو إثبات لأصحاب السطوة والنفوذ في العالم، وخصوصا إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ببراءة المملكة من أي شبهة إرهاب».

وكانت «الأمم المتحدة» قالت إن نحو 60 ألفا من مسلمي «الروهينغا» فروا من أعمال العنف التي تشهدها ميانمار إلى بنغلاديش، بينما قالت الحكومة، أمس السبت، إن أكثر من 2600 منزل لأقلية «الروهينغا» تعرضت للحرق.

وأوضحت «المفوضية العليا لشؤون اللاجئين» التابعة لـ«الأمم المتحدة» أن عمال الإغاثة يواجهون صعوبات للتعامل مع الموقف المتدهور نتيجة أعمال العنف.

وطالبت المفوضية بمزيد من التعاون من المجتمع الدولي لرعاية المدنيين الفارين إلى بنغلاديش، الذين وصفتهم بأنهم في أمس الحاجة إلى المأوى والغذاء والماء والرعاية الطبية.

وأوردت صحيفتا «ذي إندبندنت» و«ديلي تلغراف» البريطانيتان روايات نقلتها منظمات إغاثية من ناجين من أقلية «الروهينغا» المسلمة، تتحدث عن اعتقالات وعمليات ذبح الأطفال وحرقهم في أكواخ من الخيزران.

الصمت السعودي الرسمي

ورأت صحيفة «القدس العربي» أن «تصريح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان كان لافتا حيث اتهم سلطات ميانمار صراحة بإبادة المسلمين، فيما تعهد رئيس وزرائه لبنغلادش بتحمل تكاليف اللاجئين إليها».

وأشارت الصحيفة إلى أنه «كما يحصل حين تحدث مجازر للمسلمين فإن الكثيرين يتطلعون لموقف واضح من المملكة العربية السعودية بسبب وزنها الديني المؤثر، لكن باستثناء تصريح يتيم صدر أمس عن بعثتها الدبلوماسية في الأمم المتحدة فإن الصمت الرسمي السعودي ساد، وتعامل إعلامها بطريقة سلبية غير معهودة مع الكارثة الحاصلة، بينما كان المتوقع أن تقود الرياض البلدان الإسلامية لوقف المجازر ومساعدة ضحاياها المسلمين».

ولفتت الصحيفة إلى أن «الأغلب أن المنطق السياسي الكامن وراء هذا الموقف هو توجه جديد لدى المملكة يعتبر التبرؤ من أي شكل من أشكال التعاطف مع المسلمين هو إثبات لأصحاب السطوة والنفوذ في العالم، وخصوصا إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ببراءة المملكة من أي شبهة إرهاب».

واكدت الصحيفة أن «هناك خطابا داخليا كامنا في هذه الرسالة وهو يتوجه بالتهديد والإنذار إلى اتجاهات سلفية وسياسية معينة، ويقول، صراحة، إن السفينة السعودية أخذت اتجاها جديدا يقلد الاتجاه الإماراتي الذي يجد تحت كل حجر عدوا إسلاميا، ويركز كل جهده على العوامل الاقتصادية الاستهلاكية التي تعوض غياب الحرية السياسية وتوابعها».

وركزت الصحيفة على أن «هذه المعادلة في الإمارات والسعودية تعتقد أن انشغال الناس بأرزاقهم وأموالهم وعقاراتهم، يدا بيد مع العصا الغليظة للأمن، كافية لحرفهم عن الهوية الإسلامية العميقة للمملكة، بل إن بعض الصحفيين أو السياسيين يعتبرون استفزاز البشر في دينهم، وتجريم التعاطف مع مسلمين آخرين في بلد آخر، طريقة مناسبة لتحقيق هذه الأجندة».

وانتقدت الصحيفة اتجاه المملكة قائلة «على ركاكة هذا الاتجاه وتنافيه مع المنطق الإنساني والسياسي العام، فهو يتجاهل أيضا الإمكانية التي تفتحها مجازر المسلمين في ميانمار لمساءلة العالم حول مفاهيمه القارة حول الإسلام، مقارنة بالكليشيهات السائدة حول البوذية، باعتبارها دين السلام، ففي حين نجح الخطاب العنصري الغربي في تلبيس تهمة الإرهاب للإسلام، فإن أحدا لم يتكلم عن الإرهاب البوذي أو الراديكالية البوذية ضد المسلمين، ربما لأن هذا الإرهاب والراديكالية لا يتوجهان ضد الغربيين».

الإعلام السعودي

وكان الكاتب الصحفي السعودي «جمال خاشقجي» عبر عن استغرابه مما وصفه بـ«البرود» تجاه قضية مسلمي «الروهينغا»، مستنكرا تبني بعض وسائل الإعلام الخليجية لرواية النظام في بورما.

وقال «خاشقجي» في تغريدة عبر حسابه على «تويتر»: «هذا البرود تجاه قضية الروهينغا مستغرب، وتبني بعض الصحف رواية النظام البورمي العنصري مستهجن، المملكة هي القائد للعالم الإسلامي وهذه قضيتها».

وكانت صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية الصادرة في لندن وصفت مسلمي «الروهينغا» بـ«الإرهابيين»، متبنية رواية قائد الجيش الميانماري من أنه حتى 30 أغسطس/آب الماضي، نفذ عدد كبير من الإرهابيين 52 هجوما على قوى الأمن، وعثر بعدها على 370 جثة تعود لإرهابيين، فيما أسر 9 منهم، على حد زعمه.

وأضافت الصحيفة محملة «الروهينغا» المسؤولية المباشرة لأعمال العنف قائلة: «بدأت أعمال العنف الأخيرة بهجوم الجمعة الماضي على 30 مركزا للشرطة نفذته عناصر حركة تمرد وليدة تطلق على نفسها جيش إنقاذ روهينغا أراكان».

وفي محاولة منها لتلميع صورة النظام في ميانمار، قالت الصحيفة: «وأسقطت السلطات العسكرية في ميانمار التهم الموجهة ضد 8 صحفيين وناشطين حقوقيين، من بينهم 3 صحفيين سجنوا لأكثر من شهرين بعد سفرهم إلى منطقة صراع»، وفقا لما ذكرته «الهيئة الوطنية لتسوية النزاعات الخاصة بوسائل الإعلام».

وكانت صحيفة «عكاظ» أيضا قد وصفت مسلمي «الروهينغا» في ميانمار الذين يتعرضون لأبشع إبادة في العصر الحديث بـ«المتمردين».

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

إبادة مسلمي الروهينغا السعودية ترامب ميانمار بورما أراكان

سجين من الروهينغا: الموت أفضل من الحياة بمركز احتجاز سعودي